’يديعوت’ : نخشى تقييد حرية عملنا بعد نشر منظومة روسية متطورة في سوريا

 

نقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” عن مصدر روسي رفيع قوله ان “إسرائيل” تشعر بالقلق إزاء نية موسكو ادخال منظومة دفاعية من طراز “اس 300” أو ما يشبهها الى سوريا، رداً على إسقاط تركيا احدى طائراتها الحربية.

اس 300

“اس 300”

وبحسب الصحيفة، فإن منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة يمكن ان تقيد الى حد كبير حرية عمل سلاح الجو “الاسرائيلي” الذي يواصل على حدّ زعمها مهاجمة قوافل الاسلحة التي تخرج من سوريا في طريقها الى حزب الله.

وأشارت “يديعوت احرونوت” إلى أن القلق الاكبر سيكون لدى تركيا اذا قررت الإبقاء على هذه المنظومة في سوريا، لكن روسيا تميل حتى الساعة للإبقاء عليها لفترة قصيرة في المنطقة على أن تعمل “إسرائيل” عبر قنوات دبلوماسية مع موسكو من أجل منع خرق التوازن والحفاظ على “الردع الاسرائيلي”.

وفي تعليقها على اسقاط الاتراك للطائرة الروسية، اعتبرت “يديعوت أحرونوت” أن الروس يتصرفون داخل سوريا كالفيل في متجر الفخار، وهم يديرون خطتهم الحربية دون أي اعتبار لمصلحة هذه الجهة أو تلك في المنطقة، ويوم أمس كلفهم ذلك طائرة حربية واحدة وطيارين”.

ولفتت “يديعوت احرونوت” إلى أن تركيا سبق أن طلبت من روسيا التوقف عن قصف جبل تركمان الواقع على الحدود السورية – التركية، فهنا يتعلق الامر بـ 24 قرية تركمانية سورية، قد جرى إخلاء 16 قرية منها من السكان بسبب عمليات القصف الروسي. وبالنسبة للروس وللنظام السوري، يعتبر المتمردون التركمان أشراراً، أما بالنسبة لتركيا فلا يجري الحديث فقط عن أبناء شعبها وانما عن متمردين وصفتهم دول الناتو في مؤتمر جنيف 2 بالمتمردين الأخيار، أي انهم جهة تستحق الحصول على قطعة من كعكة السلطة السورية في حال تم التوصل الى اتفاق سياسي.

ورأت “يديعوت احرونوت” أن “الروس تجاهلوا المصلحة الاستراتيجية للغرب والمصلحة القومية لتركيا، وواصلوا مهاجمة التركمان بغضب شديد، في اطار الجهود المبذولة لتحرير منطقة اللاذقية من الضغط الذي يمارسه عليها المسلحون في الشمال. وعندما فهم الأتراك أن روسيا تستهتر بهم، تم ببساطة ارسال طائراتهم لكي تكمن لطائرات القصف الروسية، وانتظروا فرصة اختراق طائرة روسية لحدودهم – ولو لثوانِ معدودة – لكي يقوموا بإسقاطها وبث رسالة للروس مفادها ان عليهم التوقف عما يعتبره الأتراك مذبحة ضد ابناء شعبهم”.

وتابعت أن “إسقاط الطائرة سيحثّ موسكو على تسريع مخططاتها الحربية وتعميق تدخل الجيش الروسي في سوريا، فالروس لن يتوقفوا عن قصف التركمانيين بسبب الخلل الذي وقع امس، وفي المرة القادمة عندما ستقترب طائرات تركية من الطائرات الروسية فإنها لن تتمكّن حتى من إطلاق التحذيرات، وسيتم اسقاطها على الفور، حتى لو قادت معركة جوية كهذه الى تصعيد الأزمة مع الحكومة التركية وتوتير العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”.

وخلصت “يديعوت احرونوت” الى أنه “يجب على إسرائيل، ايضا ان تتعلم كيف تستخلص العبر من حادثة الأمس، فهناك اتفاق بين موسكو وتل ابيب يتيح لإسرائيل حرية العمل في سوريا بما يتفق مع مصالحها، وإسرائيل ليست ملتزمة بتبليغ الروس مسبقا عن أي نشاط لها في سوريا، وحتى اليوم حققت إسرائيل ما تريده من دون أي ازعاج، ولكن عليها التنبّه وعدم الوقوع في الوهم، ففي اللحظة التي سيصطدم فيها النشاط الاسرائيلي بأي مصلحة روسية أو بخطة الحرب الروسية، لن يكون لهذا الاتفاق أي قيمة”.
Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.