يسوعي من “آخر أصقاع الأرض” – البابا فرنسيس رأس الكنيسة

pope-fransis1

في دورة الاقتراع الخامسة، انتخب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريو برغوليو (76 سنة) البابا الـ266 للكنيسة الكاثوليكية، فبات الحبر الاعظم الاول يرتقي السدة البطرسية من أميركا اللاتينية، التي تعد أكبر عدد من الكاثوليك وتشعر بأنها لم تنل حقها، والاول من خارج أوروبا منذ أكثر من  ألف سنة.
وقد اختار لنفسه اسم فرنسيس تيمنا بالقديس المتواضع الذي عاش في القرن الثالث عشر حياة زهد وفقر، وهو ما  قد يؤشر لرغبته في التغيير داخل الكنيسة.
ونجح هذا اليسوعي المتقشف والمعروف بتواضعه في غزو قلوب المؤمنين حتى قبل أن يروا وجهه.
فمع اعلان عميد الكرادلة جان-لوي توران أن البابا الجديد اختار  لنفسه اسم شفيع ايطاليا، اهتزت ساحة بازيليك القديس بطرس بهتافات الحشود وصيحاتهم.
وبكلماته الاولى، استحوذ على عقولهم، اذ قال إن الكرادلة ذهبوا “الى آخر أصقاع  الارض” للعثور على أسقف روما، مذكرا بالبابا المحبوب يوحنا بولس الثاني، الكاردينال البولوني الذي قال للحشود الاولى التي أطل عليها عام 1978 أن الكرادلة استدعوه “من بلاد بعيدة”.
وكان آلاف من المؤمنين تحدوا البرد والمطر وتجمعوا في الساحة رافعين اعلام بلادهم وصلباناً ومسابح، وعيونهم شاخصة الى المدفأة التي تعلو كنيسة سيكستين ترقباً للدخان الابيض، بعدما كانوا حضروا قبل الضهر وانصرفوا  عندما تصاعد من المدفأة دخان اسود اثر دورتي الاقتراع الثانية والثالثة. وقرابة الساعة 19:05 بتوقيت روما، 20:05 بتوقيت بيروت ارتفع اخيراً الدخان الابيض، فقوبل بهدير من الهتافات وموجة مدوية من التصفيق وبقرع اجراس الفاتيكان وروما.
لكن البابا المنتخب لم يطل عن الشرفة بلباسه الابيض الا بعد اكثر من ساعة، وبعدما اعلن عميد الكرادلة الفرنسي جان – لوي توران بصوت مرتجف ان “عندنا بابا”. وتنتظر البابا الجديد تحديات كبيرة من احتجاجات داخلية الى اضطهاد للمسيحيين حول العالم الى قضايا اخلاقية وتجاوزات اخرى تشهدها الكنيسة.
وبرغوليو  الذي شكل انتخابه أمس خلفا للبابا المستقيل بينيديكتوس الـ16 مفاجأة، يسوعي يصنف معتدلا وذا منحى اصلاحي. واستناداً الى المعلومات التي تسربت عن المجمع الانتخابي السابق عام 2005، حل ثانيا بعد جوزف راتسينغر الذي صار البابا بينيديكتوس الـ16. وهذا الرجل الخجول والقليل الكلام اسقف بوينس ايرس ورئيس اساقفة الارجنتين، يحظى باحترام كبير بين اقرانه الذين يقدرون اندفاعه ونمط عيشه المجرد من اي تباه.
وعام 2010، عارض بقوة قانونا يشرع الزواج بين المثليين في الارجنتين حيث الاجهاض محظور. وحمل ايضا على الحق في تغيير الجنس في سجلات الاحوال الشخصية.
وعلى رغم المواجهات الحادة بينه وبين سلطات بلاده، رحبت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كريشنر أمس بانتخابه وتمنت له “حبرية مثمرة”.
وفي ايلول 2012، انتقد الكهنة الذين رفضوا منح سر العماد للاطفال المولودين خارج الزواج، واصفا اياهم بانهم “منافقون” وفي ظل الديكتاتورية العسكرية في الارجنتين (1976-1983)، ناضل للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية، الا أن ثمة من يأخذ عليه عدم بذله جهودا كبيرة في الدفاع عن حقوق الانسان.
واجرى البابا الارجنتيني الجديد  مساء الاربعاء اتصالا هاتفيا بسلفه على أن  يلتقيه  اليوم.
وفي مؤتمر صحافي مقتضب، صرح الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي بان الزيارة الاولى التي سيقوم بها البابا الجديد ستكون صباح اليوم لكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما ليصلي  للسيدة العذراء.
وقال إنه سينصب الثلثاء المقبل في قداس يحضره عادة رؤساء الدول والحكومات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.