14 آذار ومحاولة الانقلاب على الدولة ومؤسساتها

موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
“يا شباب ويا صبايا … يلا يلا عالسرايا”
بدأت هكذا وكانت البداية ولولا حكمة العقلاء وضبط النفس لكان لبنان حتى اللحظة يحاول اخماد نار اشعلها نديم للرابع عشر من اذار.
الدعوة ذات لحن جميل وجمالها كان كفيلا ليترك المشيعين نعش اللواء الحسن في المكان واللحظة التي نادى بها نديم نغمته تلك والاتجاه نحو السراي بأعلام بعيدة كل البعد عن العلم اللبناني.
فلنتخيل السيناريو  في حال استطاع المحتجون اقتحام السراي، تخريب واحراق ودمار وقتل ولكن الصورة ونزع العلم اللبناني عن السراي الحكومي ليبدو من بعيد علم الانتداب الفرنسي او ما يسمى بالجيش السوري الحر يرفرف مكان العلم اللبناني……
لست أقول بأن نديم بريء، فأنا مع محاسبته وأدعو لها، ولكن أجزم بأن نديم لم يتحرك من تلقاء نفسه، ولا بتشجيع من زوجته، بل بأوامر واضحة من مرؤوسيه، وأعني بمرؤوسيه قوى الرابع عشر من آذار، وخير دليل على ذلك البيانات والتصريحات التي تلاحقت خدمة لدعوة نديم قطيش والداعية لاستقالة الحكومة.
اليوم، لن ألتزم بالكلمات المخففة، فالواقع لم يعد يحتمل، فهم يريدون الانقلاب على الدولة ومؤسساتها مستغلين ـ نعم مستغلين ـ دم الشهيد وسام الحسن لتمرير مطالبهم ومشاريعهم، وكالعادة على حساب الوطن والعيش المشترك، فهم لم يهتموا بما آلت اليه الأمور، ولا بالمظاهر المسلحة التي شوهدت في مختلف المناطق اللبنانية، ولا بالاعتداءات باسم الطائفية والمذهبية. والمعيب بحق هذه القوى الاعتراض على حكومة الميقاتي والمطالبة باسقاطها بطرق غير شرعية وغير دستورية بحجة الخرق الأمني الذي حصل في عهدها، متناسين الخروقات الأمنية الجمة التي لا تعد ولا تحصى والتي توالت على عهد حكومة السنيورة.
وهنا سؤال يطرح نفسه، 44 شهيداً سقطوا بتفجيرات حصلت في عهد حكومة السنيورة، 44 شهيداً طويت صفحة استشهادهم، لماذا لم يطالب السنيورة نفسه بما يطالب به الآخرين؟؟ لماذا لم يستقل؟؟ ألم يجدوا أصدق منه بقليل ليطالب باستقالة الحكومة؟؟؟هل فقدت قوى الرابع عشر من آذار الذاكرة؟؟ أم أن مطالبة حكومة السنيورة في الماضي بالاستقالة لم يكن من مصلحتها لأن الأخير هو واحد من هذه القوى؟؟؟ .
إن كان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قد نسي الاغتيالات التي جرت خلال استلامه رئاسة الحكومة ولم يستقل، فإليه ولقوى الرابع عشر من آذار تواريخ قد تنعش ذاكرتهم الضعيفة:
في 25 ايلول 2005 استهداف الإعلامية مي شدياق، بعبوة وُضعت في سيارتها شمال بيروت، هل استقالت حكومة السنيورة؟؟، وهنا فليسمح لي القارئ أن أتوقف عند مطالبة مي شدياق حكومة الميقاتي بالاستقالة مما يدفعني إلى الحيرة والتساؤل، ألم يكن الأجدى بها المطالبة باستقالة السنيورة الذي تعرضت في وقت استلامه الحكومة لمحاولة اغتيال؟؟!!!!….
“12 كانون الأول 2005 ” سيارة مفخخة ذهب ضحيتها النائب جبران تويني وإثنان من مرافقيه…..
“5 أيلول 2006” نجاة مساعد رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم سمير شحادة من محاولة اغتيال أسفرت عن مقتل أربعة من مرافقيه جنوب بيروت…..
“21 تشرين الثاني “2006 إغتيال النائب الكتائبي بيار الجميل وأحد مرافقيه بإطلاق النار عليهما في منطقة الجديدة…..
“13 شباط 2007 ” استهداف حافلتين في منطقة عين علق القريبة من بكفيا في المتن الشمالي وراح ضحية الهجوم3 مواطنين وأصيب 23 آخرون….
“13 حزيران 2007 ” اغتيال النائب عن تيار المستقبل وليد عيدو بتفجير سيارة مفخخة في بيروت أسفر عن سقوط تسعة قتلى آخرين….
“19 أيلول 2007 ” اغتيال النائب الكتائبي انطوان غانم بتفجير بسيارة مفخخة أوقع خمسة قتلى آخرين……
” 12 كانون الأول 2007″ اغتيال مدير العمليات في قيادة الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج وأحد مرافقيه…….
وفي” 25 كانون الثاني 2008″ اغتيال الرائد وسام عيد وأربعة أشخاص آخرين ….
“10 أيلول 2008” اغتيال صالح العريضي عضو الحزب الديمقراطي …..
هل طالب سعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار باستقالة رئيس الحكومة ؟؟ هل تحركوا للاعتصام أمام السراي الحكومي لاسقاط الحكومة؟؟
بالطبع لا !!! لأن حكومة السنيورة كانت حكومة هذه القوى، إلا انهم اليوم ينقلبون على الدولة ومؤسساتها ظناً منهم أن بإمكانهم تشكيل حكومة يأخذون فيها الاكثرية، ويعملون على توجيه الصفعات باسم الغرب للمقاومة وحلفائها في الوطن، ضاربين عرض الحائط العيش المشترك والسلم الاهلي.
مخطط اغتيال وسام الحسن، كان مخططاً لاستجرار البلد الى التقاتل المذهبي، وإلى حرب طائفية تقوم على أنقاضها حكومة اللون الواحد التي تنفرد بالقرار الأحادي في الوطن، ولكن وعي قوى الثامن من آذار أفشل هذا المخطط، وعملية الانقلاب على الدولة انكشفت، فلا السنيورة ولا قوى الرابع من آذار حققوا اسقاط الحكومة ولا المشروع الغربي باشعال الفتن الطائفية نجح.
فإلى قوى الرابع عشر من آذار نقول: كفاكم استهزاء بعقول اللبنانيين، فالوطن أكبر منكم بكثير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.