25 أيار تحصين الانتصار وحفظ المشروع

jamaleddine-shbib

بقلم الشيخ / جمال الدين شبيب

كل عام وأنتم بخير . إنه يوم 25  أيار عيد التحرير في لبنان . وهو ذكرى اندحار العدو الصهيوني عنه عام 2000. وذكرى فرار هذا العدو مهزوماً مذعورا. وهو ذكرى عز مضيء في جبين هذه الأمة. نتمنى أن تتحرّر كل أراضينا العربية من نير الظلم والطغيان.

في هذا اليوم نتمنى أن تتحرّر أرض فلسطين والمقدسات وكل أرض سليبة، في هذا اليوم العزيز على قلوبنا وعلى قلوب كل شرفاء هذه الأمة أتوجّه إليكم أعزّائي بأحر التهاني والتبريكات.

أقبل علينا 25 أيار وأقبلت معه روائح المسك والعنبر إذ تجتمع أرواح الشهداء لتحتفل بما حقّقته من انتصار بدحر الأعداء عن أرض الجنوب الحبيب. وروائح الطيب تنتشر من أُسَرهم الذين يحتفون بشهدائهم، لأن مثل هذا اليوم هو اليوم الذي عمل من أجله كل شهيد فيحتفل الأهل بإنجاز شهدائهم العظيم.

أما جراحات الجرحى، ومعاناة أهاليهم، فلها لون آخر، وطعم مجبول بصبر الصمود.. والحياة المليئة بالتضحية وسط معاناة يسببها الذين يعملون على محاصرة المقاومة، وجعل شعبها يدفع الثمن مرّتين.

هذا اليوم هو يوم عيد التحرير بالنسبة لشعب المقاومة، أما البعض ممن بدأوا يروّجون لثقافة “العداء للمقاومة” فلا يرون إلا أنفسهم ومشاريعهم الضحلة،ولا يرون كل تلك الإضاءات والإشعاعات،ولا كل تلك العزة، ولا يريدون أن يروا طالما هم تلاميذ صغار في مدرسة الغرب المتصهين.

ولكن رغم ذلك سيأتي اليوم الذي يصحو به هؤلاء من غيبوبتهم، فيرون الحقيقة الساطعة، وسيبقى العيد عيد كل لبنان وكل اللبنانيين كما يجب أن يكون.

واليوم، ونحن في حضرة التحرير، نرى من الواجب وبدافع الحرص والاحترام والتقدير لعظمته ودروسه ومعانيه، وأبطاله وشهدائه، ان نوجه السؤال التالي، أليس من الضروري ان يجري كل منا مراجعة للذات.

لماذا من أجل تحديد مدى انسجامنا في ممارستنا اليومية بكافة أوجهها السياسية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي مدى التزامنا “الثقافة المقاومة” التي تنطلق من يومياتنا، لتحاصر الغرائز وتواجه الفساد الذي اكد خطورته في دنيا العرب.

كم نحن بحاجة إلى التواضع وقول كلمة الحق بوجه السلطان الجائر، الذي يعبث بقضايا الناس المعيشية، ترجمة فعلية لا حماسة كلامية. بذلك، نحمي انجاز التحرير ونحصن المشروع المقاوم .

عاش لبنان عزيزاً حراً وعاشت المقاومة الأبية في لبنان وفلسطين مخرزاً في أعين الصهاينة الغاصبين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.