السيد هاشم صفي الدين: سنكون حاضرين في المستقبل ومعادلاته لأننا أقوياء

sayed hashem safiyddine

 

رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أننا أمام كل المتغيرات التي حصلت على مدى السنتين الماضيتين أو الثلات في مصر وتونس وسوريا وتركيا والتي تحصل اليوم في المنطقة، وفي الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن خارطة جديدة وعن متغيرات ووقائع وأحداث متتالية سوف تنتج شرق أوسط جديد ومنطقة جديدة لا مكان فيها إلا للأقوياء، سنكون حاضرين في المستقبل ومعادلاته لأننا أقوياء، ولذلك نجد أن فريق 14 آذار يبكون على ما يحصل.

كلام السيد صفي الدين جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة ذكرى اسبوع على استشهاد المجاهد حسن صالح مصطفى في حسينية بلدة بيت ليف بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين وعضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن ملك بالإضافة إلى عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

وأشار السيد صفي الدين إلى أن فريق 14 آذار يتحدثون أحياناً عن الأمن الذاتي وأحياناً عن السلاح وغيره وهم يعرفون أن هذا الكلام لا يغير أي شيء وأنهم لا هم ولا أسيادهم قادرون على التأثير في المعادلات التي أصبحت قوية وراسخة في لبنان وفي المنطق، معتبراً أنهم يولولون لأن رؤيتهم كانت خاطئة منذ التسعينات ونحن في ذاك الوقت كنا نحرر هذه الأرض وكنا نستكمل الطريق مع الشهيد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وأخوانهم، وهم يفكرون في أوسلو وغيره وضاعوا إلى البعيد وما زالوا الى اليوم بعيدين جداً، وأن الذي باعد منذ 20 و30 سنة لا نتوقع أن يجد الحقيقة بسرعة، بل يحتاج إلى وقت، وقد لا يكون موفقا لأن يجد هذه الحقيقة.

واعتبر السيد صفي الدين أن ما صنعته لنا المقاومة في وضوحها وشجاعتها وخياراتها هو هذا الطريق الذي نسلكه بفضل هؤلاء المقاومين والشهداء الذي أعطانا كل هذه القوة وجعلنا قادرين على صنع المتغيرات في الحاضر والمستقبل.

وأضاف السيد صفي الدين أن أحداث سوريا الأخيرة إنقسم فيها الناس في منطقتنا الى قسمين، قسم راهن على أن أميركا تهدد وتضرب وتناور وتفاوض وهو يدفع الأموال ويحرض عبر وسائل الإعلام أما القسم الآخر هو من راهن على شعبه وقوته وقضيته وحقه ومصداقيته، مشيراً إلى أننا نحن كنا نتحدث عن مواقفنا بوضوح ونعرف مواطئ الأقدام وما الذي يجب أن نفعله فيما حصل، أما الآخرون كانوا ينتظرون ويترقبون واليوم جميعهم من دول وأجهزة وأحزاب وتجمعات وأسماء كثيرة في حالة من القلق والإضطراب والوجل والخوف من أن تتركه الولايات المتحدة الأمريكية في المفاوضات التي بدأ الحديث عنها عن الملف السوري لأن قوتهم ورهاناتهم ليست من أنفسهم بل من غيرهم والذين راهنوا على الغير هنا في لبنان ينتظرون التعليمات التي تأتيهم كل أسبوع في الطائرة وتنعكس أقوالهم في الصحف وتواكبهم وسائل الإعلام في ما يقولون، وهذا هو حال القسم الأكبر من فريق 14 آذار.

وأشار السيد صفي الدين إلى أن فريق 14 آذار لا يملكون زمام أمورهم في موضوع تشكيل الحكومة، بل ينتظرون الأوامر من الخارج، معتبراً أن رهانهم على الخارج سوف يؤدي بهم إلى الخيبة والفشل والخسارة في الخيارات الوطنية كما يخسرون دائما في الخيارات والرهانات الإقليمية.

وقال السيد صفي الدين إن بعض الظرفاء في فريق 14 آذار يقولون إنهم لم يراهنوا في يوم من الأيام على المتغيرات في سوريا، داعياً هؤلاء إلى تشكيل حكومة دستورية وطنية تمثل تمثيلاً حقيقياً إذا أرادوا تثبيت ما يقولون وعدم ربط مستقبل لبنان ببعض التعليمات التي تأتي من دول خليجية واقليمية، مشيراً إلى أننا منذ اليوم الأول الذي كلف فيه الرئيس تمام سلام قلنا إنه يجب الإسراع في تشكيل حكومة وطنية دستورية تعبر عن التمثيل الحقيقي والذي للأسف لم يحصل، معتبراً أن الذي عرقل ويعرقل تشكيل الحكومة هي الأصوات والشروط والوعود التي تأتي من الخارج وتقول لهم انتظروا قليلا ورويدا ستكون ظروفكم أفضل وهذا هو إنتاج الوهم.

ولفت السيد صفي الدين إلى أن دولة الرئيس نبية بري عندما قام بمبادرة للحوار خرج البعض من 14 آذار ليقولوا هذه “مبادرة وهم”، بالرغم من أن هذه المبادرة هي دعوة للحوار والتلاقي والعقلانية، مشيراً إلى أن الوهم هو انتاج الوهم واختصاص انتاجه هو عند فريق 14 آذار الذين يعيّشون الناس طوال كل المراحل الماضية على اوهام ليس لها وقائع.

وأشار السيد صفي الدين إلى أننا علينا أن نتقبل الواقع السياسي الموجود على الرغم من كل مساوئه إذ أن البعض يحمل راية طائفية ومذهبية وشحن وتحريض، معتبراً أنه لو كانت المصلحة الوطنية، والمنطق هو الذي يحكم في لبنان لكان من المفروض على كثير من الذين راهنوا رهانات وغامروا مغامرات خاطئة أن يحاكموا ويحاسبوا على كل مسالكهم وجرائمهم السياسية التي ألحقت بلبنان الضرر الكبير، مضيفاً أنهم يضحكون على الناس ويقولون: السلاح والمقاومة هي السبب وهذا ليس صحيحا وكذب فالذي ألحق بلبنان الضرر الإقتصادي والسياسي والإجتماعي هو هذه الخيارات السياسية الخاطئة التي راهنت على أوهام ولم تنتج طوال كل التجربة الماضية الا الأوهام.

وشدد السيد صفي الدين على الحوار والتلاقي والنقاش بموضوعية وعقلانية ومع أن يأخذ كل إنسان وجهة حقه ولا يعتدي أحد على أحد لا بتمثيل وزاري ولا نيابي، داعياً الجميع إلى تشكيل حكومة تمثيلية حقيقية وإلى قانون إنتخاب حقيقي يمثل الناس والى معالجات سياسية حقيقية تعبر عن تطلعات وأماني وأولويات الناس بعيدا عن كل الخارج ورهاناته وأوامره ودغدغاته وأمانيه وما شاكل.

وأوضح السيد صفي الدين أن بعض وسائل الاعلام والمغرضين يضحكون على الناس من خلال حديثهم بأن الجيش اللبناني دخل الى الضاحية كأنها تستقبله الآن وتفتح أذرعها له للمرة الأولى وهذا الترويج الإعلامي هو ترويج خاطئ وليس صحيحاً، فالجيش والقوى الأمنية موجودون في الضاحية، مشيراً إلى أن هذا الترويج هدفه القول أن ما كان يحصل في السابق هو تعدٍّ على الدولة وعلى أجهزتها وأن الجيش في الأساس هو موجود في الضاحية كما الأجهزة الأمنية ويقومون بواجباتهم ومسؤولياتهم وأن ما حصل الآن هو تعزيز حضورهم من أجل تأمين الحماية اللازمة للضاحية ولتتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة في حماية الناس وامنهم وهذا ما كنا نريده منذ البداية والآن نستقبله بكل رحابة صدر وهذه هي الحقيقة ولا يأخذها أحد إلى أي مكان آخر.

وختم السيد صفي الدين أننا مستمرون في مقاومتنا ونفخر حينما يقول العدو إننا نهدده وهذا يجعلنا نشعر بالفخر والإعتزاز لأننا ما زلنا في موقع المقاومة والدفاع عن شعبنا وعن جنوبنا وعن أرضنا وسنبقى كذلك لأننا نعرف تماما أننا في اللحظة التي نتخلى فيها عن مسؤولياتنا فإن عدونا ينتظر ليثأر ولكي ينكل بمن هزمه وكسره وجعله ذليلا وخاسراً في لبنان وكل المنطقة. مشيراً إلى أنه لا امكانية لأن نتخلى عن هذه المسؤولية تحت أي عنوان أو ضغط أو تهويل أو شعارات أو يافطات ترفع هنا وهناك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.