أربعة أيام في مشهد
صحيفة الراي الكويتية ـ
فوزية سالم الصباح:
أربعة أيام قضيتها برفقة وفد جمعية الصحافيين في مدينة مشهد المقدسة، حيث كانت الزيارة ناجحة بكل المقاييس نظرا لتواصل المسؤولين الايرانيين مع الوفد أهمها لقاؤنا مع رئيس مجلس الشورى السابق ومستشار المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي الدكتور غلام علي حداد كان مميزاً. ولم تكن هذه الزيارة الأولى لي إلى الجمهورية الإسلامية فقد سبق أن زرتها مع الوفد مدينة قم عام 2011 والتقينا مع رئيس الجمهورية آنذاك الدكتور أحمد نجاد ووزير خارجيته وعدد من المسؤولين الكبار في الدولة. إلا ان هذه الزيارة ارتسمت عليها الأجواء الشعبية أكثر من الرسمية.
وفي الحقيقة فإن التواصل الشعبي بين الدول لا يقل أهمية عن التواصل الحكومي، بل ربما اصبح التواصل الشعبي اكثر اهمية نظرا لان الشعوب هي التي أصبحت ترسم خريطة سير حكوماتها وتوجهها. وتنمية العلاقات بين الشعبين الكويتي والإيراني أصبحت ضرورة ملحة في الوقت الراهن نظراً لما تواجهه المنطقة من مخاطر وصعوبات.
وللوهلة الاولى فان الزائر الى الجمهورية الإسلامية يلاحظ وبكل وضوح ان الحصار الاقتصادي لم يمنعها أبدا من التقدم إلى الأمام، بل ان هذا الحصار زادها اصراراً للعمل ليلا نهارا للتطور والاكتفاء الذاتي في المجالات كافة ما يدل على قوتها وقدرتها على مواجهة التحديات.
وفي إيران يجد الزائر او السائح كل ما يبتغيه في آن واحد حيث السياحة بكل انواعها والطبيعة الخلابة والطقس الجميل والتراث والحضارة والشعب اللطيف اما المطبخ الايراني فهو من افضل المطابخ العالمية. كما ان قانون الاسثشمار في ايران يسمح بتملك الاجنبي مئة في المئة والوثيقة تصدر باسمه ما شجع على الاستثمار في هذا البلد.
ومدينة مشهد تشهد نهضة تجارية كبيرة حيث الأسواق والمجمعات التجارية الجديدة والفنادق الفخمة. والمستثمرون الكويتيون يمثلون النسبة الأعلى من المستثمرين الاجانب، حيث ان الاستثمار في هذه المدينة من انجح الاستثمارات نظرا لانها تستقبل اكثر من 25 مليون زائر سنويا من داخل وخارج ايران.
ويتوسط مدينة مشهد مرقد الإمام الثامن علي بن موسى (الرضا) عليه السلام الذي ولد في المدينة المنورة عام 148 هجرية وتوفي مسموما عام 203 للهجرة، حيث استمرت امامته 20 عاما، منها عشرة أعوام في عهد هارون الرشيد، وقد تعرض مرقده للتدمير عدة مرات على مر العصور. والبناء ليس بالصغير حيث توجد به صحون وأروقة ومؤسسات ومراكز ثقافية ومرافق لخدمة الزوار من مختلف الجنسيات الذين يتوافدون عليه يوميا من بقاع العالم كافة. وما ان تدخل الحرم حتى ترى البناء الجميل المرصص بالرخام والنفائس القيمة والمخطوطات الرائعة وعندما تكمل مسيرك الى المرقد المطلي بالذهب الخالص تشتم القدسية والهيبة والوقار. فالشمس هي الشمس.