“ألغام باسيل السياسية”: هل تُفكك صواعقها.. أم تنفجر بواضعها؟

وكالة أنباء آسيا-

زينة أرزوني:

أكثر من “لغم سياسي”، رماه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في اطلالته الأخيرة، بحسب اوساط سياسية، معتبرة في حديثها لوكالة انباء اسيا، ان باسيل اعلن حربه صراحة ضد اي مرشح لرئاسة الجمهورية لا يكون هو موافقاً عليه، والدليل على ذلك محاولة إحراقه قائد الجيش العماد جوزف عون رئاسياً، بعدما اتهمه بأنه “يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، ويأخذ بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، ويتصرّف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش”.

 

وإنطلاقاً من هذه الاتهامات، طالب نائب سابق وعميد متقاعد، في دردشة صحفية، قائد الجيش بإصدار بيان يوضح ما أتى على لسان باسيل، خصوصاً لناحية الأموال الخاصة التي تكلّم عنها، استناداً إلى قانون الدفاع الوطني”، معتبراً ان “الكلام بالعموميات يوحي كأنّ باسيل يهدّد بمعطيات إضافيّة في حوزته، وعلى قيادة الجيش نشر بيان استباقي يمنع زرع الشك باليقين ويُجنّب المؤسسة العسكرية كأس الإنقسام بين ضباطها، لما له من تداعيات خطيرة”.

حملة باسيل على قائد الجيش، أتت بعد أيام قليلة على حديث صحافي لوزير الدفاع هاجم فيه العماد عون، وأكد أنه بـ”صدد طرح إقالته على مجلس الوزراء”، علماً بأن وزير الدفاع عاد وتراجع عن هذا الكلام بعد ثلاثة أيام إثر زيارته للبطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي.

مصادر مطلعة، إستغربت معركة باسيل مع قائد الجيش الحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيرة الى انه قد يكون لشخصية قائد الجيش التي لا يستطيع باسيل تتطويعها في حال وصل الى كرسي الرئاسية هي السبب الاساسي وراء رفضه له، اضافة الى الاجماع الداخلي والخارجي على إسمه.

اللغم الثاني الذي رماه باسيل وينتظر نتائجه، هو حديثه بأنه مستعد لعقد تفاهم جديد مع حارة حريك، ومع أي مكون جديد تحت عنوان بناء الدولة، رافضاً تسوية الخلافات في الغرف المغلقة لأنه وبحسب رأيه من حق الجمهور أن يعلم بما يجري، وهو ما فسرته اوساط سياسية رداً على طلب “حزب ال له” أن تبقى المناقشات بين الجانبين بعيدة من الإعلام، آسفاً لأن المقاومة “يبدو ما اقتنعت معنا إنّو يلّي بيحميها من الغدر هو التفاف كل الناس حولها مش بس بيئتها، هو المشروع مش بس الشخص، هو الدولة مش بس رئيسها”.

مصادر مقربة من واضعي “تفاهم مار مخايل”، اشارت في حديثها لوكالة انباء اسيا، الى انه لا ضير من عقد تفاهم جديد بين الحزب وباسيل، فبحسب تعبيرها “تفاهم مار مخايل” تم وضعه بين الامين العام لحزب ال له السيد حسن نصرال له، والعماد ميشال عون لا مع باسيل، والتعهد الذي قُطع حينها كان لعون بدعمه إلى النهاية في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولم يُقطع أي وعد لباسيل في مرحلة ما بعد عون.

في المقابل، رأت مصادر مطلعة ان كلام باسيل عن تفاهم جديد، يشير الى ان “الطلاق الهادئ” بين الطرفين بدأت ملامحه تظهر الى العلن، على الرغم من الاجتماع الاخير الذي حصل في ميرنا الشالوحي بين وفد الحزب وباسيل، معتبرة ان الإشكالية تكمن بعجز باسيل عن مجاراة الحزب في خياره بالملف الرئاسي، ما يحتم عليه التوجه إلى فك التحالف اذا لزم الأمر، علما بأن الكلفة السياسية باهظة، ومن الصعب على باسيل تقبل نتائجها، خصوصا بعدما انتقل في هجومه الى الحديث عن اللامركزية الموسعة المتزامن مع إثارة الفراغ في مواقع السلطة المسيحية، بحسب المصادر.

في غضون ذلك، لم تستبعد المصادر حصول مفاجآت، خصوصاً ان باسيل كان قد ردد أمام بعض المقربين منه، بأن شهر آذار سيشهد متغيرات كثيرة، معتبرة انه ربما ينحو التيار إلى بيع موقف ما بأنه يستقل أو يبتعد عن الحزب من أجل إعادة تأهيل نفسه عربياً ودوليا، فهو واقع تحت العقوبات الاميركية ويعاني من عزلة اوروبية وعربية، بحسب تعبير المصادر.

اللغم الثالث، هو تلويح باسيل بالترشح رسيماً الى رئاسة الجمهورية بهدف حفظ الحق كما وصفه بقوله “بحال فشل المسعى الأوّل والثاني، واعتبرت مواقفنا منطلقة من الضعف بدل اعتبارها منطلقة من الحرص، سأفكر جدياً بالترشّح لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن الخسارة والربح، لنكون أقلّه احتفظنا بمبدأ أحقيّة التمثيل.

باسيل يدرك جيداً ان ترشحه لن يقدم ولا يؤخر في المعركة الرئاسية، بحسب المصادر، ولكن يسعى من خلال هذا الطرح للضغط على البعض واحراج البعض الاخر، اضافة الى إبقاء جميع نواب تكتله تحت دائرة الالتزام بالتصويت له، وعدم تسرب أصوات منهم لمصلحة سليمان فرنجية، خصوصا بعدما لمح باسيل ان هناك توجهاً عبّر عنه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، بأن يتم انتخاب فرنجية بأكثرية النصف زائداً واحداً، في الدورة الثانية من الاقتراع، أي من دون حصوله على تأييد أي من الكتلتين النيابيتين المسيحيتين الوازنتين، “التيار” و”القوات اللبنانية”، اللتين تؤمنان نصاب الثلثين في هذه الحال.

اما غزل باسيل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وضعته الاوساط الساسية في خانة إقناع “البيك” بالسير بالخيار التوافقي الرئاسي، وعدم تأمين النصاب لانتخاب فرنجية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.