أمريكا والإسلام السياسي

political-islam

صحيفة العرب اليوم الأردنية ـ
بقلم المفكر العربي موفق محادين:

كانت بداية الاهتمام الأمريكي بالإسلام السياسي عندما بدأت المصالح النفطية (الأطماع الغربية) تتهدد من جمال عبد الناصر المدعوم من اليسار العربي ومن موسكو، حيث ولد ما عرف بالحلف الإسلامي في هذه الأجواء.

كما قامت المخابرات الأمريكية بتسليم السلطة في تركيا إلى الثنائي: عدنان مندريس وجلال بايار 1955، وقد عاود الأمريكان هذه اللعبة مع الثنائي أردوغان – غول لبعث الإمبراطورية العثمانية وتطويق روسيا والصين بحزام أخضر يستدعي تحطيم (الحلقة الروسية) في سورية- حسب كيسنجر.

ومن عناوين المرحلة السابقة ما كشفه ضابط المخابرات الأمريكية دالاس عن اتصالات جماعة حسن البنا والمشاركين في مؤتمر سيفر 1956 الذي عقد للبحث في مستقبل مصر بعد إسقاط جمال عبد الناصر، وضم المؤتمر مناوئين لعبد الناصر، من مصر والبلدان العربية إضافة لقوى العدوان الثلاثي (فرنسا- بريطانيا- تل ابيب) وتركيا ونوري السعيد وغيرهم..

وكما هو معروف لم يسقط عبدالناصر بل سقط كل الذين شاركوا في المؤامرة عليه (رؤساء وزراء فرنسا وبريطانيا وتركيا والعراق والعدو الصهيوني) وبالاضافة لدور المخابرات الامريكية في إحياء فكرة (الجهاد الإسلامي) ضد موسكو في افغانستان، ورغم الصدام لاحقا مع بعض قوى الإسلام الجهادي هناك إلا أن العقدين الاخرين شهدا اهتماما أمريكيا كبيرا:

1-     حسب تقرير لليهودي الأمريكي نوح فيلدمان عام 2003 فقد أعاد الحياة الى اقتراح سابق ببعث الأمبراطورية العثمانية وفتح حوار مع شخصيات إسلامية محددة مثل القرضاوي والغنوشي وانور ابراهيم في ماليزيا إضافة لجماعات الإسلام السياسي التركي.

2-     وقد تولى اليهوديان دانيال بايبس وبرنار لويس تعميق هذه الأفكار على ايقاع تحول (اسرائيل) الى دولة يهودية؛ أي إطلاق فوضى طائفية تخدم هذا السيناريو وتعميق الاحتقانات المذهبية بين السنة والشيعة، وتحويل الشرق العربي والإسلامي الى استقطابات بين هلالين، سني وشيعي، من ذلك تقرير وولفتز المنشور في نشرة واشنطن التابعة لوزارة الخارجية.

3-     كتابات غراهام فولر (ضابط سابق في المخابرات الامريكية ومسؤول (راند) (من منظمات التمويل الاجنبي)، حيث دعا الى التفاهم مع الإسلاميين (مدارات غربية عام 2004 وجريدة الشرق الأوسط عدد 12-5-2004).

4-     ما كتبه روبين رايت (الاتحاد 13-9-2004) من أن التعاون مع الإسلاميين أرخص من العضلات العسكرية المكلفة وهو ما ينسجم مع آراء جوزيف ناي حول (القوة الناعمة) وموقع (الإسلاميين) فيها ومع الدراسة الالمانية (الإسلام البديل) للباحث مراد هوفمان ومع الدراسة الفرنسية للباحث لويس مارتيناز (المجلة 29-12-2001).

5-     وفيما يخص حالات محددة مثل فلسطين وسورية فكان المطلوب من الإسلاميين إظهار حسن نوايا من الصراع العربي- الاسرائيلي مقدمة لضوء أخضر أمريكي للإسلاميين في مصر وتونس وغيرهما.. مما يفسر تبني حركة حماس لفتوى ابن باز حول الهدنة الطويلة مع العدو الصهيوني باسم (صلح الحديبية) وهو ما أعلنه خالد مشعل نفسه..

وحسب ما نشرته “العرب اليوم” (2005) نقلا عن ميكيلي جورجو فإن الأمريكان بالتعاون مع جماعات إسلامية يخططون لزعزعة سورية وربما تقسيمها، وهو ما عادت الصحافية الامريكية الجمهورية من أصل عربي (ريما بركات) وأكدته في دراسة موثقة نشرتها (العرب اليوم) ايضا وتحدثت فيها عن لجنة امريكية مشكلة منذ عام 2000 لتصفية الدول المارقة (العراق، ليبيا، السودان، ايران، وسورية) وإقامة علاقات سرية مع جماعات اسلامية وليبرالية لهذه الغاية. وقد ضمت اللجنة ممثلين عن (فريدوم هاوس) والايباك اليهودي إضافة لمسؤولين امريكان آخرين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.