الاتهامات ضد حزب الله: الصدفة المقصودة؟

hezbollah-israel

موقع إنباء الإخباري ـ
ناصر حسين:

دأبت أقلام لبنانية وعربية خليجية على تناوب الكتابة في موضوع تجارة المخدرات الدولية وربطها بالمقاومة الإسلامية وحزب الله. وصار إلقاء القبض على أي لبناني في أي بلد خبراً رئيساً لدى هذه الأقلام، وصار كل شخص يلقى القبض عليه له علاقة بالاتجار بالمخدرات أو تعاطيها عضواً في حزب الله.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي موضوع الكبتاغون مثلاً، وبعد أن صادرت الأجهزة الأمنية اللبنانية آلات أُدخلت إلى لبنان غايتها تصنيع هذه المادة المخدرة، تم اتهام الحزب بأنه هو وراء إدخال هذه الآلات فقط لأن أحد المتهمين شقيق لأحد مسؤولي حزب الله كما ذُكر. كما جرى تشويه الحوزات العلمية بادعاء أن بعضها واجهات لمصانع لإنتاج المخدرات. وأكثر من ذلك، فقد اجتهد أحد أصحاب هذه الأقلام وذكر أن عدد متعاطي المخدرات في الضاحية الجنوبية يصل إلى عشرة آلاف. ولا أدري هل يشمل هذا الرقم أحداً من أبناء مدينته أو أبناء عائلته الذين لديهم حي في الضاحية الجنوبية أم لا يشملهم هذا العدد.

هذا الموضوع أعاد إلى ذاكرتي ما نقلته صحيفة أفنتبوستن النروجية في عددها الصادر بتاريخ الخامس من كانون الثاني من العام 2011 عن برقية دبلوماسية سربت عبر موقع ويكيليكس تكشف عن لقاء عقد في 12 تموز 2008 بين مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب فرنسيس فراغوس تاونسند ومسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وقد قدّم الإسرائيليون للمسؤول الأميركي تقريراً حول الجهود المضنية التي بذلتها وتبذلها إسرائيل في سعيها للربط بين الإرهاب والنشاط الإجرامي بما يؤدي إلى تسفيه فكرة المقاومة التي ينتهجها حزب الله ومسخها وتقزيمها ونسخها عبر الحديث عن ضلوع الأخير بالاتجار بالمخدرات والعمل بتبييض الأموال كما تورطه بأعمال مخلة بالأعراف والقوانين.

لا أريد توجيه الاتهام إلى الأقلام اللبنانية والخليجية بأنها متواطئة مع السياسة الإسرائيلية في موضوع تشويه صورة المقاومة وحزب الله، وإن كانت أجسام بعض أصحاب هذه الأقلام “لبّيسة”، والشبهة حولها مبررة في بعض الأحيان، كل ما أريد أن أقوله هنا هو هذا التساؤل: ما سر هذا التلاقي بين هذه الاقلام وبين السياسية الإسرائيلية – الاميركية ضد المقاومة؟ وهل يعلم أصحاب هذه الاقلام أنهم ينفذون الأجندة الإسرائيلية – الاميركية في موضوع تشويه صورة المقاومة وحزب الله من خلال ربطهما بالاتجار بالمخدرات؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.