الاستمرارية والتغيير في الخلفية الاجتماعية للنخبة العسكرية الإسرائيلية

israeli-army

The Middle East Journal  ربيع 2012 ـ ترجمة خاصة بموقع www.rsgleb.org (مجموعة الخدمات البحثية) ـ
أورين باراك ـ إيال تسور:

تبحث هذه المقالة علامات الاستمرارية والتغيير في الخلفية الاجتماعية للنخبة العسكرية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة إسرائيل وقوات الدفاع الإسرائيلية في العام 1948 وحتى وقتنا الحاضر. يتم هذا البحث عن طريق تحليل قاعدة بيانات أصلية قمنا بإنشائها، والتي تتضمن تفاصيل حول الخلفية الاجتماعية لـ 213 ضابط تمت ترقيتهم إلى رتبة لواء ( Aluf) و فريق  Rav Aluf)) – أعلى رتبتين في جيش الدفاع الإسرائيلي – والذين خدموا في سلكه العام خلال هذه الفترة. كما تبحث المقالة التفاعل والتداخل بين صفات النخبة العسكرية الإسرائيلية، من جهة، وبين عملية تشكيل الدولة الإسرائيلية والعلاقات المشتركة بين القطاعات، من جهة ثانية.

شهدت السنوات الأخيرة توسعاً ملحوظاً في دراسة القطاع الأمني الإسرائيلي، خاصة قوات الدفاع الإسرائيلية، والعلاقة بين المجالين الأمني والمدني في الدولة. في كل الأحوال، ومن بين الأعمال العديدة المتعاملة مع هذه القضايا، تركز قلة منها على النخبة العسكرية لإسرائيل. ومن بين هذه الدراسات، يقدم البعض نظرة عامة على النخبة العسكرية الإسرائيلية والتغييرات التي شهدتها في الماضي والمتوقع أن تخضع لها في السنوات المقبلة، في ضوء التغييرات السياسية والاجتماعية الأوسع نطاقاً الحاصلة في إسرائيل. وتركز دراسات أخرى، من جانبها، على القضايا ذات الصلة بأفراد معينين في النخبة العسكرية الإسرائيلية، خاصة أفرادها الأكبر سناً، الذين يعتبرون أنفسهم أبطالاً وطنيين والذين تمتعوا في الماضي بتقدير وإعجاب الشعب، إنما عليهم اليوم التعامل مع قيود ومعوقات جسدية وذهنية تتصل بتقدمهم في السن. ورغم أن هناك أعمالاً إضافية تناقش التفاعل والتداخل بين التركيبة المتغيرة لجيش الدفاع الإسرائيلي من جهة، والتطورات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية في إسرائيل من جهة أخرى، فإن تأكيد هذه الدراسات هو على جيش الدفاع الإسرائيلي ككل ( مع اهتمام خاص بوحداته القتالية) وليس على قيادته.
إن ندرة الدراسات حول النخبة العسكرية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة أمر مدهش، تحديداً عندما يدرس المرء الدور المحوري المنسوب لأفراد هذه المجموعة – الموجودة في الخدمة والمتقاعدة- في  كل جوانب الحياة العامة في إسرائيل، بما في ذلك حياتها السياسية، المجتمع، الاقتصاد والثقافة. بالواقع، يشير عدد من الدراسات حول العلاقة المدنية- العسكرية الإسرائيلية إلى الدور البارز والحاد الذي لعبه ضباط رفيعي المستوى في جيش الدفاع ( ومسؤولين أمنيين آخرين)، إضافة إلى مشاركتهم في الحياة السياسية المحلية والوطنية في إسرائيل بعد تقاعدهم. إن الدور البارز والحاد المتعلق بضباط كبار  متقاعدين وموجودين في الخدمة في جيش الدفاع ( ومسؤولين أمنيين آخرين) في الشبكات المدنية- العسكرية في إسرائيل، التي إما تدعم أو تقوض السيطرة المدنية الفعالة لجيش الدفاع وأجهزة أمنية أخرى، قد تم تحديدها هي أيضاً.
يتم إلقاء الضوء أكثر على الفجوة المذكورة آنفاً في دراسة النخبة العسكرية الإسرائيلية عند دراسة فترات سابقة في تاريخ إسرائيل، تحديداً في العقود الثلاثة الأولى بعد استقلالها. بالواقع، وخلال هذه الفترة التشكيلية من حياة الدولة وجيش الدفاع، كُرِّس عدد لا بأس به من الدراسات للنخبة العسكرية لإسرائيل، والتي درست، من بين قضايا أخرى، الخلفية الاجتماعية لأفراده، كما درست عملية تنشئتهم الاجتماعية، ومهنهم ووظائفهم الثانية. في كل الأحوال، هناك نقص بدراسات حديثة أكثر تعالج هذه التساؤلات المطروحة.
تبدأ هذه المقالة من الفرضية القائلة بأن النخبة العسكرية الإسرائيلية موضوع يستحق البحث ليس فقط بسبب تأثيرها الطويل الأمد على جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي يعتبر أهم عامل في مجال الأمن الوطني ، إنما أيضاً بسبب الدور المحوري الذي لعبه أفرادها في السياسة، المجتمع، الاقتصاد، والثقافة الإسرائيلية منذ العام 1948. وبحسب تعبير مراقب قديم للعلاقة المدنية- الإسرائيلية:

إن النخبة العسكرية الإسرائيلية مهمة ليس فقط لأنها تتعامل مع قضية هامة في المجتمع الإسرائيلي ( ما يعني الأمن)، وإنما لأنها متداخلة في النخبة السياسية في ” الشراكة العسكرية- السياسية”. هذا يعني بأنها ليست أداة لتنفيذ السياسة في أيدي القادة السياسيين، وإنما عنصر في التعايش الحكومي نفسه. فالجيش عبارة عن مخزون بالنسبة للنخبة السياسية. فالقيادة العليا منخرطة في عملية صنع القرار، وتلعب، أحياناُ، دوراً مركزياً فيها، حتى في مجالات الحياة غير العسكرية. إن تأثير الجيش على الثقافة العسكرية، رغم أنه تم إضعافها، لا يزال أكبر من تأثير الجيوش في ديمقراطيات جديدة أخرى.

إن هدف هذه المقالة من شقين: الأول، بحث الخلفية الاجتماعية للنخبة العسكرية الإسرائيلية، المحددة هنا بالضباط الذين تمت ترقيتهم إلى أعلى رتبتين في جيش الدفاع الإسرائيلي –  رتبة لواء ( Aluf) و رتبة فريق ( RavAluf) – والذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي. ثانياً، لاستكشاف التداخل الموجود بين السمات المتغيرة للنخبة العسكرية الإسرائيلية من جهة،  والتطورات السياسية والاجتماعية- السياسية الواسعة النطاق في إسرائيل من جهة أخرى.
لتحقيق هذه الأهداف، قمنا بتحليل قاعدة البيانات التي أحدثناها والتي تتضمن تفاصيل حول الخلفية الاجتماعية للضباط البالغ عددهم 213 ضابطاً جميعاً والذين تمت ترقيتهم إلى رتبتيْ لواء وفريق في جيش الدفاع الإسرائيلي، والذين خدموا في سلكه العام ( في جسمه القيادي الرئيس) منذ تأسيس إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي في أيار 1948 وصولاً إلى آب 2011. لقد تم تجميع قاعدة البيانات معاً باستخدام مصادر مختلفة  متوفرة للجمهور: ( أ) النشرات الرسمية لجيش الدفاع الإسرائيلي، المطبوعات، والمواقع الالكترونية على الانترنت؛ (ب) التراجم والسير الذاتية لكبار الضباط الإسرائيليين والمطبوعات التي ألفوها؛ (ج) الموسوعات ومراجع أخرى، بما فيه بعض المنشورات لجيش الدفاع؛ (د) مواد إسرائيلية محفوظة في الأرشيف؛ (ه) ومواد من مصادر إعلامية إسرائيلية وغير إسرائيلية، بما فيه صحف، مجلات، برامج بث إذاعية وتلفزيونية.
إضافة لذلك، لقد أرسلنا استمارات مفصلة لجميع كبار الضباط الإسرائيليين الذين تمكنا من تحديد مكانهم، إضافة إلى استمارات لبعض عائلات الضباط المتوفين. ورغم أن البيانات حول بعض هؤلاء الضباط ناقصة ( ونشير إلى هذه الثغرات أدناه)،  فإن لدينا معلومات كافية لوصف الخلفية الاجتماعية لأعضاء هذه المجموعة على امتداد الفترة موضع البحث والنقاش.
إن المقالة منظمة كما يلي. في القسم التالي، نقدم الخلفية الضرورية لجيش الدفاع الإسرائيلي، سلك الضباط، والموظفين. يتبع ذلك قسم يقدم التفاصيل حول الخلفية الاجتماعية للنخبة العسكرية الإسرائيلية في فترات مختلفة ومتفرعة من العام 1948 وحتى وقتنا الحاضر. ثم نحدد علامات  الاستمرارية والتغيير في النخبة العسكرية الإسرائيلية. وفي القسم الختامي للمقالة، نظهر كيف تزودنا النتائج التي توصلنا إليها بمعلومات عن التطورات السياسية والاجتماعية – الاقتصادية الواسعة النطاق في إسرائيل منذ استقلالها – تحديداً عملية تشكيلها للدولة والعلاقات المشتركة بين القطاعات – والأسئلة الحالية لبحوث إضافية.

جيش الدفاع الإسرائيلي وسلك الضباط فيه – تمهيدي

تم تأسيس الجيش الإسرائيلي، أي قوات الدفاع الإسرائيلية، بعد أسبوعين تقريباً من انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين وإعلان إسرائيل استقلالها في أيار 1948. في كل الأحوال، وعملياً، انضم آلاف الشباب اليهود إلى عدد من المجموعات شبه العسكرية في المجتمع اليهودي في فلسطين ( الحركة الصهيونية) إبان فترة الانتداب البريطاني. وتضمنت المجموعات شبه العسكرية، أولاً وقبل أي شيء، “الهاغانا”، وقوتها القتالية النظامية، ” البلماخ”، لكنها تضمنت فصائل أصغر حجماً أيضاً مثل ” ايتسل” و ” ليهي”. إضافة لذلك، خدم كثير من الشباب اليهود في جيوش أخرى، أشهرها الجيش البريطاني، خلال الحرب العالمية الثانية تحديداً.
وكالدولة نفسها، تم تأسيس جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الصراع العنيف الذي اندلع بين المجتمعين اليهودي والعربي في فلسطين، والذي تصاعد في 15 أيار، 1948 عندما قرر عدد من الدول العربية – مصر، الأردن، سوريا والعراق بشكل رئيس- التدخل، وبعد أن جاء متطوعون أجانب للقتال إلى جانب الفريقين المتحاربين. وفي العام 1949، انتهت الحرب العربية- الإسرائيلية. في كل الأحوال، لم ينته الصراع بمعاهدات سلام عربية- إسرائيلية رسمية، إنما باتفاقيات هدنة موقعة بين إسرائيل وكل من مصر، لبنان، الأردن، وسوريا ( لكن ليس مع العراق أو الفلسطينيين) برعاية الأمم المتحدة.
عقب الصراع، بدأت إسرائيل بإعادة تنظيم جيش الدفاع، تعريف وتحديد مهماته، وصياغة استراتيجية عسكرية. وعلى المستوى التنظيمي، ونظراً لوضع إسرائيل الأمني المتقلب، فقد كان مقرراً بأنه سيكون لزاماً على الذكور والإناث التجنيد في جيش الدفاع في عمر الثامنة عشرة، وبأن يخدم الرجال في الجيش مدة 30 شهراً (لقد خدموا، عملياً، مدة 36 شهراً منذ العام 1976) والنساء 24 شهراً. كما كان مقرراً إعفاء المواطنين العرب الفلسطينيين من الخدمة العسكرية، رغم أنه تم تجنيد مجموعات صغيرة كالدروز، الشركس والبدو لاحقاً. وشمل هؤلاء المعفيين من الخدمة العسكرية اليهود المتشددين والنساء اليهوديات المتزوجات أيضاً. إضافة لهؤلاء المجندين، كان يجب أن يكون لدى جيش الدفاع قوة احتياط من الرجال والنساء الذين أنهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية. ويمكن تعبئة هؤلاء الجنود الاحتياط، الذين يخضعون لتدريب عسكري دوري من قبل جيش الدفاع، خلال الحالات الوطنية الطارئة. أخيراً، كان على جيش الدفاع أن يكون لديه قوة صغيرة دائمة من الضباط أصحاب مهنة ومن ضباط غير مفوضين ( NCO)، الذين يتم تعيينهم من بين المجندين في جيش الدفاع الإسرائيلي.
كانت مهمات وأعمال جيش الدفاع الإسرائيلي منذ العام 1949، أولاً وقبل كل شيء، مهمات عسكرية: الدفاع عن حدود الدولة الجديدة، التي كانت طويلة ومتعرجة، والتحضير ” لجولة ثانية”  (وحتمية ، بحسب تعبير عدد من القادة الإسرائيليين) من القتال مع الدول العربية. في كل الأحوال، ومنذ البداية، كان مهمات مدنية كالتعليم، الاستيطان، ودمج مئات آلاف المهاجرين اليهود الذين وصلوا إلى إسرائيل في السنوات الأولى موكلة إلى جيش الدفاع. باختصار، لقد لعب جيش الدفاع دوراً محورياً في عملية تشكيل الدولة في إسرائيل، دور منح جيش الدفاع الإسرائيلي وقادته مركزاً رفيعاً في الحياة السياسية، المجتمع، الاقتصاد والثقافة الإسرائيلية.
وبقدر ما يتعلق الأمر بالاستراتيجية العسكرية لإسرائيل، قررت القيادتين العسكرية والسياسية في العام 1953 تبني استراتيجية عسكرية ” هجومية- دفاعية” تحاكي شن ضربات وقائية ضد تهديدات لأمن إسرائيل بدلاً من  استراتيجية عسكرية ”  دفاعية- هجومية” كانت متبناة في العام 1949. وأدت الاستراتيجية العسكرية الجديدة إلى تطوير سلاح جو قوي ذي قدرات على القيام بضربات طويلة المدى ،سلاح دروع قادر على  اختراق خطوط العدو، إضافة إلى تطوير دوائر استخبارات كبيرة ( ووجود استخبارات عسكرية كأهم عنصر فيها) والتي أنيط بها موضوع جمع المعلومات حول أعداء إسرائيل وتحديد ما إذا كانت إسرائيل تحت “خطر وجودي” أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فمن قبل من.
في العقود التالية، ظلت الحدود الفاصلة بين المجالين المدني والعسكري في إسرائيل نفاذّة يسهل اختراقها، ومارس جيش الدفاع الإسرائيلي نفوذا ًهاماً في كل مجالات الحياة العامة والخاصة ، تحديداً بعد الحرب  الإسرائيلية- العربية عام 1967. أما خارجياً، فقد خاض جيش الدفاع عدة حروب ضد الدول العربية ( في الأعوام 1956، 1967، 1969-1970، 1973 و 1982) وشن عمليات عسكرية كبرى ضد فصائل فلسطينية مسلحة ولاحقاً، ضد فصائل لبنانية أيضاً( في الأعوام 1978، 1982، 1993، 2006، و 2008-2009). إضافة لذلك، قاد جيش الدفع ، مع أجهزة أمنية أخرى، بإدارة المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل ( عبر الحكومة العسكرية) في الفترة الواقعة ما بين عاميْ 1949-1966،  وسيطر على أجزاء من جنوب لبنان منذ حرب لبنان التي قامت بها إسرائيل عام 1982 وحتى انسحابها منه في العام 2000. ومنذ العام 1967، حكم جيش الدفاع أيضاً الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة قطاع غزة ( حتى العام 2005) والضفة الغربية.
وبما أن هذا الدراسة تتعامل مع ضباط خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي منذ بدايته،  فإن مطالعة لسلك الضباط في جيش الدفاع تكون في محلها. على خلاف عدد من الجيوش الغربية وغير الغربية ( بما فيها معظم الجيوش الشرق أوسطية)، لا يجند جيش الدفاع ضباطه مباشرة وإنما يشجعهم على الارتفاع صفوف مجنديه. فبعد اختيار جيش الدفاع لمرشحيه من الضباط ( المشتملين على رجال ونساء)، يخضع هؤلاء لدورة ضباط ومن ثم يتم تعيينهم في مناصب في وحدات جيش الدفاع. وبعد إنهائهم لخدمتهم الإلزامية، يخدم هؤلاء الضباط عموماً في القوة الدائمة لجيش الدفاع عاماً إضافياً ( للرجال) أو 9 أشهر ( للنساء).  وبإمكانهم أن يقرروا الاستمرار بخدمتهم العسكرية أو نقلهم إلى قوات الاحتياط، اعتماداً على حاجات جيش الدفاع وأفضلياته. وفي بعض الحالات،  استأنف الضباط الذين تركوا جيش الدفاع خدمتهم العسكرية.
في هذه المقالة، لا نجري بحثاً حول ” كل” الضباط الذين خدموا في جيش الدفاع الإسرائيلي من العام 1948 وحتى وقتنا الحاضر- مهمة شاقة ومرهقة نظراً لحجم هذه المؤسسة والصعوبات الموضوعية في جمع البيانات الموثوقة حول الأجهزة الأمنية-  وإنما نجري بحثاً حول 213 ضابط فقط ممن تمت ترقيتهم إلى أعلى رتبتين في جيش الدفاع – رتبتيْ لواء ( Aluf) و فريق ( Rav Aluf) – والذين خدموا في سلكه العام خلال هذه الفترة. على العموم، يتضمن مجموع العاملين في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي نوعين من الضباط:  ( أ) ضباط أركان،  المسؤولون عن الاستخبارات، العمليات، التخطيط، الطاقة البشرية، الخ.؛ (ب) قادة الفروع الثلاثة لجيش الدفاع الإسرائيلي ( القوات البرية، سلاح الجو، سلاح البحرية)  وأربع قادة إقليميين ( الشمال، الوسط، الجنوب،  والجبهة الداخلية). أما بما يتعلق بالنسبة للتعيينات في السلك العام، فيتم تعيين رئيس هيئة الأركان من قبل الحكومة بناء على توصية من وزير الدفاع وتستمر فترة ولايته ثلاث سنوات  لكنها عادة ما تُمدد عاماً إضافياً. ويقترح رئيس هيئة الأركان، بدوره، أسماء مرشحين لوزارة الدفاع لترقيتهم إلى رتبة لواء، والتي يمكنها الرفض أو الموافقة على هؤلاء المرشحين لكن لا يمكنها اقتراح غيرهم مكانهم.

النخبة العسكرية الإسرائيلية- تحليل فترة تلو الأخرى

يبحث هذا القسم الخلفية الاجتماعية لأفراد النخبة العسكرية الإسرائيلية من العام 1948 وحتى وقتنا الحاضر. ولتحديد التوجهات التاريخية، قمنا بتقسيم هذه الفترة إلى سبع فترات زمنية فرعية، كل فترة تمثل عقداً من الزمن في تاريخ إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي، وحاولنا وصف النخبة العسكرية الإسرائيلية في كل فترة منها. هذه الفترات الزمنية الفرعية هي: (1) 1948-1957؛ (2) 1958- 1967؛(3) 1968- 1977؛ (4) 1978- 1987؛ (5) 1988- 1997؛ (6) 1998- 2007؛ (7) 2008- حتى وقتنا الحاضر. في كل الأحوال، ينبغي الإشارة إلى أن هناك تداخل معين بين هذه الفترات الفرعية حيث أن هناك بعض الضباط قد خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في أكثر من فترة زمنية فرعية واحدة ( للحصول على قائمة بكل الضباط الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع، أنظر الفهرس 1

الفترة الزمنية الفرعية الأولى ( 1948-1957)
شهدت الفترة الزمنية الفرعية الأولى صراعين كبيرين بين إسرائيل والعرب –  عام 1948-1949 وعام 1956. إضافة إلى صدامات أكثر محدودية، خاصة على طول الحدود الإسرائيلية.وقد حصل التحول المذكور أعلاه في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية أيضاً في هذه الفترة الزمنية الفرعية، ممهداً الطريق لإعادة تنظيم جيش الدفاع الإسرائيلي. أما على الصعيد السياسي، فقد كان  “مباي” حزب إسرائيل البارز مع رئيسه ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي ووزير الدفاع، معظم تلك الفترة، رغم أن من الجدير ذكره بأن موشيه شاريت عمل رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية في عام 1954-1955.
إبان هذه الفترة الزمنية الفرعية، خدم ما مجموعه 36 ضابطاً في السلك العام لجيش الدفاع؛ ومن بين هؤلاء، كان هناك 32 ضابطاً برتبة لواء و4 برتبة فريق والذين خدموا بصفة رئيس هيئة أركان في جيش الدفاع. وكان كل هؤلاء الضباط من اليهود، كلهم رجال، وكلهم متزوجون ما عدا واحداً.
إن البيانات حول المنطقة الأصلية لـ 31 من آباء هؤلاء الضباط تعرض إلى أن 93.5% منهم جاؤوا من أوروبا. ( 77.4% من أوروبا الشرقية، 9.7% من وسط أوروبا، و 6.5% من أوروبا الغربية) و بأن 6.5% جاؤوا من إسرائيل/ فلسطين. وتعرض البيانات المتعلقة بالمنطقة الأصلية لـ 26 من أمهات هؤلاء الضباط إلى أن 92.3% قد جئن من أوروبا ( 80.8% من أوروبا الشرقية و 11.5% من وسط أوروبا) و 7.7 أتين من إسرائيل/ فلسطين.
وفيما يتعلق بالضباط،  فإن 11 منهم ( 30.6% ) قد ولدوا في إسرائيل/ فلسطين و 25 ( 69.4%) ولدوا في الخارج. ويشمل هؤلاء الذين ولدوا في الخارج 12 ضابطاً ممن ولدوا في روسيا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية؛ ولد ستة في بولندا، وإثنان في كل من النمسا وألمانيا، وواحد في كل من رومانيا ، بريطانيا، والولايات المتحدة.
ومن بين الـ 11 ضابط الذين ولدوا في إسرائيل / فلسطين، جاء خمسة منهم من الشمال، ثلاثة من الوسط ( غاش دان و آل شارون)،  وثلاثة من منطقة القدس. ومن بين الـ 31 ضابط الذي يعتبر نوع مكان منشأهم معروف، جاء 27 منهم ( 87.1%) من مدن  وبلدات وجاء 4 ( 12.9%) من مستوطنات ريفية: اثنان ( 6.5%) من ” موشافا”، واحد من ” كيبوتز”، وواحد من ” موشاف”. (“موشافا”: مستعمرة يهودية؛ ” الكيبوتز”: مزرعة جماعية يهودية؛ ” موشافا”: مستعمرة نشاطها الأساسي الزراعة وهي مجمع استيطاني أصغر من الكيبوتز)

من بين الضباط الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الفترة الزمنية الفرعية، كان لسبعة منهم ( 19.4%) منهم أقارب في الحياة السياسية: كان لثلاثة منهم قريب واحد، ولواحد قريبين، ولاثنين ثلاثة أقارب، ولواحد ست أقارب. ومن بين كل الضباط، من المعروف بأن هناك عشرة منهم لديهم أقارب في جيش الدفاع: كان لأحدهم أربع أقارب، وواحد ثلاثة أقارب، وثمانية قريب واحد لكل منهم.
أما بما يتعلق بالمستوى التعليمي للضباط، فيعرف عن ثمانية منهم إنهائهم للمرحلة الثانوية، نيل 13 درجة الليسانس، وتحصيل 3 درجة الماجستير، و 6 درجة الدكتوراه.

الفترة الزمنية الفرعية الثانية ( 1958-1967)
لم تشهد الفترة الزمنية الفرعية الثانية سوى صراع إسرائيلي – عربي واحد كبير فقط – الحرب الإسرائيلية – العربية عام 1967- إلا أنه لا يمكن المبالغة بأهمية هذا الحدث. ففي هذه الفترة الزمنية الفرعية، ظل ” مباي” حزب إسرائيل البارز، أولاً بظل قيادة بن غوريون ومن ثم بظل خلفه ليفي إشكول. لكن نهاية هذه الفترة شهدت تشكيل أول حكومة وحدة وطنية إسرائيلية، بمشاركة الكتلة الليبرالية – هيروت، وتعيين ضابط رفيع متقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي هو الفريق ( في قوات الاحتياط) موشيه دايان، كوزير للدفاع، للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل.
في هذه الفترة الزمنية الفرعية، خدم 35 من كبار الضباط في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي، بمن فيهم 32 ضابط برتبة لواء و3 برتبة فريق. وكان جميع هؤلاء الضباط من اليهود، كلهم رجال ، وكلهم متزوجون.
تعرض البيانات حول أصل المنشأ لـ 23 من آباء هؤلاء الضباط إلى أن 95.7 % جاؤوا من أوروبا ( 87% من أوروبا الشرقية، 4.3 % من وسط أوروبا، و 4.3% من أوروبا الغربية) و بأن 4.3% جاؤوا من إسرائيل/ فلسطين. وتعرض البيانات للمنطقة الأصلية لـ 18 من أمهات هؤلاء الضباط إلى أن 83.4% جئن من أوروبا ( 77.8% من أوروبا الشرقية و 5.6% من وسط أوروبا) و 16.7% جئن من إسرائيل/ فلسطين.
أما بما يتعلق بالضباط، فقد ولد 17 منهم ( 48.6%) في إسرائيل/ فلسطين و 18 ( 51.4%) في الخارج. وبالنسبة للذين ولدوا في الخارج، فقد ولد 5 منهم في بولندا، 4 في روسيا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، 3 في النمسا، 2 في ألمانيا، وواحد في كل من رومانيا، بلغاريا، يوغوسلافيا، وإيرلندا.

ومن أصل الـ 17 ضابط ممن ولدوا في إسرائيل/ فلسطين، جاء 7 منهم من منطقة الشمال، 5 من الوسط، و 5 من منطقة القدس. ومن أصل الـ 34 ضابط الذي يعتبر نوع منطقتهم الأصلية معروف، جاء 30 منهم ( 88.2%) من مدن وبلدات و 4 ( 11.8%) من مستوطنات ريفية: اثنان من ( 5.9%) من كيبوتز، واحد ( 2.9%) من ” موشاف”، وواحد ( 2.9%) من  “موشافا”.
ومن أصل الـ 35 ضابط، من المعروف عن 10 منهم ( 28.6%) بأن لهم أقارب في الحياة السياسية: أربعة لدى كل منهم قريب واحد ، ثلاثة لدى كل منهم قريبين ، وثلاثة لديهم ثلاثة أقارب لكل منهم. ومن بين كل الضباط، يعرف عن 11 منهم ( 31.4%) بأن لديهم أقارب في جيش الدفاع الإسرائيلي: واحد لديه أرب أقارب، واحد لديه ثلاث أقارب، واحد لديه قريبين، وثمانية لدى كل منهم قريب واحد.
أما بما يتعلق بالتعليم، فيعرف عن 11 منهم بأنهم أنهوا تعليمهم الثانوي، ونال 12 منهم درجة الليسانس، وخمسة درجة الماجستير، وأربعة درجة الدكتوراه.

الفترة الزمنية الفرعية الثالثة ( 1968-1977)
شهدت الفترة الزمنية الفرعية الثالثة صراعين عربيين- إسرائيليين: حرب الاستنزاف ( 1969-1970) والحرب العربية- الإسرائيلية عام 1973. إضافة لذلك، عاد الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني إلى التصاعد، على الحدود الإسرائيلية- الأردنية والحدود الإسرائيلية – اللبنانية بشكل رئيس ، إنما خارج الشرق الأوسط أيضاً. في هذه الفترة الزمنية الفرعية، كان حزب ” مباي” لا يزال مهيمناً على إسرائيل – والذي هو تحت اسم حزب العمال الآن ( تنافس في الانتخابات في قائمة مشتركة دعيت قائمة ” ماراخ” ( الاصطفاف) مع ” مابام”) – لكنه هزم في العام 1977 على يد حزب ” الليكود” ( كتلة هيروت- الليبرالية وفئات صغيرة عديدة أخرى) وحلفائه ، خاصة حزب ” داش”.
وبحسب بياناتنا، فقد خدم 47 من كبار الضباط في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الفترة الزمنية الفرعية، بمن فيهم 44 برتبة لواء و 3 برتبة فريق. وكان جميع هؤلاء الضباط من اليهود، كلهم رجال، وعرف عن 43 منهم بأنهم كانوا متزوجين.
تعرض البيانات حول بلد المنشأ لـ25 من آباء هؤلاء الضباط بأن 92% منهم جاؤوا من أوروبا ( كلهم من أوروبا الشرقية) و 8% جاؤوا من الشرق الأوسط. وتعرض البيانات لبلد المنشأ لـ 24 من أمهات هؤلاء الضباط إلى أن 83.3% جئن من أوروبا ( كلهن من أوروبا الشرقية) و 8.3% جئن من الشرق الأوسط و إسرائيل/ فلسطين.
من أصل الـ 47 ضابط جميعاً الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الفترة الزمنية الفرعية، ولد 22 منهم ( 46.8%) في إسرائيل/ فلسطين  و 25 ( 53.2%) ولدوا في الخارج. ومن بين الذين ولدوا في الخارج، ستة منهم ولدوا في النمسا، خمسة في بولندا، ثلاثة في رومانيا، اثنان في ألمانيا،،اثنان في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وولد واحد في كل من ليتوانيا، تشيكوسلوفاكيا، هنغاريا،، يوغوسلافيا،المغرب، وتركيا.
من أصل الـ 21 ضابط ولدوا في إسرائيل / فلسطين، جاء عشرة من وسط البلاد، ستة من الشمال، و أربعة من القدس ( مسقط رأس ضابط واحد غير معروف). ومن أصل الـ 38 ضابط المعلوم نوع منطقتهم الأصلية، جاء 32 منهم ( 48.2%) من مدن وبلدات، وجاء ستة ( 15.8%) من مستوطنات ريفية: 3 من ” كيبوتز” ( 7.9%) ، و3 من ” موشاف” ( 7.9%). ومن أصل مجموع الضباط الـ 47، من المعروف بأن لتسعة منهم ( 19.1%) أقارب في الحياة السياسية: لدى ستة منهم قريب واحد، لدى اثنين قريبين، وواحد لديه ثلاثة أقارب. ومن أصل كل الضباط، من المعروف بأن لدى 12 منهم ( 25.5%) أقارب في جيش الدفاع الإسرائيلي: واحد لديه أربعة أقارب، ولدى اثنين ثلاثة أقارب، ولواحد ثلاثة أقارب، ولدى ثمانية قريب واحد لكل منهم.
أما بالنسبة للمستوى التعليمي للضباط، فيعرف عن 14 منهم نيلهم للشهادة الثانوية، وتحصيل 19 منهم درجة الليسانس، وستة درجة الماجستير واثنان درجة الدكتوراه. وحصَّل أحدهم التعليم اليهودي الحاخامي

الفترة الزمنية الفرعية الرابعة ( 1978-1987)

شهدت  الفترة الزمنية الفرعية الرابعة في تاريخ إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي معاهدة السلام العربية- الإسرائيلية الأولى بين إسرائيل ومصر، لكنها شهدت أيضاً صراعين عربيين- إسرائيليين، رغم أنهما كانا من نمطين مختلفين: حرب لبنان 1982 والانتفاضة الفلسطينية في قطاع غزة، الضفة الغربية، والقدس الشرقية. أما على الصعيد المحلي، فقد انتهى الحكم الحصري لحزب الليكود وحلفائه في العام 1984 مع تشكل حكومة الوحدة الوطنية، وهو ترتيب لتقاسم السلطة بين حزبيْ الليكود والعمال.
تتضمن قاعدة البيانات تفاصيل حول 49 من كار الضباط ممن خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الفترة الزمنية الفرعية، بمن فيهم 47 ضابط برتبة لواء واثنين برتبة فريق. وكان كل الضباط من اليهود، كلهم رجال، ومن المعلوم أن كلهم متزوجون ما عدا اثنين.
تعرض البيانات حول البلد الأصلي لـ 30 من آباء هؤلاء الضباط بأن 76.7% منهم جاؤوا من أوروبا ( 73.3% من أوروبا الشرقية و 3.3% من وسط أوروبا)، 16.7% جاؤوا من الشرق الأوسط، و 6.7% من إسرائيل/ فلسطين. وتعرض البيانات حول البلد الأصلي لـ 28 من أمهات هؤلاء الضباط بأن 71.4% جئن من أوروبا ( كلهن من أوروبا الشرقي)، 21.4% جئن من الشرق الأوسط، و 7.1% من إسرائيل/ فلسطين.
أما بما يتعلق بالضباط، فقد ولد 31 منهم ( 63.3%) في إسرائيل/ فلسطين و 18 (36.7%) ولدوا في الخارج. ومن الذين ولدوا في الخارج ستة منهم ولدوا في بولندا، ثلاثة في ألمانيا، اثنان في تركيا، وواحد في كل من ألمانيا، تشيكوسلوفاكيا،المغرب، بلغاريا، بلجيكا، النمسا والعراق ( أما منطقة ولادة ضابطين فغير معروفة).
ومن أصل الـ 31 ضابط الذين ولدوا في إسرائيل/ فلسطين، جاء 15 منهم من وسط البلاد، 11 من الشمال، و 3 من  القدس (  المنطقة التي ولد فيها الضابطين الأخيرين غير معروفة). ومن أصل الـ 38 ضابط  المعروف نوع مسقط رأسهم، جاء 22 منهم ( 57.9%) من مدن وبلدات و 16 منهم (42.1%) من مستوطنات ريفية: سبعة ( 18.4%) من ” كيبوتز”، خمسة ( 13.2%) من  “موشاف”، اثنان ( 5.3%) من قرية، و اثنان ( 5.3%) من ” موشافا”.
من أصل الـ 49 ضابط كلهم، من المعلوم أن لدى خمسة منهم ( 5.3%) أقارب في الحياة السياسة، و لدى تسعة ( 18.4%) أقارب في جيش الدفاع الإسرائيلي: واحد لديه أربع أقارب، ثلاثة لديهم قريبين، وخمسة لديهم قريب واحد.
وبما يتعلق بمستوى تعليم الضباط، من المعلوم أن ثلاثة منهم نالوا الشهادة الثانوية، 29 حصلوا على شهادة الليسانس، 12 حصلوا على درجة الماجستير، وحصل واحد على درجة الدكتوراه. وحصَّل ضابط واحد التعليم الحاخامي.

الفترة الزمنية الفرعية الخامسة ( 1988-1997)
في هذه الفترة الزمنية الفرعية، تم توقيع معاهدة السلام الثانية بين إسرائيل ودولة عربية، هي الأردن، إلا أن عملية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي  وصلت إلى ذروتها في اتفاق أوسلو عام 1993، لم تكن فاعلة إلا جزئياً فحسب وترافقت مع أحداث عنف وفقدان الثقة. وكان هناك مصدر آخر للتوتر هي المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في ” الشريط الأمني” وحوله في جنوب لبنان. أما على الصعيد المحلي، فقد انهار تقاسم السلطة بين حزبيْ العمال والليكود في العام 1990 ومهد الطريق لثلاث حكومات ائتلافية هيمن عليها حزب الليكود، العمال، والليكود ، على التوالي.
في هذه الفترة الزمنية الفرعية، خدم 50 من كبار الضباط في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي، بمن فيهم 47 ضابط برتبة لواء و3 برتبة فريق. كان جميع الضباط من اليهود، كلهم رجال، ومن المعلوم أن 48 منهم كانوا متزوجين.
تعرض البيانات حول البلد الأصلي لـ 29 من آباء هؤلاء الضباط بأن 65.5% جاؤوا من أوروبا ( 58.6% من أوروبا الشرقية و 3.4% من وسط أوروبا وأوروبا الغربية)، وجاء 24.1% من الشرق الأوسط، و 10.3% جاؤوا من إسرائيل/ فلسطين. وتعرض البيانات حول البلد الأصلي لـ 24 من أمهات الضباط بأن 54.2% جئن من أوروبا ( 45.8% من أوروبا الشرقية و 4.2% من وسط أوروبا وأوروبا الغربية)، و33.3% جئن من الشرق الأوسط، و 12.5% جئن من إسرائيل/ فلسطين.
لقد ولد 36 من أصل 49 ضابط ( 73.5%) ممن مسقط رأسهم معروف لنا في إسرائيل / فلسطين وولد 13 منهم ( 26.5%) في الخارج. ومن بين الذين ولدوا في الخارج، ولد ثلاثة في إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، اثنان في بولندا والمغرب، وواحد في كل من ليبيا، بلغاريا، بلجيكا، إيران، تركيا، والعراق.
من أصل الضباط الـ 36 الذين ولدوا في  إسرائيل/ فلسطين، جاء 15 منهم من وسط البلاد،  15 من الشمال، 3 من القدس، وواحد من الجنوب ( منطقة ولادة  ضابطين غير معروفة). ومن أصل الـ 37 ضابط معروف نوع مسقط رأسهم، جاء 21 منهم ( 56.8%) من مدن وبلدات و جاء 16 منهم ( 43.2%) من مستوطنات ريفية: تسعة ( 24.3%) من ” كيبوتز”، خمسة ( 13.55) من ” موشاف”، واحد ( 2.7%) من قرية، وواحد ( 2.7%) من ” موشافا”.
ومن أصل الـ 50 ضابط جميعاً، من المعلوم أن لدى أربعه منهم أقارب في الحياة السياسية: لدى ثلاثة قريب واحد لكل منهم ولدى واحد أربعة أقرباء. ومن بين كل الضباط، من المعروف أن لدى 11 منهم أقارب في جيش الدفاع الإسرائيلي: لدى واحد ثلاثة أقارب، لدى اثنين نسيبين، ولدى ثمانية نسيب واحد لكل منهم.
لدينا بيانات حول المستوى التعليمي لـ 48 ضابط: نال 19 منهم درجة الليسانس، 27 درجة الماجستير، وواحد درجة الدكتوراه، وحصَّل واحد تعليماً حاخامياً.

الفترة الزمنية الفرعية السادسة ( 1998- 2007)
في هذه الفترة الزمنية الفرعية، انهارت عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ( انتفاضة الأقصى). ورغم أن إسرائيل انسحبت من جنوب لبنان وقطاع غزة، فإن العنف على الجبهتين استمر ما أدى، من بين أمور أخرى، إلى الحرب بين إسرائيل وحزب الله في العام 2006. وفي إسرائيل، مهدت فترات الحكم القصيرة لحزبيْ الليكود والعمال الطريق أمام عدد أكبر من حكومات الوحدة الوطنية التي هيمن عليها الليكود، ولاحقاً حزب كاديما المشكل حديثاً آنذاك.
تتضمن قاعدة بياناتنا تفاصيل حول 61 من كبار الضباط الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الفترة الزمنية الفرعية، بمن فيهم  56 ضابط برتبة لواء و5 برتبة فريق. في هذه الفترة، تم تعيين ضابط غير يهودي، درزي، لأول مرة في السلك العام لجيش الدفاع، لكن جميع الضباط الآخرين كانوا يهوداً. ومجدداً،  كان جميع الضباط من الرجال، ومن المعروف بأن جميعهم كانوا متزوجين ما عدا واحد.
تعرض البيانات لمسقط رأس 31 أب من آباء الضباط بأن 54.*% منهم قد جاؤوا من أوروبا ( 51.6% من أوروبا الشرقية و 3.2% من وسط أوروبا)، وجاء 25.8% من إسرائيل/ فلسطين، و 19.4% من الشرق الأوسط. وتعرض البيانات لمسقط رأس 19 من أمهات الضباط إلى أن 52.6% منهن جئن من أوروبا ( كلهن من أوروبا الشرقية)، 31.6% من الشرق الأوسط، 10.5% من إسرائيل/ فلسطين، و 5.3% من شرق آسيا.
ومن أصل الـ 59 ضابط المعروف مسقط رأسهم، ولد 51 منهم ( 86.4%) في إسرائيل/ فلسطين و ثمانية ( 13.65) في الخارج. ومن هؤلاء المولودين في الخارج، ولد اثنان في كل من   اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، رومانيا، والمغرب، وولد واحد في كل من بولندا وإيران.
ومن أصل الـ 51 ضابط الذين ولدوا في إسرائيل/ فلسطين، جاء 20 منهم من وسط البلاد، 15 من الشمال، 6 من القدس و 5 من الجنوب (  وهناك 5 ضباط مسقط رأسهم غير معروف). ومن أصل الـ 46 ضابط المعروف نوع مكان منشأهم، جاء 28 منهم ( 60.9%) من مدن وبلدات و 18 ( 39.1%) من مستوطنات ريفية: ثمانية ( 17.4 %) من ” موشاف”، ستة ( 13%) من  “كيبوتز”، ثلاثة ( 6.5%) من ” موشافا”، وجاء واحد ( 2.2%) من قرية.
ومن أصل جميع الضباط الـ 61، كان لستة منهم ( 9.8%) أقارب في الحياة السياسية: كان لدى أربعة قريب واحد، ولواحد ثلاثة أقارب، ولواحد أربعة أقارب. ومن أصل جميع الضباط، من المعروف بأنه كان لدى 20 منهم ( 32.8%) أقارب في جيش الدفاع الإسرائيلي: كان لدى واحد ثلاثة أقارب، ولدى أربعة قريبين لكل منهم، وكان لدى 15 قريب واحد لكل منهم.
أما بما يتعلق بالمستوى التعليمي، فقد حصل 19 من كبار الضباط على درجة الليسانس،و 37 على درجة ماجستير، و 4 على درجة دكتوراه، وحصل واحد منهم على تعليم حاخامي.

الفترة الزمنية الفرعية السابعة ( 2008- وحتى الوقت الحاضر)
بدأت هذه الفترة الزمنية الفرعية مع حزب كاديما في السلطة، لكن في أوائل الانتخابات العامة 2009، شكل الليكود حكومة مع حزب العمال، إسرائيل بيتنا، شاس، وعدد من الأحزاب الأصغر حجماً. وقبيل الانتخابات، شنت إسرائيل عملية عسكرية ضد حماس في قطاع غزة، لكن تم تحقيق هدنة في وقت لاحق. إضافة إلى حزب الله، حماس، وفصائل فلسطينية أصغر حجماً في غزة، كان التهديد العسكري الرئيس لإسرائيل في هذه الفترة برنامج إيران النووي.
في هذه الفترة الزمنية الفرعية، خدم 33 من كبار الضباط في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي، بمن فيهم 31 ضابط برتبة لواء واثنان برتبة فريق. عند كتابة هذه المقالة كان لا يزال معظم هؤلاء الضباط في الخدمة الفعلية، لذا هناك عدد أقل من البيانات حولهم. وفي هذه الفترة الزمنية، وكالفترة الزمنية السابقة كان الجميع يهوداً ما عدا واحداً، لكن الضابط الكبير غير اليهودي الوحيد تقاعد في أواخر عام 2008.  وفي العام 2011، تم تعيين أول امرأة ضابط برتبة لواء في جيش الدفاع الإسرائيلي، لكن جميع الضباط الآخرين كانوا من الرجال. ومن المعروف بأن جميع الضباط كانوا متزوجين ما عدا واحداً.
تعرض البيانات حول مسقط رأس 15 من آباء الضباط إلى أن 53.3% منهم جاؤوا من أوروبا ( 40% من أوروبا الشرقية و 6.7% من وسط أوروبا)، وجاء 33.3% من إسرائيل/ فلسطين، و 13.3% من الشرق الأوسط. أما البيانات حول مسقط رأس  12 من أمهات هؤلاء الضباط فتعرض إلى أن 25% منهن جئن من أوروبا ( كلهن من أوروبا الشرقية)، 33.3% جئن من إسرائيل/ فلسطين، 33.3% جئن من الشرق الأوسط، و 8.3% جئن من شرق آسيا.
ومن أصل الـ 31 ضابط المعروف مسقط رأسهم لدينا، ولد 30 منهم (  96.8%) في إسرائيل/ فلسطين وواحد ( 3.2%) في الخارج – في المغرب. أما منطقة ولادة 25 من أصل 30 ضابط ممن ولدوا في إسرائيل/ فلسطين فمعروفة: 10 جاؤوا من وسط البلاد، 9 من الشمال، 3 من القدس، و3 من الجنوب.
من بين الـ 26 ضابط الذين نوع أماكن ولادتهم معروفة، جاء 17 منهم ( 65.4%) من مدن وبلدات وجاء 9 ( 34.65) من مستوطنات ريفية: ثلاثة ( 11.5%) من ” موشاف” واثنان (7.7%) من كل من ” كيبوتز”، قرية، و” موشافا”.
ومن أصل الـ 33 ضابط، من المعروف أن لدى اثنين ( 6.1%) أقارب في الحياة السياسية: لدى أحدهما قريب واحد ولدى الآخر ثلاثة أقارب. ومن أصل جميع الضباط، لدى تسعة منهم ( 27.3%) أقارب في جيش الدفاع الإسرائيلي: لدى واحد قريبين، ولدى سبعة قريب واحد لكل منهم.
أما بما يتعلق بالمستوى التعليمي للضباط، فقد نال 7 منهم درجة الليسانس، و 25 درجة الماجستير، وواحد درجة الدكتوراه.

التوجهات التاريخية لدى النخب العسكرية الإسرائيلية

يقوم هذا القسم بتحليل التوجهات التاريخية الموجودة في الخلفية الاجتماعية لأفراد النخبة العسكرية الإسرائيلية في الفترة الزمنية الخاضعة للبحث. أما نتائجنا الرئيسة فموجزة أدناه.
أولاً، خلال الفترات الزمنية الفرعية الأولى الثلاث في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي ( ما يعني 1948-1977) ، ولد غالبية كبار الضباط فيه في الخارج، معظمهم في أوروبا. في كل الأحوال، وبدءاً من الفترة الزمنية الفرعية الرابعة وما بعدها ( ما يعني منذ العام 1978) ولد معظم هؤلاء الضباط في إسرائيل / فلسطين، أما أولئك الذين ولدوا في الخارج فيشتملوا على عدد هام ممن ولدوا في بلدان شرق أوسطية. وفي العام 1953، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع بن غوريون الحكومة الإسرائيلية بأن نسبة الضباط من مواليد إسرائيل من بين المجندين في جيش الدفاع الإسرائيلي هي 59% مقارنة بنسبة 23% فقط في القوة الدائمة الثابتة لجيش الدفاع، وبأن سلك الضباط يضم مهاجرين من 47 بلداً: 23 من أوروبا، 11 من آسيا، 5 من الأمريكيتين، 7 من أفريقيا، وأستراليا. في كل الأحوال، وبأواخر السبعينات، ولد أكثر من 60% من أفراد السلك العام في جيش الدفاع الإسرائيلي في إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة لم يولد سوى فئة صغيرة منهم في الخارج. بهذا الخصوص، يعتبر جيش الدفاع مشابهاً لجيوش دول جديدة أخرى “تأهلت” ( بمعنى أصبحت أهلية) بعد الاستقلال.
يمثل الجدول رقم 1 منطقة ولادة كبار الضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي منذ العام 1948.

ثانياً، خلال الفترات الزمنية الفرعية الأولى الثلاث في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي ( ما يعني، 1948-1977)، جاء أكثر من 90% من آباء كبار الضباط وأكثر من 80% من أمهاتهم من أوروبا ( معظمهم من أوروبا الشرقية). في كل الأحوال، بدأت هذه الأرقام بالهبوط بدءاً من السبعينات وما بعده، وزادت أعداد أهالي الضباط القادمين من الشرق الأوسط وإسرائيل / فلسطين. مع ذلك، فقد كان أهالي الضباط المولودين في أوروبا ( في أوروبا الشرقية بشكل خاص) يمثلون المجموعة الأكبر في “كل” الفترات الزمنية الفرعية الخاضعة للبحث ( ما عدا أمهات الضباط في الفترة الزمنية الفرعية السابعة). ويمثل الجدولان 2 و 3  بلد الولادة وموقع الولادة لأهالي الضباط منذ العام 1948.

ثالثاً، خلال الفترتين الزمنيتين الفرعيتين الأوليتين في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي ( ما يعني، 1948-1967) ، كان معظم الضباط الذين خدموا في سلكه العام مولودين في إسرائيل/ فلسطين قد جاؤوا من المنطقة الشمالية للبلاد وكان الباقون مقسمين بالتساوي بين وسط البلاد والقدس. في كل الأحوال، بدأ هذا النموذج بالتغير في السنوات اللاحقة عندما جاء عدد أكبر من الضباط من وسط البلاد ومن الجنوب أيضاً ( منذ أواخر الثمانينات). ومنذ أواخر التسعينات، أصبح التوزيع الجغرافي لكبار الضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر توازناً، مع الأغلبية التي لا تزال تأتي من وسط البلاد لكن دون أن تتجاوز أي منطقة نسبة 40%. ويمثل الجدول رقم 4 المناطق في إسرائيل/ فلسطين حيث نشأ الضباط منذ العام 1948.
رابعاً، خلال الفترات الزمنية الفرعية الثلاث الأولى في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي ( ما يعني ، 1948- 1977)، جاءت الأكثرية الساحقة من كبار ضباطه ( أكثر من 80%) من مدن وبلدات. لكن هذا النموذج تغير بشكل هام من بداية الفترة الزمنية الفرعية الرابعة وما بعدها ( من يعني منذ عام 1977)، عندما زادت نسبة الضباط ذوي الخلفية الريفية ( معظمهم من ” كيبوتز” إنما من  “موشاف” أيضاً). وبينما ظل عدد الضباط القادمين من ” موشاف” مستقراً منذ أواخر السبعينات،  وزاد أحياناً حتى، فإن عدد الضباط القادمين من كيبوتز قد هبط منذ أواخر التسعينات. والجدير بالذكر هو أنه لم ينشأ أي ضابط من الضباط الكبار في جيش الدفاع الإسرائيلي في مستوطنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويمثل الجدول رقم 5 نوع مكان ولادة الضباط منذ العام 1948.
خامساً، شهد عدد كبار الضباط الذين لهم أقارب في الحياة السياسية انحداراً بارزاً بين أولئك الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي منذ أواخر السبعينات. وكان عدد الضباط الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع الإسرائيلي في الفترة الممتدة ما بين عاميْ 1948 و 1967 والذين كان لديهم أقارب في الجيش أعلى من أولئك الذين خدموا في السلك العام لجيش الدفاع من أواخر الستينات وحتى أواخر التسعينات، لكن لاحقاً، وفي الفترة ما بين عاميْ 1998 و 2007، هذا العدد زاد. ويمثل الجدول رقم 6 النسبة لكبار الضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي ممن لديهم أقارب في الجيش وفي الحياة السياسية.

أخيراً، وخلال الفترة الزمنية الفرعية الثلاث الأولى في تاريخ إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي  (ما يعني، 1948-1977)، كان هناك جزء هام من كبار الضباط في جيش الدفاع الذين لم يحصِّلوا إلا مستوى تعليم ثانوي فقط، رغم أنه في الفترة الممتدة ما بين عاميْ 1948 و 1957، كان خُمس أفراد الضباط حاصلين على درجة دكتوراه، وفي الفترة ما بين 1948 و 1977، كان ثلثيْ الضباط حاصلين على مستوى تعليمي أكاديمي. هذا الوضع تغير منذ أواخر السبعينات: كانت الأكثرية الساحقة لكبار الضباط ( أكثر 90%) حاصلة على مستوى تعليمي أكاديمي، مع نيل معظم الضباط لدرجة الليسانس في الفترة ما بين عاميْ 1948- 1987 وتحصيل معظمهم لدرجة الماجستير منذ أواخر الثمانينات. من جهة أخرى هبط عدد الضباط الحاصلين على درجة دكتوراه منذ أواخر الستينات،  وتزايد نوعاً ما في أواخر التسعينات فقط. ويقدم الجدول رقم 7 تفاصيل حول المستوى التعليمي للضباط العاملين في السلك العام في جيش الدفاع الإسرائيلي منذ العام 1948.

الخلاصة والتوصيات

كيف تعزز النتائج المذكورة أعلاه والمتعلقة بالخلفية الاجتماعية لأفراد النخبة العسكرية الإسرائيلية من العام 1948 وحتى وقتنا الحاضر فهمنا لعملية تشكيل الدولة وللعلاقات المشتركة بين القطاعات في إسرائيل؟
كُتب الكثير عن الدور المركزي الذي لعبه جيش الدفاع الإسرائيلي في عملية تشكيل الدولة في إسرائيل منذ استقلالها. أولاً، لقد كان جيش الدفاع الحامي الأول للدولة ضد التهديدات الأمنية  (خاصة “التهديدات الوجودية ” الحقيقية أو المتصورة). ثانياً، كان جيش الدفاع منخرطاً بعمق في مجالات مدنية كالتعليم، الاستيطان، ودمج المهاجرين اليهود. إلا أنه بينما تعتبر الدراسات التقليدية التهديدات الأمنية التي تواجه إسرائيل بأنها حقيقية وبأن الأدوار المدنية لجيش الدفاع بمثابة مؤشر على أن إسرائيل ” دولة سلاح”، فإن أعمالاً أكثر أهمية  تؤكد على أن بعض هذه التهديدات المحلية والخارجية، على الأقل، كانت مضخمة من قبل القطاع الأمني – خاصة جيش الدفاع الإسرائيلي- وبأن الانخراط الضخم للأخير( أي جيش الدفاع) في حشد من المجالات المدنية هو برهان على الثقافة “العسكرية” لإسرائيل.
في كل الأحوال، الأمر الذي لم ينل سوى قدراً أقل من الاهتمام في هذا النقاش الجاري، هو التغيير التدريجي والمتزايد الذي حصل في النخبة العسكرية الإسرائيلية منذ الاستقلال. وكما رأينا، إن أفراد القطاعات المختلفة داخل المجتمع اليهودي لم ينضموا إلى جيش الدفاع الإسرائيلي كمجندين فقط  (ولاحقاً كجنود احتياط) وإنما ترقوا ليصلوا إلى أعلى مراتب ومناصب قوته الثابتة، بما فيه جسمه القيادي – الموظفين العامين. كان هذا التغيير التدريجي والمتزايد، بحد ذاته، مصدر استقرار ليس فقط لجيش الدفاع الإسرائيلي، وإنما للدولة عموماً، وتحديداً بالنسبة لمجتمعها اليهودي ، نظراً لدوره المحوري في تشكيل الدولة. هذه الاستنتاج يتعزز عندما يدرس المرء حالات أخرى لدول غير غربي، بما فيها تلك التي في الشرق الأوسط، حيث كانت التغييرات السريعة في تركيبة النخبة العسكرية سبباً لعدم الاستقرار السياسي.
أما القضية الثانية، العلاقات المشتركة بين القطاعات في إسرائيل، فيتم مقاربتها عادة من زاويتين. يدرس بعض الكتاب العلاقة بين جيش الدفاع الإسرائيلي والمجتمع الفلسطيني العربي في إسرائيل، وتحديداً الصلة بين الخدمة العسكرية لبعض أفراده ( خاصة الدروز) وبين حقوقهم المدنية والسياسية. وينظر كتاب آخرون، من جانبهم، إلى داخل العلاقة الموجودة بين جيش الدفاع والجماعات المختلفة الموجودة ضمن المجتمع اليهودي في إسرائيل ويتساءلون عما إذا كانت التبدلات السياسية، الاجتماعية، والاقتصادية التي حدثت داخل هذا المجتمع منعكسة في جيش الدفاع في فترات مختلفة – وتوثر على سلوكه- وكيفية حصول ذلك.
تعرض استنتاجاتنا إلى أن النخبة العسكرية الإسرائيلية قد اجتذبت أفراداً من مختلف الجماعات في المجتمع اليهودي – بما في ذلك البعض ممن يعيشون على الهامش الاجتماعي والجغرافي – تحديداً في السنوات الأخيرة. في نفس الوقت، كان أفراد المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، بمن فيهم الدروز والمسيحيين، الذين يميلون للتماهي مع الدولة والخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي، مقصيين عن هذه المجموعة ( كانت النساء مقصيات أيضاً عنها أيضاً حتى العام 2011). بمعنى آخر، لقد أصبحت النخبة العسكرية الإسرائيلية  تمثيلية بشكل متزايد على الصعيد المشترك بين القطاعات، لكنها مستمرة بأداء وظيفتها كآلية للإقصاء على المستوى المشترك بين القطاعات، وآلية إقصاء تجاه النساء أيضاً، إلى حد كبير.
في كل الأحوال، ينبغي التأكيد على أنه في الوقت الذي تتم في المساعدة على الحفاظ على الهيمنة اليهودية في الدولة منذ العام 1948، فإن النخبة العسكرية الإسرائيلية لم تكن مجرد  “انعكاس” للعلاقات اليهودية- العربية و العلاقات اليهودية المتبادلة، وإنما ساعدت أيضاً على “تشكيل” طبيعة هذه العلاقات، إضافة إلى مفاهيم أفراد المجموعات الاجتماعية المختلفة في إسرائيلي تجاه الدولة وجيشها. أما المثال المعبِّر عن ذلك فهي الخدمة المستمرة في السلك العام لجيش الدفاع  لضباط يهود وطنيين متدينين برغم التوترات العرضية المتباعدة بين جيش الدفاع الإسرائيلي ( وأجهزة أمنية أخرى)، من جهة، وبين المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومناصريهم في إسرائيل، من جهة أخرى، بما في ذلك خلال الأزمات كما كان الحال في فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة في العام 2005 ومحاولات تفكيك بعض مستوطنات الضفة الغربية (” بؤر استيطانية”). وقالت دراسة أجراها ضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي بأنه في السنوات الأخيرة، خاصة منذ العام 2001، ارتفعت نسبة اليهود المتدينين الوطنيين وسط ضباط المشاة في جيش الدفاع من 2.5% في العام 1990 إلى 31.4% في العام 2007 وإلى 26% في العام 2008. وعرضت الدراسة أيضاً إلى أنه لو استمر هؤلاء في الخدمة في جيش الدفاع فإن هذا الأمر قد ينتهي بتغيير في التركيبة الاجتماعية للنخبة العسكرية الإسرائيلية. إلا أن التأثير الهام والمعتبر لجيش الدفاع – وللنخبة العسكرية- على هؤلاء الضباط أنفسهم، إضافة إلى تأثيره على أفراد الجماعات الهامشية في إسرائيل ( مثلاً، المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق) ينبغي أخذه بعين الاعتبار في هذا السياق، إضافة إلى عوامل أخرى ذات صلة كالطبيعة المتغيرة للصراعات التي تشارك فيها إسرائيل. وسوف نعمل على توضيح هذه العوامل والتوسع فيها في منشوراتنا مستقبلاً حول النخبة العسكرية الإسرائيلية التي ستبحث في الوظائف العسكرية لأفرادها وفي وظائفهم ومهنهم الثانية.
بالإجمال، كان التغيير التدريجي والمتزايد في الخلفية الاجتماعية للنخبة العسكرية الإسرائيلية مصدراً هاماً للاستقرار بالنسبة لجيش الدفاع الإسرائيلي والدولة، نظراً للدور المحوري الذي لعبه الجيش في كل من المجالين الأمني والمدني ، خاصة. في كل الأحوال،  وبما أن هذا التغيير كان، والى حد كبير، محدوداً بالمجتمع اليهودي الإسرائيلي، فقد كان عاملاً ساعد على تعزيز الموقع المهيمن لهذا القطاع في مقابل المجتمع الفلسطيني العربي في إسرائيلي( وفي ” إسرائيل الكبرى” أيضاً في نهاية المطاف).
دعونا نختم هذه المقالة بأسئلة بغرض القيام ببحوث أكبر. أولاً، يبدو بأن من المجدي والجدير بالاهتمام البحث بموضوع المدارس والحركات الشبابية التي شارك بها أفراد النخبة العسكرية الإسرائيلية قبل انضمامهم لجيش الدفاع الإسرائيلي وما إذا كان ذلك قد تغير بمرور السنوات. ثانياً، بالإمكان توسيع نطاق الدراسة لتشمل ضباطاً من رتب أدنى في جيش الدفاع ( عمداء وعقداء) ومسؤولين أمنيين آخرين. أخيراً، بالإمكان مقارنة الحالة الإسرائيلية مع حالات أخرى ذات صلة في الشرق الأوسط وما عداه.

الفهرس رقم 1:

الفترة الزمنية الفرعية الأولى ( 1948-1957)
إيغال آلون، مائير أميت، يوسف أفيدار، إيتان أفيسار، إيليميليخ أفنر، زيفي آيالون، حاييم بارليف، إسرائيل بارنيا، إبراهين بن أرتزي، مايكل بن غال، إلياهو بن هور، موشيه كرمل، موشيه دايان، يعقوب دوري، دان إيفن، موردخاي غرين، يهوشافات حرقبي، مائير إيلان،  حاييم لاسكوف، كوردخاي ليمون، موردخاي ماكليف، ديفيد ماركوس، شيمون مازح، إسحق رابين، يوحانان راتنر، آهارون  ريميز، إسحق صادح، شلومو شامير، ديفيد شيلتيل، عساف سيمشوني، شاموئيل تين، دان تولكوفسكي، تسيفي تسور، إيغال يادين، موشيه زادوك، مائير زوريا.

الفترة الزمنية الفرعية الثانية ( 1958-1967)
مائير أميت، حاييم بارليف، حايين بن ديفيد، مايكل بن غال، يوحاي بن نون،  آهارون دورن، ديفيد إلعازار، شلومو إيريل، شاموئيل إيال، إيشاياهو غافيتش، يوسف جيفا، موشيه غورين، إيهوشافات حرقبي، حاييم هرتزوغ، موردخاي هود، عاموس حوريف، مائيير إيلان، حاييم لاسكوف، عوزي ناركيس، إيلاد بيليد، ماتيتياهو بيليد، يعقوب بيري، إسحق رابين، غيدوين شوكين، آرييل شارون، إسرائيل تال، شامويل تين، دان تولكوفسكي، عازر وايزمان، هارون ياريف، أبراهام يوفي، تسيفي زامير، ريهافام زئيفي، مائير زوريا.

الفترة الزمنية الفرعية الثالثة ( 1968- 1977)
إيكوتيل آدم، أبراهام عدن، مايكل باركاي، حاييم بارليف، أفيغدور بن غال، أبراهام بوتزير، نحيميا كاين، أونا إفرات، رافاييل إيتان، ديفيد إلعازر، شامويل إيال، إيشاياهو غافيش، شلومو غازيت، يوسف جيفا، موشيه غيدرون، شامويل غونين، شلومو غورين، موردخاي غور، إسحق حوفي، عاموس حوريف، شلومو إنبار، شلومو لاحات، دان لانر، آري ليفي، موشيه ليفي، كالمان ميغان، أبراهام ماندلر، مناحيم ميرون، عوزي ناركيس، جاد نافون، أبراهام أورلي، بنيامين بيليد، ماتيتياهو بيليد، موشيه بيليد، يعقوب بيري، موردخاي بيرون، هرتزل شافير، آرييل شارون، إسرائيل تل، أبراهام تامير، بنيامين تيليم، رافاييل فاردي، عازر وايزمن، هارون ياريف، ريحابام زئيفي، إلياهو زيرا.

الفترة الزمنية الفرعية الرابعة ( 1978-1987)
إيكوتيل آدم، زئيف علموج، إيهود باراك، مايكل باركاي، موشيه بار-كوشبا، أفيغدور بن غال، أفيهو بن نون، أبراهام بن شوشان، أمير دروري، مناحيم إينان، رافاييل إيتان، حاييم إيريز، يعقوب إيفن، بن زيون فرحي، شلومو غازيت، موردخاي غور، يوحانان غور، شلومو إنبار، ديفيد إفري، عاموس لابيدوت، موشيه ليفي، أمنون ليبكين – شاحاك، ديفيد ميمون، دانييل مات، مناحيم ميرون، عمرام  ميتزنا،إسحق موردخاي، حاييم نادل، موشيه ناتيف، جاد نافون، أبراهام أورلي، أوري أور، موشيه بيليد، يوسف بيليد، موردخاي بارون، أمنون ريشيف، أبراهام روتيم، دورون روبن، أوري ياغي، إيشوا ياغي، ناثان شاروني، دان شومرون، أوري سيمشوني، إسرائيل تل، رافاييل فاردي، ماتان فيلاني، أفيزير يعاري، عاموس يارون، داني ياتوم.

الفترة الزمنية الفرعية الخامسة ( 1988-1997)
شامويل آراد، غابرييل أشكينازي، أميشاي أيالون، إيهود باراك، موشيه بار- كوشبا، إيتان بن إلياهو،يوسف بن حنان، أبراهام بن شوشان، إيلان بيران، هرتزل بودنجر، إسحق بريك، مائير داغان، أوزي دايان، مناحيم إينان، بن زيون فرحي،ران غورين، شالوم هاغاي، موشيه إيفري – سوكنيك، يعقوب لابيدوت، عميرام ليفين، أمنون ليبكين- شاحاك، زئيف ليفني، عاموس مالكا، عمرام ميتزنا،  شاوول موفاز، إسحق موردخاي، جاد نافون، غابرييل عوفير، يعقوب أور، يوسي بيليد، مايكل رام، غيورا روم، دانييل روتشيلد، دورون روبن، أوري ساغي، أمياز ساغيس، إيمانويل ساكال، يوم-توف ساميا، إيلان شيف، أورين شاشور، غيدوين شيفر، دان شومرون، الكسندر تال، نحميا تماري، ماتان فيلناي، موشيه يعالون، يورام ياعير، عاموس يارون، داني ياتوم.

الفترة الزمنية الفرعية السادسة ( 1998-2007)
إيهود آدم، دورون آلموج، يعقوب أميدرور، غابرييل أشكينازي، شاعي أفيتال، يشاعي  بير، ديفيد بن بعاشات، إيتان بن إلياهو، إسحق بن إسرائيل، إيال بن روفن، دان بيتون، اسحق بريك، أوزي دايان، غيورا إيلاند، غدي إيسنكوت، إسحق إيتان، مناحيم فنكلشتاين،  يوعاف غالانت، بنيامين غانز، اسحق غيرشون، عاموس جلعاد، غيرشون حاكوهين، داني حالوتس، دان حاريل، اسحق حاريل، موشيه إيفري- سوكنيك، موشيه كابلنسكي، مائير كليفي، أمنون ليبكين- شاحاك، زئيف ليفني، عاموس مالكا، إليعازر ميروم، يوسف مشلب، أبراهام مزراحي، شاوول موفاز، يائير نافيح،  نافون، إيدو نيشوشتان، غابرييل عوفير، يعقوب أور، جيل ريغيف، ، يفتاخ رون-تال، تال روسو، أمياز ساغيس، يوم-توف ساميا، إيلان شيف، يهودا سيغيف، آمي شفران، غدي شامني، إيهود شاني، غيدوين شيفر، إليعازر شكيدي، إلعازر ستيرن، ألكسندر تال، موشيه يعالون، يديديا يعاري، عاموس يادلين، شلومو يناي، شاعي يانيف، هارون زئيفي – فركش، إسرائيل زيف.

الفترة الزمنية الفرعية السابعة ( 2008- حتى وقتنا الحاضر)
غابرييل أشكينازي،  يعقوب عيش، أورنا باربيفاي، يشاعي بير، دان بيتون، إيتان دانغوت، إيال إيزنبرغ، غدي إيزنكوت، أمير إيشل، يوعاف غالانت، بنيامين غانز، يائير غولان، غيرشن حاكوهين، دان حاريل، موشيه إيفري-سوكينيك، مائير كليفي، أفيف كوشافي، يوحانان لوكر، أفيحاي  ماندلبليت، اليعازر ميروم، يوسف مشلب، أبراهام مزراحي، يائير نافيح، إيدو نيشوشتان، تال روسو، آمي شفران، غدي شامني، لإليعازر شكيدي، إلعازر ستيرن، شلومو ترجمان، عاموس يادلين، شاعي يانيف، أبراهام زامير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.