التوت البرّي في كفررمان

Cranberries

لم تعد النظرة تجاه التوت البرّي، والذي يعرف في مناطقنا اللبنانية بـ«العلّيق»، مقترنة بما يحمله من أذية أشواكه التي تعلق بكل ما يقترب منها. فحبات الثمر الغارقة في السواد أو المتدللة باحمرارها الأخّاذ، باتت مصيدة الباحثين عن فاكهة ثمينة الفوائد، خالية من المواد الكيميائية، وتحتوي فيتامينات عالية، قاهرة للسمنة والدهون والكولسترول.

وفي سهل «الميذنة» في شمال بلدة كفررمان (النبطية) ينتشر العلّيق على شكل غابات صغيرة تحاذي قنوات المياه الممتدة تشعباً، في مختلف أرجاء السهل، آتية من نبع الميذنة العذب، غير المنقطع صيفاً وشتاءً، فضلاً عن ينابيع صغيرة تنتشر تحت بلدة الجرمق. وهذه الأيام، بين أيلول وتشرين الأول، أصبحت هذه الغابات المطوقة لمجاري المياه الطبيعية أو المصطنعة، محط اهتمام العديد من رواد السهل، أو القاصدين بحثاً عن ثمر التوت البري، الذي يتألق من أبيض إلى زهر، فبرتقالي ثم احمرار حامض وأسود قاتم صالح للتناول.

وقد ذاع صيت التوت البري كثمر حارق للدهون، ويقضي على السمنة إذا ما استخدم كعصير لأسابيع متتالية، فضلاً عن أنه مقوّ للدم ومنشط للجسم. أما البعض الآخر فيستخدم ما يجمعه من كميات في صناعة مربى التوت البرّي.

وقد اهتمت جمعيات بيئية وزراعية في جنوب لبنان بهذا النبات الشوكي، ودعت إلى رعايته وتشذيبه، بدل حرقه والقضاء على مساحات واسعة منه، تخوفاً عند المزارعين من أن يكون موئلاً للأفاعي والحشرات الضارة.

المصدر: صحيفة السفير اللبنانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.