العدوان السعودي على لبنان.. رأس حربة وأتباع

موقع العهد الإخباري-

راشيل كيروز:

اتجهت غالبية دول الخليج كما العادة لمساندة السعودية بقرارها مقاطعة لبنان كالبحرين والكويت والإمارات. وقد أصدرت هذه الدول بيانات كررت الرواية السعودية للأزمة المفتعلة نسخًا من دول تعديل.

يستذكر الباحث والصحافي علي مراد في حديث لموقع “العهد” الإخباري هذا النوع من التبعية للسعودية، فعام 2016 مثلًا عندما هاجم الشباب الايراني مبنى السفارة السعودية في طهران، أجبرت السعودية الدول العربية على أن تدين ما حدث وتسحب سفراءها من طهران. الجدير ذكره أنّ لبنان أصدر بيانًا “تأسف” فيه لما حدث، مع ذلك، لم تعتبره السعودية جيّدًا بما فيه الكفاية وقررت خفض التمثيل الدبلوماسي مع لبنان وأجبرت الدول الخليجية على أن تتبعها.

دول الخليج خائفة من السعودية.. وقطر قررت أن تتميز

سابقًا، تميزت دولة الكويت بشكل طفيف بمواقفها عن باقي دول الخليج، وهو ما دفع البعض الى استغراب موقفها الأخير المتماهي مع السعودية بعد سحب سفيرها من لبنان. في هذا الصدد، يشير مراد الى أنّ “القيادة الجديدة في الكويت تختلف مقاربتها للعلاقة السعودية عن مقاربة الأمير السابق، فالأمير نواف الأحمد يعتبر أنه بحاجة لمسايرة السعودية لضبط الأوضاع الداخلية وكف شرّها، من هنا، تختار الكويت أن تتجنب اثارة غضب السعودية”.

أمّا بالنسبة الى الإمارات، فيلفت مراد الى أنّها بعد أزمتها مع السعودية، لن تتمكن من نيل حيّز من التمايز بقراراتها عنها وهذا إن حصل سيكون محفزًّا لتدهور العلاقات بين البلدين، فلو استطاعت السعودية احتلال كل دول الخليج لفعلت وهذه هي الحقيقة. في الوقت نفسه، يستبعد مراد أن “تساير” سائر دول الخليج السعودية من ناحية ايقاف الصادرات الزراعية والتحويلات المالية.

تتمايز قطر عن باقي دول الخليج، فبحسب مراد لدى قطر فرصة اليوم لتأكيد تمايزها عن الهيمنة السعودية، والوساطة التي تقوم بها الآن تأتى بضوء أخضر أميركي، فأميركا تهتم بتخفيف الضغط عن لبنان بما يبعد شبح استقالة الحكومة.

طرد لبنان من “الجامعة العربية” أمرٌ مستحيل

بعدما سارعت دول الخليج الى سحب سفرائها وقطع علاقاتها مع لبنان لإرضاء السعودية، هل سنرى طرد لبنان من الجامعة العربية لإرضاء السعودية أيضًا؟

يلفت مراد الى أنّ هذا أمرٌ مستحيل لأن قرارات كتلك يجب أن تكون بالإجماع وبالغالبية. وهنالك دول عديدة سترفض هذا الأمر كمصر وتونس والعراق والجزائر.

بعدما فشلت السعودية بخلق الفتنة في الداخل اللبناني عبر أدواتها وجرّ حزب الله لاستعمال سلاحه بالداخل، تتجه الآن لخوض معركة مقاطعة لبنان متذرعة برأي وزير الاعلام، دون أن تتمكن لاحقًا من اخفاء حقيقة الأزمة وأنها تسعى لـ “كف” يد حزب الله عن المشهد السياسي اللبناني وموقف الوزير جورج قرداحي كان فتيلًا لا أكثر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.