القائد والشعب: أغلى الكلمات

syria-egypt

صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:

عندما ينزف الجرح المصري فيكون دمه سوريا، وعندما يتألم السوري تخرج الآه من مصر .. وإذا ماغنت حنجرة السوري ” ياحبيبتي يامصر” يكون حلق المصري على غناء ” يامال الشام”. إنه جمال اللوحة التي تتداخل فيها الأصالة القومية التي تعيش أيامها في محنة البحث والتنقيب، ومن علاماته أنه لانهاية له سوى أنه يتغير ويتبدل ولسوف يظل الى ما شاء الله.
في مصر دماء، وفي سوريا ما يماثل، وفي العراق أيضا، وتتدخل مالي لتكتب امتدادا لصورة (إسلامية) تزرع نفسها في أكثر من اتجاه. لكن العالم العربي في شتى حالاته المعاشة ليس بخير، مهما كانت التسميات ومهما بلغت من أفق. العرب في مستوى التحدي، لا أدري لو عرف كثيرون انهم صاروا أشبه بحالمين ان هم لم يروا تلك الازمات المتوالدة من رحم حراك يراد له ان يصير مشكلة وأزمة.
ولأنه الدم العربي، فهو مسؤولية.. ولأنه من خصوصية الغد العربي فليس له إلا البحث عن الأمان .. لكن من أين يأتيه، والدماء باتت مجانية، والخصوصية صارت عامة .. لعبة لاتهتدي إلى نهاية طالما ان شروط ثباتها غير متوفرة.
ببساطة نقرأ ما جرى في مصر بالأمس، وما يجري في سوريا يوميا، وما هو قابل للجريان في العراق، وما قد تقع عليه يد المخططين في أمكنة أخرى من أجل توريط المزيد من العالم العربي في لعبة الاستهداف الشاملة والكاملة. انها الورطة التي دخلها عالمنا وهو لايدري ان لارحمة في لعبة الأمم، تلك اللعبة التي تكررت كثيرا، ومن المؤسف ان كثيرين لم يتعلموا منها، وما زالوا يؤمنون بان خياراتهم يمكن لها ان تصيب دون تدخل تلك اللعبة، وانهم قد يكونون بمنأى عنها اذا ما لامسوها مباشرة، فهي موجودة في ثيابهم، وفي معتقداتهم، وفي افكارهم، وفي كل موجوداتهم .. لم يسلم الوطن العربي من اللعبة الخبيثة، كما انه لن يكون بعيدا عنها لا الآن ولا في المستقبل.
هل صار الدم العربي رخيصا الى هذا الحد الذي لايحسب له اي حساب .. سؤال نعرف الاجابة عليه، لكن جوابه سيظل مؤلما طالما ان اللاعبين مزهوون بشيطنتهم، وبانهم قادرين على اخفاء ادوارهم حتى النهاية، وبأن صوتهم المخفي سيظل قادرا على تغيير الحقيقة.
ستظل الشام تغني للقاهرة، وسيظل ليل العراق مضاء بنجوم دجلة الدفاق الذي يعانق النيل في تجلياته القومية، فيما الشام محط الكلمات التي تكتب على ابهى ابواب المجد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.