المقاومة ترسي قواعد جديدة

موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه السابع حاصدا مئة وثلاثين شهيداً، واكثر من ألف جريح ، في ظل صمت عربي طالما تغنى بربيع عربي قادم، واجتماع “ما يسمى بالعاجل” لجامعة الدول العربية جاء بعد حوالي 4 ايام على بداية العدوان الصهيوني، ليخرج هذا الاجتماع بموقف لا يرقى إلى شجاعة المقاومة الفلسطينية الباسلة التي دكت الكيان الصهيوني بمئات الصواريخ، صواريخ أخافت الحكام العرب بقدر ما أخافت الصهاينة، ومجلس الأمن الدولي يغلق مشاوراته حول الشرق الأوسط دون الاتفاق على مسودة القرار المقدم من روسيا بشأن الأوضاع في غزة….
عرب الربيع، قرروا بعد اجتماعهم على مستوى وزراء الخارجية القيام زيارة الى قطاع غزة تستمر لساعات، لكنهم تناسوا أن على هذه الأرض هناك الأطفال والنساء والشيوخ المقيمون دائماً ويقاومون بالحديد والنار، فيما وزراء الخارجية العرب يراهنون على شعوب عربية جعلهم بعض الحكام لا يميزون بين ربيع وخريف، كما يراهن هؤلاء العرب على صورة فوتوغرافية سيلتقطونها من على أرض فلسطين المحتلة، تشفع لهم وتبرر تخاذلهم، وتقلب هذه الصورة في يوم من الأيام لتجعل من هؤلاء العربان أبطالاً ومن أطفال غزة إرهابيين….
الآلة العسكرية الصهيونية تستمر بشن بحربها على غزة غير عابئة بأي موقف عربي أو دولي، لاسيما أن الرئيس الاميركي باراك اوباما، المنتخب منذ فترة قريبة، يعطيها الضوء الأخضر، في تأكيد واضح على إصرار الولايات المتحدة على مساندة هذا العدو الذي يعتبر القاعدة العسكرية الاساسية له، لاسيما وانه يشكل اليوم الضمان الأساس لاستمرار التجزئة في الوطن العربي، وهذا يؤكد على ان العرب لم يتحركوا أبدا للضغط على هذا الرئيس الاميركي للعدول عن موقفه أو لايقاف هذا الكيان الغاصب عن استهداف المدنيين الأبرياء في غزة المستهدفين على أرضهم، في محاولة منها لاسقاط الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإنهاء أي قدرة وطنية فلسطينية تسعى إلى تكريس تلك الحقوق على أرض فلسطين التاريخية.
وهذا العدوان ليس بجديد، ولكن الجديد المعادلة التي تفرضها المقاومة الفلسطينية اليوم، فقد هزم الكيان الصهيوني أمام ضربات المقاومة في لبنان، والآن يهزم أمام ضربات المقاومة الفلسطينية التي وصلت صواريخها إلى تل أبيب، وهو يحاول بشتى الطرق قلب الموازين لمصلحته، واغتيال القائد احمد الجعفري ما هو الا محاولة للسيطرة على حماس التي تشكل اليوم القوة الأساسية في محاربته.
سحب سفير عربي من الكيان الصهيوني لا يكفي لرد العدوان، زيارة بعض القادة للتضامن ما هي الا وسيلة لرفع الاحراج، فالتضامن لا يكون بالكلمات ولا بالبيانات ولا بالمواقف الاعلامية، بل ان التضامن الحقيقي هو بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب المحتل وفتح المعابر أمام فلسطين بكل الاتجاهات، ومدها بكل عناصر القوة والمنعة من أسلحة وصواريخ لدعم صمودها ومقاومتها.
فكفى تهاوناً، غزة اليوم بحاجة إلى عمل جدي يطبق على الأرض. تحركوا لنصرة غزة التي ترسي مقاومتها قواعد جديدة، ولكن الخشية كل الخشية هي من احتواء غزة ومن إيجاد وطن بديل للفلسطينيين تكون مصر هي المقدمة له عبر سيناء.
اذن، فإن رهان الشرفاء اليوم هو على صواريخ مرت بأرض الشام، مرعية بعيون الأسود، ومحمولة بسواعد مجاهدين فلسطينيين وسوريين، مصطحبة بحيثيات وصور لمواقع مهمة أمنتها طائرة ايوب لتدك مستوطنات الصهاينة، فهنيئاً لنا بالمقاومة التي ترسي قواعد جديدة في الحرب على فلسطين العروبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.