“النهار”: لبنان يرتجف أمام كارثة اللاجئين السوريين…1600 موقع و431 مخيّماً تحت الصقيع

 

أرخت عاصفة الصقيع التي استمرت امس في يومها الثاني بمزيد من الارتباك على الدولة التي واجهت تنامي كارثة حقيقية ومأساة انسانية للاجئين السوريين بالقليل من الامكانات والقدرات لاغاثة عشرات الآلاف من اللاجئين الموزعين على مخيمات عشوائية وخصوصا في مناطق البقاع والشمال. واذ بدت اوضاع هؤلاء اللاجئين مهددة بشتى انواع الاضرار والاصابات جراء الصقيع القارس الذي يواجهونه في عراء مخيمات مفتقرة الى وسائل التدفئة والاغذية والملابس، شكلت الجولة التي قامت بها وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة شؤون الاغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس على المسؤولين مناسبة لإعلاء الصوت الرسمي حيال التقصير الدولي في ايفاء الحاجات الانسانية للاجئين ومساعدة لبنان على مواجهة هذا العبء الهائل. وقد التقت آموس رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور. وأعرب ميقاتي لدى لقائه المسؤولة الاممية عن “خيبة لبنان من المجتمع الدولي لتجاهله الاعتبارات الانسانية ” للنازحين السوريين الى لبنان، معتبرا ان “تحرك المجتمع الدولي لم يكن على قدر الحاجات اللازمة ومحدودية امكانات الدولة اللبنانية في هذا الصدد”. كما ان الوزير ابو فاعور لفت الى ان موضوع اللاجئين “يتطور ويتفاقم سوءا ” موضحا ان الطلب الاساسي للحكومة اللبنانية “هو ان تكون هناك جهود سياسية فعلية لفتح ممرات آمنة لمساعدة السوريين داخل سوريا لانه الحل الوحيد الممكن من أجل تخفيف عبء النزوح عن لبنان”. ووصف وضع اللاجئين بأنه “كارثي”.

أما آموس، فأكدت ان الامم المتحدة وكل الوكالات والشركاء “يعملون على دعم النازحين والمجتمعات المضيفة والحكومة اللبنانية في الاستجابة لهذه الازمة”، وأشارت الى ان لدى الامم المتحدة “خطة استعداد للشتاء لمساعدة هذه المجتمعات”. واوضحت انها كانت تنوي زيارة سهل البقاع امس لكنها لم تتمكن من ذلك.

أبو فاعور

وأبلغ الوزير أبو فاعور “النهار” ان الصعوبة التي تحول دون القيام بما يتوجب تجاه اللاجئين السوريين هو وجود 1600 موقع للاجئين على امتداد لبنان اضافة الى 431 مخيما عشوائيا مما يحول دون الوصول بسهولة الى كل هذه الاماكن، الامر الذي اضطر الحكومة الى الاستعانة بالجيش لايصال ما أمكن من مساعدات الى هؤلاء اللاجئين.

وسئل عن صحة ما يتردد عن ان هناك مساعدات موجودة فعلا وفرتها المنظمات الدولية، فأجاب ان ما أحضر من مساعدات هو أقل من خمسين في المئة مما هو مطلوب. ولفت الى ان عدد اللاجئين يتغيّر باستمرار وهذا ما حصل بعد بدء معارك منطقة القلمون القريبة من الحدود الشرقية مع لبنان. وأضاف ان “الاولوية الآن لتمرير العاصفة بأقل المآسي والاضرار. وبعد ذلك يجب الانتقال الى بحث جدي في انشاء مخيمات علما ان التفكير العقيم الذي كان يمنع انشاءها قد فشل بسبب الاضطرار الى اقامة المخيمات العشوائية”. وأشار الى انه “على رغم الاعباء الكبرى التي يتحملها الجيش، حمّلناه ايضا هذا العبء”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.