ترانيم على هامش”سلام فرمانده”

صحيفة الوفاق الإيرانية-

كوثر العزاوي:

السَّلام عليك يابقيةَ الله الحاضِر في مهَج القلوب رغم الغيبة، السلام على الشعلة المتوهّجة في مقل العيون، السلام على نور الله الذي لايطفَأ والعدل الذي لاينتهي والسلام الدائم بمجامعهِ.

هكذا فهمت الإنتظار بمرارة سني العمر وحلوِهِ:

– عقلٌ باحث في آفاق الله وآياته عن شخص اسمه “المهدي (عج)”.

– قلبٌ مشغول لم يفتأ يتلظى بنار العشق لذلك المهدي (عج) الذي انتظره عقيدة وإيماناً وحبّا.

– نفسٌ تجاهد للحصول على تزكيةٍ ونقاء من قذارة الدنيا لتليق بمقام مولاها عند اللقاء.

– ذهنٌ كالموج المتلاطم بمختلف الافكار يرنو للهدوء ومغادرة الازدواجية لجعل الظاهر والباطن واحداً إلا في تقية، مصمّماً بعناء لجعل القول موافقاً للفعل خشية مقت الله.

– جوارح تكدح وتعمل للوصول إلى القرب الإلهي، لإستحصال الورع والابتعاد عن مايسخط مولاها، واقفة ما استطاعت عند الشبهات.

وبخلاف ماتقدّم سيكون الكلام مجرّد ادّعاءٍ، ويبقى أنا ومثلي في منأى عن المقام المقدس الذي ننتظر مهما كانت العناوين والمراتب والمقامات!

والآن هلّموا معي أيها المنتظرون لنغمِض أعيننا لبضعِ دقائق ونتخيل العالم بما فيه من ظلم وفوضوية! من أمريكا الى الكيان المؤقت وتكالب الإستكبار على الإسلام، بدءاً بقضية القدس المحتلة واغتصاب اراضيها، الى العراق حيث العناصر التكفيرية وحيتان الفساد ومروّجي الدعايات التسقيطية باستهداف المقدسات وضرب القيم الأخلاقية العليا، الى سوريا واستضعاف أهلها، الى اليمن حيث العبث بأرواح الأبرياء بحربٍ لا تبقي ولا تذر سوى الهدم والجوع والدماء، الى نيجيريا وأفغانستان حيث المسلمين الشيعة يعانون من جميع أنواع التعذيب والاضطهاد والتفجير، ذنبهم أنهم مسلمين موالين، الى العالم أجمع وسياسة التطبيع الخانعة، وفقدان البصيرة وعدم الحياء، وحلول الرذيلة وذهاب الفضيلة وعدم مراعاة الحِجاب وكثرة السفّور والتعرّي وانتشار أفكار الغرب بحجة الثقافة والحرية، وكثرة الجرائم وغياب الوعي وانعدام المروءات وخذلان الحقْ والسكوت عنه، ونصرة الباطل والركون الى الظالم و… إلى غير ذلك من إشاعة المنكر وتراجع المعروف!

ثمّ بعد هنيهة، هلمّوا لنفتح عيوننا ثم نغمضها ثانية وتخيلوا معي، لنحلمَ مستيقظين! بأنّ ذلك الشخص الموعود قد ظهر شاخصاً وقد حلّ بنا ونحن نحفّ به! لنفتح عيوننا لنرى كيف أزهرت الأرض القاحلة عابقة بعطر الجنان، وكلّ الكون ينشد مرحِّباً بالأمل الآتي من وراء السحاب وقد شع نور اليسر من بين ثنايا عتمة العسر، والملك والملكوت يغنّي أغنية العهد الجديد “سلام فرمانده”.

إنّه حلم اليقظة الذي حتماً يتحقق، فلنصبر قليلا ولنشدّ أزرنا ولنتيقَّن أنه آت، وكل آتٍ قريب والى ذلك اليوم ،يحدو بنا الأمل بسِحرِ عصاه الذي يمحو كل صفحاتنا المظلمة، ليهدينا صفحات بيضاء ناصعة ويبث فينا الروح الجديدة فنجد أنفسنا في رحابه رافعين أيدينا مطأطئين هاماتنا هاتفين بصوت الولاء:

السَّلام عليك يابقيةَ الله الحاضِر في مهَج القلوب رغم الغيبة، السلام على الشعلة المتوهّجة في مقل العيون، السلام على نور الله الذي لايطفَأ والعدل الذي لاينتهي والسلام الدائم بمجامعهِ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.