حرب مدن أمريكية صينية نووية محدودة وإنهيارات أنظمة بينها الرياض..!

صحيفة الوفاق الإيرانية-

محمد صادق الحسيني:

بعد فشلهم وإنكساراتهم المتتالية هم وأذنابهم الصغار في المنطقة، يتجه الاميركان لتفجير الوضع الدولي والتضحية بخدامهم الواحد بعد الآخر في سلسلة خطوات ستمثل نوعاً من دفع اثمان للهزيمة بالاقساط..!

وفي هذا السياق أفاد مصدر أمني أوروبي عالي المستوى، خلال تعليق له على التوتر الشديد، الذي يشهده ميدان الصراع الدولي، وكذلك مسرح عمليات الشرق الاوسط “بكامله”.

وأهم ما جاء في كلامه ما يلي:

أولا: الصين والولايات المتحدة

بالنظر الى الازمات العميقة التي تعاني منها الولايات المتحدة، على الصعد كافةً، والتي عجزت حتى الآن عن ايجاد حلول لها، وعبرت عن جانب منها وزيرة الخزانة الاميركية، جانيت ييلين، بتاريخ ٩/٩/٢٠٢١، وذلك في حديث لها مع وكالة بلومبيرغ الاميركية، عندما توقعت ان تنفذ السيولة المالية من وزارتها، خلال اسابيع معدودة، اذا لم يتمكن الكونغرس من رفع سقف الدين الحكومي قريباً.

ثم عادت هذه الوزيرة بالتأكيد على ان فشل الكونغرس في رفع سقف الدين الحكومي بالسرعة المطلوبة سوف يؤدي الى دخول الاقتصاد الاميركي في فترة ركود عميقة مما سيؤثر سلباً على اقتصاد العالم.

جاءت تصريحات الوزيرة الأميركية في حديث اجرته معها محطة CNBC الاميركية وبثته بتاريخ ٥/١٠/٢٠٢١.

أقول (المصدر) ان الولايات المتحدة قد قررت تصدير ازماتها الى الخارج، وذلك من خلال افتعال مواجهة عسكرية مع جمهورية الصين الشعبية، بحجة مواصلة “الاعتداءات” الصينية على جزيرة تايوان.

وبموجب هذا القرار فإن الولايات المتحدة سوف تقوم بقصف مدن صينية محددة بقنابل نووية تكتيكية، من طراز B 61 / 12، وهي احدث نوع من هذه القنابل النووية التكتيكية والتي انجزت التجارب عليها في شهر ٦/٢٠٢٠ وأدخلت للخدمة اثر ذلك.

علماً ان هذه القنابل النووية تطلق من جميع الطائرات الحربية، العاملة في سلاح الجو الاميركي، بدءاً بمقاتلات F 16، مروراً بمقاتلات الشبح F 22 وطائرات F 18، وصولاً الى القاذفات الاستراتيجيه جميعها.

وتابع المصدر قائلاً بأن هذه المواجهة النووية سوف تحدث قبل نهاية هذا العام، والتي تتوهم واشنطن بأنها ستستعيد من خلالها هيمنتها على العالم، وعبر توجيه هذه الضربة الكبيرة للصين، التي ستؤدي، حسب تقدير من اتخذ القرار في واشنطن الى تدمير الاقتصاد الصيني.

ثانياً: الوضع في السعودية

اكد المصدر، في معرض حديثه عن الوضع الداخلي والاقليمي والدولي للسعودية، على الحقائق التالية:

أ: ان الوضع الداخلي يشهد ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة جداً، هي اقرب الى التناقضات التي لا يمكن حلها، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد انهياراً اقتصادياً واسع النطاق، دفع بفئات عريضة من المواطنين الى حالة الفقر الشديد.

ب: كما ان العائلة المالكة تشهد صراعات، لم يسبق لها مثيل، بين اجنحة العائلة، وأن ما يشاع عن الاستقرار في السعودية هو محض دعايات كاذبة سوف تنكشف حقيقتها في وقت ليس بالبعيد، خاصة وأن دائرة التصدع في اوساط آل سعود آخذة في الاتساع وليس العكس كما يدعي الاعلام الحكومي.

ج: يضاف الى ذلك ان الحرس الوطني السعودي والجيش السعودي يشهدان حالة من الغليان الشديد، في ظل الهزائم التي تلحق بالسعودية في اليمن وفي السعودية نفسها، وهم يعتبرون ان بن سلمان قد ادخل السعودية في محرقة كانت في غنى عنها يقيناً.

د: واختتم المصدر كلامه عن السعودية بالقول: ان الانفجار الكبير سيحصل في السعودية قبل نهاية هذا العام وان الاوضاع هناك سوف تنقلب رأساً على عقب وستتم الاطاحة بولي العهد السعودي الحالي قطعاً. وربما سيقتل.

هـ: ويضيف المصدر بأن الوضع الاقليمي للسعودية ليس بأفضل من وضعها الداخلي. فهي تسجل الهزيمة بعد الاخرى في كل من سورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين، بينما تسجل ايران وحلفاؤها في المنطقة انتصارات متتالية، لا تقوى السعودية لا على استيعابها ولا على مواجهتها، مما اوصلها الى مأزق استراتيجي لن يجد حلاً الا بسقوط النظام السعودي وبناء نظام سياسي جديد، يعتمد سياسة داخلية واقليمية ودولية علمية ومدروسة وتقوم على مبادئ سياسية ثابتة وليس على مزاج شخص لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالاقتصاد.

ثالثاً: الحرب السعودية/ الاماراتية على اليمن

وفي معرض حديث المصدر، المشار اليه اعلاه، على الحرب السعودية الاماراتية على اليمن أكد المصدر على النقاط التالية:

أ: معركة مأرب سوف تحسم نتائج الحرب على اليمن، وبشكل نهائي، لصالح انصار الله والجيش اليمني.

ب: موازين القوى الاستراتيجي (اي على مستوى كامل مسرح العمليات سواء. في اليمن جنوبا وشمالاً او في عمق الاراضي الخاضعة لحكم آل سعود، يميل بشكل كبير لصالح الطرف اليمني).

ج: الهزيمة السعودية مؤكدة تماماً في العدوان على اليمن، وما على الطرف اليمني الا مواصلة عملياته الهجومية، وذلك لأن الطرف السعودي يعيش اصعب فترات الحرب على الاطلاق.

د: وصول انصار الله والجيش اليمني الى مرحلة رفض كل ما كان يعرض عليهم سابقاً، من مقترحات لوقف اطلاق النار، هو دليل على مستوى القوة التي وصل اليها الشعب اليمني، وإلى ان القوات المسلحة اليمنية هي التي تمسك بزمام المبادرة، في كامل مسرح العمليات في الجزيرة العربية.

لذلك فإن النصر سيكون حليف هذه القوات، الامر الذي يتطلب حتماً وقطعاً مواصلة الهجوم، وعلى كل الجبهات، لتأمين النصر النهائي الخالص. اذ ان ما تعلمناه من تاريخ الثورات في العالم يؤكد، بشكل علمي وقطعي، ان اي توقف للهجوم يعني الدخول في مساومات لن تسفر الا عن هزيمة لقوى الثورة ولأسباب عديدة.

اذن: على الجيش اليمني وقوات انصار الله ان يبتعدوا حتى عن التفكير بالمساومة على الهجوم الشامل، الذي تقوم به قواتهم، وذلك لان اي ثمن سيعرض عليهم مقابل ذلك سيبقى اقل من اهمية النصر الاستراتيجي النهائي الذي سيتحقق قريباً، حسب ما تشير اليه وقائع الميدان.

رابعاً: الموقف المصري من الوضع السعودي/ الاماراتي العام

وفي معرض حديثه عن الموقف المصري، من الاوضاع والازمات التي تعاني منها السعودية على وجه الخصوص وحلفاء اميركا في المنطقة عموماً، فقد افاد المصدر بما يلي:

أ: قدَّم وزير المخابرات المصري، قبل ايام قليلة، اقتراحاً شفوياً للرئيس المصري قال فيه: “اعتقد يا سيادة الرئيس انه ومن باب الانتهازية السياسية يمكن ان نقدم مبادرة نحاول من خلالها مساعدة السعودية على ايجاد مخرج لوقف الحرب في اليمن والخروج من هذا المأزق الخطير… هناك”.

ب: كان رد السيسي: “لا دخل لنا بهذا الموضوع ودعهم يبحثون عن مخرج بأنفسهم”.

ج: فرد عليه وزير المخابرات بالقول: “ولكن الامارات تعاني ايضاً من هذا المأزق وحضرتك تعرف علاقة مصر معها (الامارات)”.

د: رد السيسي بالقول: “ما هم تحزَّموا (اعتمدوا على) اسرائيل… خلي اسرائيل تساعدهم وتخرجهم من المأزق”.

وأردف المصدر قائلاً: ان هذا يدل على ان مصر قد ابتعدت فعلياً عن السعودية ودول الخليج الفارسي على الرغم من المواقف المعلنة من الطرفين، في ما يخص العلاقات بينهما.

خامساً: وتابع المصدر قائلاً:

أ: ان وزير المخابرات المصري قد قام بزيارة سرية الى موسكو، بعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لها، والتقى مدير الامن القومي الروسي خلال الزيارة.

ب: دار البحث خلال اللقاء حول الوضع في السودان وتوجهات روسيا في ما يتعلق بعلاقاتها مع كل من السودان ومصر بشكل خاص.

ج: وقد ابدى الجانب الروسي اهتماماً خاصاً باقامة قاعدة عسكرية روسية في احد الموانئ السودانية وكذلك الامر في مصر.

د: بعد اجراء المشاورات مع الرئيس السيسي تم ابلاغ الطرف الروسي بأن لا مانع لدى مصر من اقامة قاعدة بحرية روسيه في اي ميناء بحري مصري.

هـ: وعليه، يؤكد المصدر، فإننا سنرى المئات من المستشارين والخبراء، الروس والصينيين، ينتشرون في السودان ومصر خلال اسابيع قليلة.

سادساً: واستطرد المصدر قائلاً بأن هناك تحولات أخرى، سوف تشهدها منطقة “الشرق الاوسط” قريباً، وخاصة في موضوع العلاقات الايرانية المصرية، وهو ما يتضح من خلال ما يلي:

أ: توسع الاتصالات المصرية الايرانية، من خلال لقاءات متكررة بين الاجهزة والجهات الحكومية المتخصصة، الدبلوماسية منها والأمنية.

ب: امتلاكنا (المصدر) لمعلومات دقيقة حول ابلاغ واشنطن للقاهرة عدم ممانعتها في ذلك، شرط ان تكون هذه الاتصالات بعيدةً عن الاوضاع ولا تثير حساسيات لدى آخرين.

ج: وجود معلومات مؤكدة لدينا بان صانع القرار في مصر قد بدأ باختراق الشرنقة وهو مستمر في محاولاته لفتح آفاق جديدة مع ايران، انطلاقاً من قراءةٍ واقعية للمشهد الاقليمي، الذي يشهد تراجعاً استراتيجياً للولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة.

سابعاً: روسيا طلبت من سورية تأجيل الهجوم على ادلب للتركيز على شمال شرق سورية وتحريره أولاً. وهو ما يتوقع ان يتم قبل نهاية العام ايضاً.

ثامناً: الامور في تركيا تتجه نحو مزيد من التخبط والتأزم الداخلي، والليرة التركية الى مزيد من الخسران وأيام اردوغان باتت في غاية الصعوبة.

وثمة حديث متزايد انه سيقدم قرباناً لخسارة الغرب في حربه الكونية ضدنا وغالباً انه لن يبقى حتى انتخابات ٢٠٢٣ الرئاسية. والله غالب على امره، بعدنا طيبين قولوا الله.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.