خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثانية والأربعون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-

سئل (روبرت فورد: السفير الأمريكي في سورية): الموجِّه السياسي، والقائد التنظيمي، لمعظم المعارضات السورية: (متى سيرحل الرئيس الأسد ؟): فرفع يديه، عالياً، إلى السماء، وقال: (الله أعلم !! متى سيرحل هذا الرجل ؟؟ ربما هو لن يرحل أبداً).

-2-

( الاعتداء الجوي الإسرائيلي، على وحدة البحوث العلمية)

ما من شك، أنه يشكّل انتهاكاً للأجواء وللأرض السورية، وهو يشكّل اختراقاً أمنياً وعسكرياً، للساحة السورية… ولكن الأمور لا تؤخذ ارتجالاً، ولا انفعالاً، ولا بالقول التقليدي الممجوج، بأننا (نحتفظ بحق الرد !!!).. والردّ، لا يكون آنياً، ولا فورياً، ولا حتى بقرار سوري، فقط، بل لا بدّ، من أن تجري دراسته، بين مختلف أطراف منظومة المقاومة، والقيام بتقدير موقف عسكري استراتيجي، لاتخاذ قرار بالردّ، أو بعدمه.. ولتحديد نوعية الردّ، وحجم الردّ، والاستعداد لتداعيات الردّ… وهناك احتمالان، لنجاح إسرائيل في تحقيق هذا الاختراق: إمّا أنّ (الفضل!!!) فيه، يعود للعصابات الإرهابية، التي دمّرت، عدداً من رادارات كتائب الدفاع الجوي، وعدداً من عربات القيادة.. لأنّ وحدات الدفاع الجوي، كالسلسلة المتكاملة، يؤثّر فقدان أيّ حلقة منها، في سلامة عمل السلسلة وجاهزيتها، إلى أن يجري تعويضها واستبدالها…. والاحتمال الثاني: قد يكون شبيهاً، بما جرى قبل حرب (تشرين/أكتوبر: عام “١٩٧٣”) عندما قامت إسرائيل، قبل ذلك، بشهر، بقصف مقرات عسكرية، داخل دمشق وحولها، وأسقطت (٩) طائرات سورية، حينئذ، دون أن تستخدم سورية، منظومة الدفاع الجوي (سام “٦”) التي كانت قد تسلّحت بها، منذ أشهر قليلة، لكي لا تكشف، للعدو، أنّها تمتلك مثل تلك المنظومة، ولكي تدّخرها وتحتفظ بها وتبقيها سراً، من أجل مفاجأة العدو، بها، في الحرب القادمة التي كانت تستعد لها (حرب تشرين) وهذا ما حصل، حيث فوجئت إسرائيل بها، وتساقطت أسراب طائراتها كالعصافير……. وهدف إسرائيل الأول، من هذا الاعتداء، هو جسّ النبض السوري، خاصة، وجسّ نبض كامل منظومة المقاومة، عامة، وقياس حجم ردّة الفعل، واختبار فعالية الدفاع الجوي السوري الراهنة… ومع ذلك، فإنه لا يصح التهوين من هذا الخرق، كما لا يصح التهويل به، لأن أثره العسكري والاستراتيجي، على موازين القوى، محدود، وإن كان أثره النفسي والإعلامي والمعنوي، واسع… ومع ذلك، فهذا العدوان، لا يشكّل أكثر من مناوشة، في إطار الحرب الكبرى التي تخوضها سورية، تشكّل – أي هذه المناوشة، مع إسرائيل – عملية استكمال إسرائيلية، لما تقوم به العصابات الإرهابية، ضد الشعب السوري وضد الجيش السوري.

-3-
(الرئيس بشار الأسد، منفصل عن الواقع!!!!)

مقولة، تردّدت آلاف المرات، عبر العامين الماضيين… وردّدها، جميع المنفصلين عن الواقع في هذا العالم، وجميع الغائبين عن رؤية الحقائق، وجميع الغارقين في أوهامهم ورغباتهم وتمنياتهم، وجميع المرتهنين والمراهنين والمأجورين والمباعين، وجميع الغاطسين في وحل العار والشنّار، الذين باعوا أنفسهم، بثلاثين من الفضة، وفرّوا إلى خارج البلاد، وانخرطوا في تجمعات وتكتلات وائتلافات ومجالس، جعلت من نفسها (حمار طروادة) لجميع أعداء سورية، في هذا العالم… واكتمل (النقل بالزعرور) عندما سلّم هؤلاء، قيادهم وإدارتهم وتوجيههم وتحريكهم، لمختلف الرموز الاستعمارية، القديمة والحديثة، في هذا العالم……. وجميع هذه الجهات، على اختلاف مشاربها، اتّهمت الرئيس (بشّار الأسد) بأنه منفصل عن الواقع) !!!!!!!!… حسناً.. لقد أظهرت الأيام والشهور الماضية، مَن هو المنفصل عن الواقع؟ الرئيس الأسد، أم. أنتم جميعاً (قَشّة لَفّة) ؟؟ وسَتُظْهِر وتُثْبِت وتبرهن، الأيام والشهور القادمة، أنّ (الرئيس الأسد) وخلافاً لكم جميعاً، هو الوحيد الذي رأى الواقع، من جميع جوانبه، وهو الوحيد الذي رأى المستقبل، بعين النسر، وبعين الأسد (موتوا بغيظكم!!!).

-4-
بعد أن استولى (اثنان) من الصنائع (الثلاثة) للاستعمار البريطاني القديم، على مرتكزات هامة جداً، في الوطن العربي: حيث استولت (الصهيونية) على (فلسطين) عام (١٩٤٨)، بما فيها (القدس).. وكانت الصنيعة البريطانية الأولى، التي هي (الوهّابية) قد استولت على (الجزيرة العربية) بما فيها الحرمين الشريفين (مكة، والمدينة المنورة) عام (١٩٢٤).. صار مطلوباً، استكمال (السيبة) الثالثة، التي أُنْشِئت (عام 1928) وهي (الإخوان المسلمون) عبر تسليمهم، السلطة، في البلدان العربية، في بدايات هذا القرن…. ولكن هذا المشروع، تعثّر في مرحلته الثالثة، هذه، منذ بداية الطريق لتحقيقه… ويعود الفضل الأكبر، في تعثر هذا المشروع الاستعماري-الصهيو-أميركي، الجديد، وفي وضعه على طريق الفشل، إلى الثلاثي الذهبي السوري (الشعب العربي السوري – الجيش العربي السوري – الرئيس العربي السوري: بشّار الأسد).. ولكن بأثمان باهظة جداً جداً جداً، دفعها ويدفعها وسيدفعها السوريون، من أرواحهم ومقدّراتهم وممتلكاتهم… وهذا هو قدر السوريين، أن يقدّموا أرواحهم، دفاعاً عن أمتهم العربية، قبل أن يكون دفاعاً، عن أنفسهم، وذلك لقناعتهم المطلقة، أنّ ثمن الهزيمة، في هذه الحرب الضروس، سوف يكون أكبر بمئات المرات، من ثمن النصر – مهما كانت التضحيات- وهذا ما لم يكتف القائد العربي العملاق (بشار الأسد) بقوله، منذ بداية العدوان الدولي الضروس على سورية، بل طبّقه ونفّذه، على أرض الواقع، قولاً وفعلاً، الأمر الذي أدّى إلى إجهاض المخطط الخبيث، بالسيطرة على كامل المنطقة، عبر أدواتهم (الإخونجية)، ومنع وضع المنطقة، على طريق التفتيت والتقسيم والحروب الأهلية المتواصلة، لعقود من الزمن، تؤدي إلى إخراج العرب، كلياً، من التاريخ، إن لم يكن من الوجود.

-5-
[ فَعَلَاَمَ يُوغِلُ في الحماسِة، رَاقِصٌ              بِأَشَدَّ مما ينفخ الزّمَّارُ ]

·       كيف يمكن التوفيق والتوافق بين مَن يعتبر الأمريكان، ملاذاً ومُنْقِذاً وصَديقاً وحَليفاً.. وبين مَن يعتبر الأمريكان، هم السبب الأكبر لمصائب هذا الكون، من خلال سلسلة الحروب العدوانية التي شنّوها على عشرات دول العالم، ومن خلال عمليات الهيمنة والاستغلال الجائر لثروات الشعوب الأخرى ومقدّراتها وإمكاناتها؟؟!!.

كيف يمكن التوفيق والتوافق، بين مَن يرى الأمريكان وحلفاءَهم (أتباعهم) الأوربيين، مصدرَ الخير والأمل والعدالة والحرية والدعم.. وبين مَن يراهم، مصدر الشر والألم والظلم والاستهداف والاستعباد؟؟؟!!!.

إنّ الفرز، يبدأ من هنا.. مَن هو مع الأمريكان وحلفائهم.. لا يمكن أن يكون مع شعبه، بل سوف يكون – موضوعياً أو عمداً – في خانة الأمريكان ومسخَّراً لخدمتهم، على حساب شعبه ووطنه، وسيكون شعبُه ووطنه، أداةً يجري استخدامها لخدمة الأمريكان، مقابل بعض الفتات والمكاسب.

·       مَن يراهن على الاستعمار الجديد (أمريكا) وعلى الاستعمار القديم-الجديد (فرنسا – بريطانيا) وباقي الدول الأوربية الأخرى… ومَن ينتظر ترياق الحرية وعسل الديمقراطية والكرامة والعدالة، من دولٍ بَنَتْ قوتها وسطوتها وثروتها، على استعمار الآخرين ونهب ثرواتهم والهيمنة على مقدّراتهم.. وفوق ذلك كله، قيام تلك الدول باغتصاب (فلسطين) وبتسليمها لـ (يهود العالَم) وتحويلها إلى دولة جديدة غاصبة عنصرية استيطانية نووية اسمها (إسرائيل).. ولم تكتفِ تلك الدول الغربية (المتحضّرة!!!) بذلك، بل دعمت ولا زالت تدعم هذه الـ (إسرائيل) ذات الـ (6) ملايين يهودي، لكي تنشر سطوتها وسلطتها على (350) مليون عربي، وعلى أن تجعلهم أقناناً تابِعين لها، وعلى تجريم كل عربي يقف في مواجهة ذلك، أو يفكّر في مقاومة ذلك.

أقول: مَن يراهنون على هذه الدول، لتحصيل الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة، لا يمكن أن يكونوا إلاّ تابعين، عملاء، أذلاّء، ذيولاً لأعداء الوطن والأمّة العربية، المفترض أنّهم ينتمون إليهما!!!.. لا بل يجعلون من أنفسهم، مارقين خائنين، يبيعون الوطن والأمة، ثم يوغلون في الادّعاء بأنّهم ينشدون الحرية والديمقراطية، للوطن والأمة.. مع أنّهم قاموا بكل ما يستطيعون، لجلب دُبّ الأعداء، إلى كَرْم الأمّة، بل إلى قلب الأمة والوطن، وتسليم الوطن لهؤلاء الأعداء، مقابل مساعدتهم في الوصول إلى سلطة مأجورة، وعبر تعبيد الطريق إليها، بالدم والنار والذلّ والعار!!!.. ومهما تذاكى هؤلاء وتفاخروا، أو تَمَسْكنوا وتَدَرْوشوا، أو هدّدوا وتوعّدوا، فإنهم مجرمون في حق الوطن والأمة، وستلاحقهم اللَّعنَات، هم وفروعهم وأصولهم على مرّ التاريخ.

·       كل (مؤتمر) يُعقد في الخارج، لبحث مصير الوطن، لن يكون بعيداً عمّا يريده ذلك الخارج – شاء أصحابه أم أبوا – مهما بدت المسافة بعيدة بينهما.. ولولا ذلك لَمَا سمحت لهم أيّ دولة في العالَم، بانعقاده في ربوعها.. والمكان الوحيد الذي يتقرّر فيه مصير الوطن – بشكل وطني محض – هو داخل الوطن.. وأمّا ما يأتي من الخارج، فسيحمل، حتماً، بصمات هذا الخارج، مهما جرى تغليفه ببضاعة وطنية.

·       عندما يقول (سي لَخْضَرْ) أنّ شرعية الأسد لا يمكن إصلاحها.. يحكم على نفسه بالفشل، ويساهم، هو شخصياً، في إفشال مهمّته.. تصوّر هذا الوسيط الذي يصرّح تصريحاً مسموماً كهذا، مع أنّ ألف باء مهمّة أيّ وسيط، يَنْشُدُ النجاح، هي ألاّ يحوّل نفسه إلى طرف.. وهذا الإبراهيمي، لم يكتفِ بجعل نفسه طرفاً منحازاً، عندما يتحدّث عن أمر ليس من اختصاصه، بل هو من اختصاص الشعب السوري فقط، الآن ومستقبلاً.. وهو عندما يغمز من مشروعية الرئيس الأسد، فإنّما يقصد (شرعنة) العصابات الإرهابية المسلّحة، وزمر المرتزقة الظلامية التكفيرية، وَلُمَامات المجالس والائتلافات الاستعمارية المفبركة، ومحاولة إسباغ الشرعية عليها… كما أنه (نأى) بنفسه، عن ذكر خيط واحد من خيوط الحقيقة التي يعرفها كاملةً، ولم يجرؤ على ذكر الأسباب المعروفة للجميع التي تؤدّي إلى (تداعي الوضع السوري) كما قال، والمتمثّلة بقيام أصدقاء إسرائيل وأعداء سورية (الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء سورية) بالاحتضان والدعم التسليحي والمالي واللوجستي لعشرات آلاف الإرهابيين، وخاصةً تركيا، وقطر، والسعودية.. ولم ينبث هذا الوسيط (النزيه جداً!!!!!) ببنت شفة، عن أنّ ما يوقف (التداعي والانهيار) المصرّ عليه، هو توقّف هؤلاء عن حروبهم العدوانية على سورية.

أمّا تلك (العاهة): (سعود الهزّاز عبد الناتو) فيرى بأنّ ما يحدث في سورية (عارٌ على الأمّة العربية).. وفعلاً ما يحدث في سورية، هو عارٌ على الأمة العربية.. ولكن ما يقصده ذلك (العاهة) هو أنه على الأمة العربية، أن تقوم بـ(غزو سورية) وإسقاط الحكم بالقوّة، وبتسليمه إلى عملاء إسرائيل، من أجل أن يشعر هذا الهزّاز بأنه قد نظّف نفسه من العار المحيط به!!!.. ثم ألا يعرف هذا (العاهة) أنّ عشرات ملايين العرب، يتساءلون عن سرّ التناقض الفاضح في الموقف السعودي، بين دفاعهم المستميت عن (حسني مبارك) واستجدائهم (أوباما) للإبقاء عليه في السلطة، وعَرْضِهم المليارات لإخراجه من السجن.. وبين ادّعائِهم أنّهم مناصرو (الثورات الجديدة!!!)…. ويتساءلون أيضاً، عن سرّ التناقض بين رعايتهم واحتضانهم لـ(زين العابدين بن علي) وبين ادّعائِهم أنّهم مع السلطة الجديدة في تونس؟؟ إنّ هذا النفاق والرياء، لم يعد ينطلي على أحد… وهل يجهل هذا (العاهة الهزّاز) أنّ عشرات الملايين من العرب، يحمّلون العائلة الحاكمة السعودية، ومشيخة قطر (الصهيو-أمريكية) مسؤولية الأزمات الدموية القائمة في مصر والعراق وتونس واليمن وليبيا وسورية، عبر تلهّف هاتين المحميّتين – السعودية وقطر – للاستماتة والتكالب على تقديم أوراق اعتمادهما للأمريكان من أجل إبقائهم في مواقعهم، والحفاظ على عروشهم، وعدم استبدالهم بغيرهم؟؟!!.. ويحمّلونهم – بشكل خاص – مسؤولية قيام (ليبيا) و(تونس) بتصدير قطعان الإرهابيين، وترسانات السلاح، إلى مختلف أنحاء الوطن العربي.. ولو كان هذا (الهزّاز) يمتلك ذرّة واحدة من الصدق، لكان عليه أن يتراجع عن خطيئته بتزويد الإرهابيين والمرتزقة، بالسلاح والمال والمقدّرات، بغرض تحطيم سورية والهيمنة عليها، ولكان عليه أن يعترف بأنّ ما قام به هو، و(ناطور جامعة حمد) و(حمد بن نعجة عبد التلمود) هو فعلاً عارٌ على الأمة العربية، وبأنّ الشرف والأمانة (المفتقدتين لدى هؤلاء) تقتضي، كحدّ أدنى، أن يكون حِسابُهم – على الأقّل – هو الإعفاء من مواقعهم، تكفيراً عن جرائمهم، وتَرْك تلك المواقع، لأشخاص آخرين يرمّمون ما خرّبه، هؤلاء وأسيادهم، في سورية، وفي هذا الشرق، وعلى امتداد الأمة العربية.

-6-
أحد (إعلاميّي المارينز) من (مثقفي الناتو) وصاحب مركز بحوث مموّل، أمريكياً وألمانياً، يحرص على الظهور الدائم، بمظهر الغيور على فلسطين والأمّة العربية!!!! كتب يقول:

[ العالَم الذي وقف متفرجاً على الأزمة السورية، طوال سنتين على اندلاعها، يقرّر اليوم، تَرْكَ السوريين وشأنهم.. إن هم أرادوا تدمير بلدهم وجعله أثراً بعد عين، فهذا شأنهم.. وإن هم أرادوا الجنوح لخيار الحل السياسي، فلا بأس أيضاً، ولكن بشرطين اثنين: أن لا تتحوّل سوريا إلى ملاذ آمن وقاعدة انطلاق للإرهاب من جهة.. وأن لا يبقى الأسد على رأس نظامه (الذي بات بقاؤه مطلوباً – أي النظام – أكثر من أيّ وقت مضى) من جهة ثانية ]

إنّنا نرثي لحال وحالة هذا الإعلامي المتثاقف الباحث، الذي يتناقض مع نفسه، ليس بين مقال ومقال، بل في المقال نفسه، وعبر مئات المقالات.. وعندما يقول بأنّ العالَم وقف متفرجاً على الأزمة السورية، طوال سنتين، فهو لا يجهل أنّ (العالَم) أو (المجتمع الدولي) كما يسمّونه (الذي هو بالنسبة إليه ولأمثاله من بيادق المارينز ومثقفي الناتو، هو المحور الأطلسي وأذنابه حصراً) انخرط بكل ما يملك من قوّة في مختلف أنواع الحروب السياسية والدبلوماسية والمالية والاقتصادية والإعلامية والتكنولوجية والتسليحية والمعلوماتية والأمنيّة، على سورية… وهو يدرك – بحكم ارتباطه ببيوتات التمويل الغربية ومَن وراءها – بأنّ هذا (العالَم) الذي يتحدّث عنه، لم يبخل بأيّ شيء يمكن تقديمه لعشرات آلاف الإرهابيين والمرتزقة، الذين استوردهم من مختلف بقاع الأرض، من أجل إسقاط الدولة الوطنية السورية، وأنّ الشيء الوحيد الذي لم يقدّمه هذا (العالَم) لهؤلاء، هو التدخّل العسكري التقليدي، على طريقة ما جرى في ليبيا.. وهذا التدخل، لم يحصل ليس لِكَرَم أخلاقهم، بل لأنّهم يعرفون أنّ حجم خسائر تدخّلهم العسكري، سوف يكون أكبر بكثير من مردوده عليهم، ولذلك امتنعوا عنه.. وهو لم يترك، يوماً – أي ذلك العالَم – ولن يترك السوريين وشأنهم، ولكنه فشل في كل ما قام به لإسقاط الدولة السورية، فَسَلَك طريقاً آخر، هو طريق الدبلوماسية والحوار مع الروس، لعلّه يحظى ببعض ما فشل في الحصول عليه سابقاً.

وعندما يقول (مرتزق البلاك ووتر) الإعلامي والثقافي المذكور، بأنّ للعالَم شرطين هما: أن لا تتحوّل سورية إلى قاعدة انطلاق للإرهاب.. وأن لا يبقى الأسد على رأس نظامه.. فهذان (الشرطان) على مَن سيجري فرضهما (أيّها الفهلوي)؟.. لقد فات الأوان، وتحوّلت سورية بفضل ذلك (العالَم) إلى ثكنة للإرهابيين والمرتزقة والظلاميين والتكفيريين والإلغائيين (فَأَيْدِيْهم أَوْكَتَا، وَفُوهُمْ نَفَخْ)  ويحصدون وسيحصدون الثمار المسمومة التي زرعَوها.

أمّا (أن لا يبقى الأسد على رأس نظامه) فلم يوفّروا سبيلاً إلاّ وسلكوه لتحقيق ذلك، عبر عامين كاملين.. وفشلوا فشلاً ذريعاً، لأنّ علاقة الرئيس الأسد بشعبه وجيشه، علاقة (سْيَامِيّة) لا يمكن فَصْلُها، وقد أثبت الصمود المذهل أمام الحرب الكونية العدوانية على سورية، صحّة وسلامة تلك العلاقة.. فهل ما فشلوا فيه، رغم استخدامهم لمختلف الطاقات الخشنة المتوافرة لهم، يستطيعون أن يحوّلوه إلى شرط؟ وشَرْط على مَنْ؟.. إنّ عملية تراجعهم الفعلي، عن مسألة (إسقاط الأسد) ليست ناتجة عن نقص في (الرغبة) لديهم بذلك، فالرغبة جامحة، ولا تقلّ عن رغبتكم ورغبة مشغّليكم وأسيادكم بذلك، وإنما لِنَقْصٍ في (القدرة) على ذلك، وفَشَلِهم على أرض الميدان.

إنّ أسيادكم في المحور الصهيو-أمريكي، يضحكون عليكم – أيّها الأعراب الأذناب – لأنّهم ينزلون عن الشجرة شيئاً فشيئاً، ولا يريدون أن ترتطم رؤوسهم بالأرض، ولكن لا مانع لديهم، أن يكون الأعراب الأذناب الذين شكّلوا رأس الحربة المسمومة ضد الدولة السورية، هم الضحيّة التي لا بدّ من تقديمها، لكي يبرّؤوا ذمّتهم أمام الشعب السوري وقيادته.. وحتى عندما يستمرّون في الضحك عليكم والسخرية منكم، عبر القول لكم، بأنّ الفترة الانتقالية ستكون، بدون الأسد، وأنه لن يكون رئيساً مرّةً أخرى، فإنّهم – بذلك – يورّطونكم أكثر فأكثر، من أجل الإمعان في أخطائكم ومن أجل أن تكونوا أنّتم الثمن الذي لا بدّ من دفعه، عندما سيعترفون، قريباً وليس بعيداً، أنّهم هُزِموا في سورية، كما هُزِموا في فيتنام.

-7-
الكبير (خالد العبّود)

تعجز كلّ الكلمات عن إيفائك، بعض حقّك، وأنا أشاهدك على التلفزيون، في اليوم الثاني الذي استشهد فيه، شقيقك الثاني، على يد فرق الموت الإرهابية الظلامية التكفيرية، عقاباً لك، على مواقفك الرائعة ووقفاتك البطولية الخارقة، في الدفاع المستميت عن حق وطنك، في الحياة الحرّة الكريمة… والأمر الوحيد الذي يمكن أن ينطبق عليك، الآن، هو موقف سيد المقاومة (حسن نصر الله) عندما استشهد ولده، فأكمل كلامه، رغم هول المصاب، وجدانياً، وها أنت أيّها الكبير (خالد العبود) تقف الموقف ذاته، وأنت تفقد شقيقين غاليين، في سبيل الوطن والأمة والحق والعدل والحاضر والمستقبل المنشود.. كنت كبيراً، يا أستاذ (خالد) والآن، صرت عظيماً وَعَلَماً، رغم أنف جميع أعداء الوطن والأمة.

ملاحظة: ألم تُلاَحِظوا، في ما سمّي (مؤتمر الكويت للمانحين، لدعم الوضع الإنساني في سورية) كيف أنّ (مستحاثّات) الأعراب و(رخويّاتهم) و(زواحفهم) في محاولة فاشلة، لكي يَسْتُروا خِزْيَهم وعَارَهُم، في دعم العصابات الإرهابية الظلامية، وشراذم المرتزقة الدموية، في عدوانها الدموي على الشعب السوري والجيش السوري، تنفيذاً لإملاءات الصهيو-أمريكية… ألم تُلاَحِظوا كيف كانوا يتسابقون في إعطاء دروس لسورية، حول كيفية تعامل الدولة مع الشعب!!!.. وحبّذا لو أنّ هؤلاء تفرّغوا، لتعليم أنفسهم، قراءة الأبجدية العربية أولاً، وَلِتَعَلُّم كيفية الانتقال من حالة (العشيرة) و(القبيلة) التي ترسف فيها مجتمعاتهم، منذ القديم حتى الآن، إلى حالة اجتماعية تضع أقدامهم على طريق تكوين (شعب) وليس عوائل وعشائر وقبائل.

تعليق 1
  1. مروان سوداح يقول

    تحليل عميق للسفير السوري في الاردن الدكتور بهجت سليمان الذي يتابع الاحداث بدقة عالية ويعلق عليها موضوعيا..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.