خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الخامسة والأربعون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

[ ولا تَسْنِدَنَّ الحقَّ، بالقول وَحْدَهُ         فإنّ عمادَ الحقّ، ما أنت فاعل ]

-1-

[ “جون كيري” وزير الخارجية الأميركية، يقول، بأنّ لديه بعض الأفكار الجيدة، حيال ما يمكن أن يعرضه، ليغيّر الرئيس الأسد تفكيره!!!!!! ]

أعمى البصيرة، وحده فقط، هو مَن لا يرى في هذا التصريح، اعترافاً مبطّناً بالهزيمة في سورية، ومحاولة للنزول عن الشجرة، تدريجياً، لكيلا يبدو الأمر وكأنه هزيمة أمريكية، وسوف تكون الأدوات السلجوقية والأعرابية، هي مَن سيدفع، ثمن هزيمة المشروع الصهيو- أمريكي، على أسوار دمشق.. بعد أن فشلت مختلف مراحل مخطط إسقاط الدولة الوطنية السورية، بدءاً، من المحاولة الفاشلة:

(١): لاصطناع (حالة شعبية) تُودِي بالدولة السورية، كما جرى في تونس ومصر.. مروراً بالفشل في القيام:

(٢): بـ (انقلاب عسكري).. إلى الفشل في:

(٣): (قصم ظهر الجيش ودفعه إلى الانحلال الذاتي) عبر دفع المليارات، لمَن جرت تسميتهم بـ: “المنشقين”.. إلى الفشل في:

(٤): (تحويل الدولة إلى دولة فاشلة) عبر الإيعاز للعصابات الإرهابية، بتدمير مختلف مرتكزات البنية التحتية السورية، وتدعيم ذلك بفرض عشرات الحصارات والعقوبات، التي لا سابق لها في التاريخ.. إلى الفشل في إشعال:

(٥): (حرب أهلية طائفية)، إلى الفشل في:

(٦): (القيام بغزو عسكري)، إلى الفشل في تمكين عشرات الآلاف من العصابات الإرهابية والمرتزقة والمجرمين، المسلّحين حتى أسنانهم، من:

(٧): (السيطرة على الدولة).

ومن البديهي، أنّ الدولة الوطنية السورية، كان لابدّ لها أنّ تقدّم تضحيات هائلة، لكي تتمكن من إسقاط ذلك العدوان الدولي، عليها… ومن البديهي أكثر، أنّ الأمريكان، لا يفكرون، بالطريقة الأعرابية الثأرية، بل بالطريقة التي تحقق لهم الانسحاب شيئاً فشيئاً، من هذه الحرب، بعد أن أدركوا استحالة الانتصار فيها، ولذلك، ستسعى واشنطن، بمختلف الوسائل الدبلوماسية، للحصول عل كل ما تستطيع الحصول عليه من مكاسب، حتى وهي في حالة (القتال التراجعي)… والسؤال هو: هل يمكن إلاّ لمعتوه أو لضغائني، أن يتوهم، أنّ ما لم يستطع “العمّ سام” أن يفرضه على سورية، بمختلف أشكال الحروب السبعة المذكورة، أعلاه.. يمكن أن يفرضه على سورية، بالدبلوماسية أو بالتحايل ؟؟؟!!!!.

-2-

[ البيت الداخلي السوري، بين “الأساس” و “الأثاث” ]

لقد أثبتت سورية، أنّ بيتها الداخلي، يمتلك (أساساً) متيناً، وبنياناً فولاذياً صلباً… ولكنها أثبتت، أيضاً، أنّ (أثاث) البيت الداخلي، لم يكن بالدرجة المطلوبة من الجودة، التي تتناسب مع جودة (الأساس) وأنّ الكثير من محتويات البيت الداخلي السوري، التي كانت برّاقة ولمّاعة، ثبت أنّها متعفّنة ومتفسّخة، بل ومسمومة، سرعان ما تهاوت، أو تردّدت، أو “نأت بنفسها!!” عن الالتزام بموجبات الحد الأدنى من الواجب الوطني… وهذا لا يعني مطلقاً، عدم وجود عشرات آلاف، لا بل مئات آلاف الأبطال والنسور والنمور والآساد السوريين، الذين رفعوا رأس سورية عالياً، وفي الطليعة منهم، أبطال الجيش العربي السوري…. ولو كان (أثاث) البيت الداخلي السوري، بمستوى (الأساس) لوفّرت سورية على نفسها، قسماً كبيراً من الخسائر، التي تكبّدتها في حربها الدفاعية المقدسة، ضد الهجمة الاستعمارية الجديدة (الصهيو-أميركية) عليها. وهناك أمران، لا بدّ من إدراكهما، وهما:

)١:( إنّ ما حدث في سورية، كان نتيجة قرار دولي، وأنّ هذه الحرب لن تتوقف على سورية، إلاّ بقرار دولي (وحصراً: أميركي)، وأنّ هذه الحرب، كانت ستحصل، مهما كانت متانة وصلابة ومناعة وحصانة البيت الداخلي السوري، ولكن الخسائر، ستكون حينئذ، أقل مما حدث… وصَمَدَت سورية، أولاً وثانياً وثالثاً، بتضحيات شعبها، وببطولات أبناء جيشها، وبحنكة وصلابة قائدها (الأسد)، ولولا ذلك، لسقطت سورية، ولتصوملت، حتى لو وقف معها، أضعاف مَن وقفوا معها.

)٢:( إنّ سورية الجديدة المتجددة – وبعد أن تستكمل إجهاض الحرب الصهيو- أمريكية وأذنابها، عبر صمودها الأسطوري – سوف تستخلص عشرات الدروس المستفادة من هذه الحرب، في بناء وتحصين الدولة الوطنية السورية الجديدة المتجددة، والتي ستكون قطب الرحى، ليس في الشرق العربي فقط، ولا في الوطن العربي فقط، بل في العالم الجديد القادم.

-3-

[ إذا كُنْتَ مُعارِضاً سورياً، وأَرَدْتَ أن تحصل على أيّ شيء أو أن تفعل أيّ شيء، حرّمه الله.. فما عليك إلّا أن تتّهم ضحيّتك بالتشبيح، وأن “تكبّر” وأنت ترتكب الجرائم!!.. وطبعاً، لا تنسى أن تقول لأقرانك ولمَن يراك ويسمعك، بأنّك تقوم بذلك من أجل حرية الشعب السوري، ودعم “ثورته” ]

* الفارس السوري الحلبي “فارس الشهابي”

·       (سورية المحافظة رقم “35” في إيران)!!.

(السيد حسن نصر الله، قائد فرقة في الجيش السوري)!!.

(إيران هي مَن تحمي سورية)!!.

(روسيا هي التي منعت سقوط سورية)!!.

·       وعشرات التصريحات المشابهة التي يدلي بها، أو يعبّر عنها أو يكتبها، غالِباً، أُنَاسٌ، تدفعهم الحماسة والغيرة إلى المبالغة في التعبير عن مواقفهم الوطنية والأخلاقية.. ولكن هذه التصريحات التي لا تعبّر عن الواقع الحقيقي، تتحوّل إلى مادّة إعلامية للمتاجرة، تتلقّفها (أدوات الناتو الأعرابية) ومختلف وسائل ووسائط (المارينز الإعلامي العربي المتأمرك والمتصهين) ليجعلوا من أيّ تصريح أو تلميح من هذا النوع، حكاية ورواية، أين منها (سيرة بني هلال) أو (المسلسلات المكسيكية) أو المسلسلات التركية السخيفة المدبلجة)؟؟!!.

·       والحقيقة هي أنه لا (سورية المحافظة رقم “35”) ولا (السيد حسن نصر الله، قائد فرقة في الجيش السوري) ولا (إيران هي مَن يحمي سورية) ولا (روسيا هي التي منعت سقوط سورية).. بل سورية هي قلب الشرق، والشرق هو قلب العالَم.. وقائد المقاومة (السيد حسن نصر الله) حليف راسخ لسورية الأسد المقاوِمة والممانِعة، وإيران الثورة حليف لسورية منذ أن طردت السفير الإسرائيلي، وأغلقت السفارة الصهيونية في طهران.. وروسيا صديق لسورية، وموسكو الحالية لا تصادق الضعفاء ولا الإمّعات ولا المهزومين ولا المنهزمين.

·       ولو لم تبرهن سورية، بالفعل قبل القول، أنّها أقوى من أنْ تُهزم، وأكبر من أنْ تركع، وأصلب من أنْ يؤكل لحمها.. ولو لم تُثْبِت سورية (شعباً وجيشاً ورئيساً عملاقاً) أنّها حجر الرحى في هذا العالَم، لَتَخَلّى عنها الأصدقاء قبل الأعداء.. والصمود الأسطوري السوري، أعطى للأصدقاء، حجوماً وأدواراً (إقليمية ودولية) ما كانوا ليحصلوا عليها ويتمتّعوا بها، لولا سورية.. وأعطى للأصدقاء، الفرصة والقدرة للدفاع عن أنفسهم، وقائياً واستباقياً، بما يحقق لهم المناعة والحصانة والقوّة، لمنع المحور الاستعماري – الأطلسي من القيام بالهيمنة عليهم، عبر الهيمنة على العالَم.. ولمنعه من التغلغل إلى قلب الأنسجة الداخلية الوطنية، لشعوب العالَم الأخرى، من أجل تمزيقها وإشعال النار فيها، بغرض السيطرة عليها، شعوباً ودُوَلاً.

·       والصمود السوري الأسطوري، له الفضل الأكبر في مَنْعِ ذلك.. ومن هنا، فإنّ الدعم والمساندة التي يقدّمها الأصدقاء والحلفاء، مهما بلغ حجمها ونوعها، هي بالدرجة الأولى، لدعم شعوب ودول هؤلاء الأصدقاء، في مواجهة الطامعين بهم والمتربّصين لهم، قبل أن تكون دعماً للدولة الوطنية السورية.. ومن البديهي أن يدعم الأصدقاء بعضهم بعضاً، على الحقّ ودفاعاً عن هذا الحقّ، في مواجهة الباطل… وهذا ليس عيباً، بل هو فخر واعتزاز، وإسناد شريف ومشرّف.. وأمّا العار والشنار، والإسناد المخزي والمعيب، فهو انضواء بعض الأعراب والسلاجقة، وباقي الأذناب في المخطط الدولي الصهيو-أمريكي الجديد، لإبقاء وتكريس الهيمنة الاستعمارية على العالَم، مقابل وَعْدٍ لهم ببقائهم في دَسْتِ الحكم، ينهبون البلاد والعباد، ويجعلون من مجتمعاتهم وأنظمتهم، قواعد عسكرية وسياسية وأمنية واقتصادية، لخدمة أصحاب المشروع الصهيو-أمريكي.

·       ولا تكتفي محميّات النفط والغاز وباقي المشيخات والكيانات الوظيفية التابعة، بتقديم جميع الخدمات اللازمة، للمحور الاستعماري الجديد.. بل تتسابق لتزوير حقيقة الصراع القائم في العالَم عامة، وفي المنطقة خاصةً، وتقديمه على أنه صراع بين (المحور السنّي) و(المحور الشيعي)!!.. مع أنّ هؤلاء الذين يقفون ضد سورية الأسد، وضد إيران، وضد حزب الله، هم أنفسهم الذين وقفوا، في الماضي، ضد (جمال عبد الناصر “السنّي”) وهم أنفسهم الذين انضووا بالصف ليقدّموا آيات الولاء لشاه إيران (محمد رضا بهلوي “الشيعي”) لماذا؟ لأنّ (عبد الناصر) كان عدوّ المحور الصهيو-أمريكي، ولأنّ (شاه إيران) كان تابعاً للمحور الصهيو-أمريكي.

·       وسورية الآن، هي البوابّة التي ستفتح الطريق لقيام عالَمٍ جديد، وهي التي سوف تحدّد مصير النظام العالمي الجديد، ومصير الاصطفافات الجديدة، ومصير القطبيّة الدولية الجديدة (وهل تبقى أمريكية أحادية.. أم دولية متعدّدة).. وسورية هي، كذلك الآن، الخندق المتقدّم الأول الذي يدفع بدماء أبنائه، وبمقدّرات شعبه، ثمناً غالياً، لمنع المحور الصهيو-أمريكي، من مصادرة كامل الوطن العربي، ووضعه في خدمة المشروع الصهيوني، عبر الثنائي (الوهّابي – الإخونجي).. وسورية الآن، وفي المستقبل، هي بيضة القبّان والميزان، الذي سيحسم شكل ومضمون الوضع العربي والدولي في العقود القادمة… فهل يمكن لمَن يكون كذلك، أن يكون تابعاً؟؟!!.. إنه قائد وسيبقى قائداً، و(سورية الأسد) – رغم أنف جميع الأعداء – هي القائد الحقيقي الآن، في المنطقة، حتى وهي في ذروة الحرب العدوانية الإرهابية الدولية عليها.. لماذا؟ لأنّها هي التي ستقرّر مصير المنطقة والعالَم، والشكل الذي سوف يكون عليه هذا المصير.. فكيف بالمستقبل القريب واللاحق؟ إنّ سورية سوف تكون قائدة حركة التحرّر العربي، وسوف يكون الأسد بشّار، ناصِراً جديداً.

-4-

[ ثلاثية “الفساد” و”الاستبداد” و”التبعية” ]

هذه الثلاثية، موجودة بدرجات متباينة، في جميع بلدان العالم الثالث، ما عدا عدّة دول، قد لا تزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، وتأتي (سورية) في طليعة هذه البلدان المستقلة، التي تمتلك قرارها الوطني، غير التابع، إلاّ لمصالح وطموحات الشعب العربي السوري، الذي تعبّر عنه وتجسّده، قيادتها الوطنية… و(التبعية) هي بيت القصيد الدائم، في مختلف مخططات الاستعمار (القديم والجديد)، ويخطط لها، ويقودها، ويشرف على تنفيذها، في هذا العصر، المحور الصهيو-أطلسي، وتؤسّس لها وتديرها، وتنفذها، الفئات والقوى الداخلية، التي تستمد مبرّر وجودها، واستمرارها، وقوّتها، من الاحتضان والدعم الخارجي لها.. وعندما تصل الأنظمة التابعة، إلى مرحلة العجز، عن القيام بالدور التابع المناط بها، يلجأ داعموها ومحتضنوها الخارجيون، إلى استبدالها، بأنظمة جديدة، تكون أكثر قدرة على تأمين، ديمومة واستمرار التبعية.. وبمجرد تخلّي الخارج عن الأنظمة التابعة له، تتهاوى تلك الأنظمة، بين عشيّة وضحاها.. هذا هو الفرق بين (الأنظمة الوطنية المستقلة) و(الأنظمة اللا وطنية التابعة)، حيث أنّ الأولى معرّضة، دائماً، لمحاولات متلاحقة، فاشلة، لإسقاطها وتغييرها، وخير مثال على ذلك (كوبا) و(إيران) و(فنزويللا) و(سورية)… وهذا هو جوهر الحرب الكونية (الصهيو-أطلسية) الدائرة، الآن، على الأرض السورية، بواسطة أدوات، مُدارة ومموّلة وموجّهة، من الخارج الاستعماري.. وهم يريدون الانتقال بـ:(سورية) من الموقع الوطني المستقل، إلى الموقع اللا وطني التابع..

وأمّا التذرع، بالوقوف ضد الفساد والاستبداد، فهما موجودان، بدرجات متباينة، في مختلف جهات الأرض الأربع، وإن كانا يشكّلان، الحاضنة والقاعدة، التي يستند عليها، أعداء الشعوب، لانتزاع قرارها المستقل، مع الإشارة إلى أنّ الحديث عن (الفساد) صار شَمّاعةً يستخدمها الأكثر فساداً على وجه الأرض، ويستخدمها المسؤولون عن زرع الفساد ونشره وتعميمه في هذا العالَم.. والفساد لا يمكن الدفاع عنه، ولا يمكن تبريره.. ولكنه موجود منذ وجود الخليقة، والمسألة ليست في وجود الفساد، بقدر ما هي في الموقف من الفساد… وقد أثبتت عشرات الحالات، السابقة والحالية، أنّ الاستعمار الخارجي، وبمجرد نجاحه، في تنفيذ “أجنداته” سواء في تبديل الأنظمة التابعة له، أو في تغيير الأنظمة الوطنية، كما حدث في إيران (مصدّق) في خمسينيات القرن الماضي، وكما حدث في تشيلي (أليندي) في أوائل سبعينيات القرن الماضي، بمجرد نجاحه في ذلك، فإن (الفساد) و(الاستبداد) يتضاعفان، أضعافاً مضاعفة، وليضاف إليهما، الضلع الثالث من الثالوث البغيض، الذي هو (الاستبداد).. هذه هي حصيلة (ثورات الناتو)، ومَن يشكّ في ذلك، أو يعتبر أنّ هذا كان في الماضي، ما عليه، إلاّ أن ينظر، ملياً، في ما يحدث، الآن، في دول (ثورات الناتو) الأربع (تونس- مصر – ليبيا-اليمن(.

-5-

[ عندما، نظرت العجوز الشمطاء في “المرآة”، وشاهدت مدى قباحتها، قالت: قبّح الله صانعي المرايا، فقد بدؤوا، يغشّونها ]

هذا هو حال (سورية) مع نواطير النفط والغاز، ومع باقي أذناب “العمّ سام” في المنطقة. إنّ الدولة الوطنية السورية، هي “المرآة” التي تفضح سقوطهم وخزيهم وتبعيتهم وانخراطهم في خدمة أعداء الشعوب، على حساب حقوق وطموحات الأمة العربية والعالم الإسلامي.. ولذلك، يتكالبون عليها، كلما سنحت لهم الفرصة.

هؤلاء المتهالكون، المتهتّكون، المتفسّخون، المتخلّعون، توهّموا أنّ استئثارهم بثروات النفط وبمداخيله الخرافية، وأنّ امتلاكهم لفضائيات إعلامية دولية، موجّهة أمريكياً، ومنتفخة بالمال وبالتكنولوجيا وبمرتزقة الإعلام (يمكن أن يعيد الشيخ إلى صباه) ويمكن أن يسوّقهم في العالم، وأن يسمح لهم بالادّعاء، أنّهم (أنظمة مواكبة للعصر!!!) لا بل بأنّهم مؤهلون، لاحتضان (الثورات) و(الثوّار) وللظهور بمظهر (المدافعين عن الشعوب)!!!! ونسي هؤلاء، أنّ العالَم، ليس أعمى إلى هذه الدرجة، وأنه يرى ويعرف، بأنّ هذه (المستحاثّات) البشرية والسياسية والاجتماعية، لم تجرؤ، في كل تاريخها، على توجيه سؤال واحد، لمجتمعاتها (لأنّها لم تتحوّل بعد إلى “شعوب”) تسألها فيه، فيما إذا كانت تريدها، في السلطة والحكم، أم لا؟ وهي لا تعرف شيئاً، اسمه (صناديق الاقتراع)!!!!!. ولذلك يحقد هؤلاء، علي أيّ نظام وطني مستقل، غبر تابع، ويناصبونه العداء، لمجرد أنه يجسّد طموحات ومصالح شعبه المشروعة، وليس مطامع ومصالح أعداء الشعوب غير المشروعة، في المحور الصهيو- أطلسي… ومن هنا ينبع حقدهم التاريخي، على الدولة الوطنية السورية، بمرتكزاتها الثلاثة (الشعب، والأرض، والسلطة) التي تمثّل، بالنسبة لهذه المستحاثات المتصابية، (المرآة) التي تكشف عُرْيَهُمْ واهتراءهم وابتذالهم وجهلهم وحقدهم وبدائيتهم.. ولذلك يتكالبون لكسر تلك (المرآة)… وكلما كرّروا المحاولة، تلو الأخرى، يتبين لهم، أنّها مصنوعة من الفولاذ المصقول، الذي لا يمكن كسره، فيزداد حقدهم، ويمعنون في المكابرة، إلى أن تتكسر أياديهم، ويسيرون بأقدامهم إلى الهاوية، وبئس المصير.

-6-

[ )ثلاثية: الفقر، والبطالة، والغلاء) مترافقة مع (ثلاثية: الجهل، والتعصّب، وشراء الذمم) ]

هاتان الثلاثيّتان، في بلدان العالم الثالث، شكّلتا وتشكّلان الأرضية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي بنت وتبني عليها (المشاريع الاستعمارية الجديدة) خططها وحساباتها و”أجنداتها”، من أجل السيطرة على مجتمعاتها ودولها، ويجري تسويق هذه المشاريع الاستعمارية، عبر رفع لافتات (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان)، لتكون النتيجة، حصاداً مرّاً من (العبودية، والامتثالية، والتبعية) ومزيداً من الفقر والبطالة والغلاء.

-7-

[ )محمد بن عبد الوهاب) و( أبو الأعلى المودودي) و(سيّد قطب) ]

هؤلاء الثلاثة، أسّسوا لذبح الإسلام، من الوريد، إلى الوريد، بذريعة الدفاع عن الإسلام، وتحت عنوان (إعادة بعث الإسلام، ونشر الإسلام)، عندما جعلوا مبدأ (التكفير) بديلاً لمبدأ (التفكير) في الإسلام، وعندما اعتبروا المجتمعات الإسلامية (مجتمعات جاهلية) تحتاج مجدداً إلى نشر الإسلام فيها، وعندما دعوا إلى تدمير ديار المسلمين، باسم (الجهاد)، وعندما جعلوا من الإحساس بالتفوق على الآخرين (أي: العنصرية) دليلاً ومرشداً، لهم، والنظر، نظرة دونية، بل إلغائية، إلى كل مَن يختلف معهم…. وهؤلاء الثلاثة، إضافة إلى (حسن البنّا) هم الآباء الروحيون، المناط بهم، العمل لصهينة الإسلام، تحت شعار (إحياء الإسلام)، بعد أن جرت صهينة المسيحية الغربية.

-8-

هل بقي إنسان عاقل، سواء في الوطن العربي، أو في العالم الإسلامي: لا يدرك، أنّ (الإخوان المسلمين) ليسوا (بْتَاع ربّنا) كما كانوا يسوّقون لأنفسهم، وكما أوهموا الكثيرين، عبر(٨٥) عاماً، من اختلاق الاستعمار البريطاني لهم؟؟؟!!!…أو، لا يدرك أنّ هؤلاء ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين؟؟؟!!!… أو، لا يعرف أنّ هؤلاء (بْتَاع “العمّ سام” فقط) وأتباع لكل مَن ترضى عنه واشنطن؟؟؟!!!…اللهم، إلاّ الجهلة والمغفّلون والموتورون والمأجورون، بالإضافة، طبعاً، إلى أتباع (الإخوان المسلمين)؟؟؟!!!.

-9-

)موقع إيلاف: ذو التمويل السعودي / المعروف بديمقراطيته الاسكندنافية!!! /وصاحب التوجه التلمودي / المعروف بحبّه الشديد للعرب والمسلمين!!!/): نشر مقالاً، بعنوان (شبّيحة الأردن و عباءة الأسد) لكائن نكرة، اسمه(غازي دحمان) جاء فيه: ((تسخّر هذه القوى جهودها، للدفاع عن نظام “بشار الأسد” في الإعلام وفي المؤتمرات الحزبية والنقابية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً ولصيقاً، بسفارة النظام في عمّان، والتي يرأسها ضابط الاستخبارات السابق “بهجت سليمان” صاحب التاريخ السيئ بالتنكيل بالمثقفين والناشطين السوريين، من قوميين وشيوعيين وليبراليين)) انتهى الاقتباس…………

ولكن حبّذا، لو ذكر هذا “الكويتب” النكرة، شخصاً واحداً، من المثقفين والناشطين، الذين نكّل بهم “بهجت سليمان” وإذا لم تسعفه ذاكرته المثقوبة في ذلك، فما عليه، إلاّ أن يسأل فيلسوف (إتلاف الدوحة) ورئيس اتّحاد كتّابهم (صادق جلال العظم) الذي كان يطلق على “بهجت سليمان” لقب “صديق المثقفين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.