خطاب رائع من قائد أروع

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبّير:

لقد كان استقبال الشعب السوري الشقيق للرئيس بشار عند دخوله لإلقاء خطابه في جامعة دمشق، استقبالاً حماسيا رائعاً، يظهر مدى التفاف الشعب السوري حول قيادة الرئيس بشار .. ومع خطاب الرئيس بشار الأسد، يمسك التاريخ بقلمه ليسجّل ثبات المبادئ للموقف السوري ورباطة جأش القائد رغم كل الجراح، عندما يختتم خطابه التاريخي بهذه الكلمات القوية والنابعة من موقف قوي:

وما عبرتم عنه من صمود في العامين تجاه ما يجري يخبر الكون كله:
أن سوريا عصية على الانهيار..
وأن شعبها عصي على الخنوع والذل..
وأن الصمود والتحدي متأصل في خلايا الجسد السوري يتوارثه جيلاً بعد جيل..
كنا هكذا وسنبقى..
ويداً بيد ورغم كل الجراح سنسير بسوريا ومعاً إلى الأمام..
إلى مستقبل أقوى وأكثر إشراقاً..
لن يخيفنا رصاصهم..
لن يرهبنا حقدهم..
لأننا أصحاب حق..
والله دائما وأبداً مع الحق..

كلمات الرئيس بشار تحمل الكبرياء وعزة النفس والثبات على الموقف الأخلاقي، وتذكرني بالكلمات الخالدة التي تعبر عن ثبات الموقف الأخلاقي لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، التي لم تستطع عاطفة الأمومة بكل ثقلها أن تحرفها عن ذلك الموقف الأخلاقي تجاه فلذة كبدها، فلم توهن الأيام روحها الوقادة رغم وهن جسمها:
أنت والله يا بني أعلم بنفسك،
إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو،
فامض له فقد قتل عليه أصحابك،
ولا تمكِّن من رقـبـتـك غـلـمـــان بـنـي أمـيــــة يـلـعـبــون بها،
وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت،
أهلكت نفسك،
وأهلكت من قُتل معك،
وإن قلت: كنت فلما وهن أصحابي ضعفت،
فهذا ليس فعل الأحرار،
ولا أهل الدين،
وكم خلودك في الدنيا؟!
القتل أحسن!

لقد كان الخطاب واضحاً وبلا مواربة؛ فقد اعترف بالألم الذي عانت منه سوريا، لكن هذا الامتحان فيه خير أيضاً، فمن رحم الألم يخرج الأمل، ومن عمق المعاناة تخرج أهم الحلول! وأكد أنه قبل بكل الخطط التي تحترم سيادة سوريا ولا تعتمد على الإملاءات، لكن الغرب هو من سدّ باب الحوار لأنه اعتاد إعطاء اوامر للإمعات (الـنـعــاج)، وهو نمط يناقض مفاهيم السيادة والاستقلال وحرية القرار.

وقد قدم الرئيس بشار خطة للحل السياسي رائعة من حيث المهنية التخصصية، تحتاج إلى العمل عليها مهنياً لتفصيلها إجرائياً، لتصبح مشروعاً متكاملاً لتفتح باب الحوار للاتفاق على كل شيء في المرحلة القادمة.
فبدون تعاريف للمفاهيم الأساسية واتفاق على السياسات والإجراءات في ضوء رؤية مشتركة يخرج بها المتحاورون، تتحول العملية إلى فوضى.
وما يتم الاتفاق عليه يتم تطبيقه. وهذا التحاور لا يمكن أن يتم إلا في ظل أمان، وهو مفقود حاليا نتيجة تمويل الخارج للإرهابيين وتسليحهم. لذا فالمرحلة الأولى تتعلق بتوفير عنصر الأمان في البيئة التي سيتحاور شعبها، ثم يتم الانتقال إلى أنشطة الحوار، التي ستتمخض عن إصدار الميثاق الوطني، ثم يتم تكوين حكومة موسعة تتكلف ببنود الميثاق الوطني. وعليها أن تقود لوضع الدستور ثم عرض الدستور للاستفتاء الشعبي، ومن ثم إلى حكومة وفق الدستور وتقود العملية السياسية، أي تقود الانتخابات العامة التي تم اعتمادها بأنواعها؛ انتخابات مجالس وبرلمانية .. الخ.

أما موقفه من القضية الفلسطينية فهو ثابت وواضح ولم ينكر انه دعم المقاومة، أي لم يتهرب من مسؤولية دعم المقاومة، بالرغم من أن الفتنة في سوريا سببها دعم المقاومة، بل وأكد أنه سيدعمها عندما قال: ـ
سنبقى كما كنا ندعم المقاومة ضد العدو الأوحد،
فالمقاومة نهج .. لا اشخاص،
فكر وممارسة .. لا تنازلات واقتناص فرص!

وثبات موقف سوريا المقاومة والتحدي الرجولي في نبرته تراه في كل فقرة من خطاب الرئيس بشار .. وقد أعطى رؤيته عندما قال:
لكن سوريا ستبقى كما عهدتموها..
بل وستعود أقوى مما كانت..
فلا تنازل عن المبادئ..
ولا تفريط في الحقوق..
ومن راهن على إضعاف سوريا من داخلها لتنسى جولانها وأرضها المحتلة فهو واهم..
فالجولان لنا وفلسطين قضيتنا..

خطاب الرئيس الأسد لا يحتاج إلى شرح وتوضيح؛ فقد كان غاية في الوضوح..
خطاب خيّب آمال من أرادوا بالأمة وبسوريا شراّ من خلال تنعيج سوريا المقاومة..
خطاب رفع رأس ومعنويات من أرادوا خيرا للأمة ولسوريا..
فقد اطمأنوا إلى أن سوريا المقاومة هي القاطرة التي ستقود الأمة العربية في هذه المرحلة والمرحلة القادمة..
وأن هذه القاطرة هي القادرة على قيادة الأمة في المرحلة الراهنة..

حمى الله سوريا المقاومة وأبقاها ذخراً للأمة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.