رأي: جورج عبدالله عذراً منك

george-ibrahim-abdallah

موقع إنباء الإخباري ـ
علي عميص:
عذراً منك جورج عبدالله، نحن من خنّا الأمانة من بعدك، أنت من حاربت الإحتلال من أجل بناء الوطن الحر المستقل. وها نحن نتخاذل ونركض وراء الأحزاب التي تدمر البلاد يوماً بعد يوم..
عذراً منك، منذ تسعة وعشرين عاماً، كان لبنان أفضل من الأن بكثير: الكهرباء أقلّها كانت تنيرُ بيوتنا، المدارس والتعليم لم تكن بمثل التطور الذي نحن عليه اليوم، لكن لم يحتج وقتها معظمنا للإستدانة من أجل تعليم أولادهم، الرواتب كانت تكفي وأكثر، ولم يكن رب الأسرة ليذلّ نفسه من أجل إطعام أسرته، الناس كانت تموت في فراشها بكرامتها، بعزتها، سعيدة راضية بقضاء ربها. أما اليوم، الناس تموت ألف مرة على أبواب المستشفيات من أجل شراء الدواء أو الإستشفاء.
عذراً منك، قبل مجيئك إلينا يجب أن تعلم أننا أصبحنا في لبنان فرقة إستعراضية، الجميع يرقص على أنغام معتقد ما، قائدنا الوهم ورئيسنا الجشع وخوفنا في أنفسنا. ننام ونصحو على هذا الهاجس المزروع فينا، فهل لك أن تعطينا الأمل وترفع هذه الغشاوة عن قلوب أصحابها.
عذراً منك، نعتصم ليس من أجل تحريرك من أسرك، بل من أجل تحرير نفوسنا نحن من قيود سجانينا، ننتصر عليهم عبرك وبك. إعتصامنا لا يجب أن ينتهي مع قدومك إلينا، بل يجب أن يستمر بحضورك، لمطالبة هذه الدولة الفرنسية المتخلفة بقوانينها، المرتهنة لسياسة صهيونية أمريكية، بأن عليها التعويض عن كل هذه السنين التي ظلمتَ بها، من أجل كسر رأسهم وإفهامهم بأن الشعب الحر لا بد أن ينتصر.
عذراً منك، قد نخذلك مرةً تلو المرة، لأننا شعب متخاذل فلا تخذلنا وتعود إلى سجانيك هرباً منا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.