صديق في وزارة الدفاع الامريكية
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ـ
الون بنكاس:
تعالوا نبدأ بخلاصتين واضحتين قاطعتين وهما ان وزير الدفاع الجديد السناتور السابق تشاك هيغل صديق لاسرائيل، وهو عارف جيدا ومصغ للمصالح الامنية والسياسية الحيوية لاسرائيل.
إن صورة اقتراعه في مجلس الشيوخ لكونه سناتورا جمهوريا من نبراسكا بين 1996 و 2008 لا عيب فيها في كل أمر يتصل مباشرة أو غير مباشرة باسرائيل. وكان تأييده لمساعدة عسكرية لاسرائيل ورزم مساعدة اخرى لمشروعات خاصة، مطلقا. وتصريحاته بشأن ايران وفي مركزها استنفاد سلسلة اجراءات دبلوماسية تشتمل على تفاوض امريكي ايراني مباشر قبل تهديد صادق باستعمال القوة العسكرية لا تخالف ما عند الرئيس اوباما أو وزير الخارجية جون كيري.
وأهم من ذلك للأذن الاسرائيلية ان هذه مواقف لا تختلف جوهريا عن مواقف الرئيس شمعون بيرس، ورئيس الحكومة السابق اهود اولمرت، ووزير الدفاع اهود باراك أو رئيس الموساد السابق مئير دغان. إلا اذا كان هؤلاء الاربعة ليسوا حقا موالين لاسرائيل كما زعم عدد من السناتورات الجمهوريين الحالمين عن مواقف هيغل في المساءلة العجيبة القبيحة والسياسية الى حد التناقض المأساوي الهزلي التي تمت معه في لجنة الاجهزة المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ.
وثانيا لا يخط وزير الدفاع سياسة خارجية واضحة لا من جهة تنظيمية ولا من جهة موقعه في ترتيب القوة والعظمة في واشنطن ولا من جهة شخصية. وهو لا يصوغ سياسة تتعلق بايران، ورأيه في المسيرة السياسية الاسرائيلية الفلسطينية ليس له وزن خاص، واسهامه في العلاقات بالصين وروسيا تبعٌ لسياسة الرئيس، وإن مواقفه يشملها مستشار الامن القومي أصلا في نطاق عمله في البيت الابيض باعتباره بحسب التعريف “يغربل ويصفي” مواقف المنظمات والأذرع في الادارة ويعرضها على الرئيس.
ولهذا فان الافتراض الأساسي الذي يرى ان لتعيين هيغل تأثيرا في علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة داحض من أساسه، فهذا الرجل مناصر لاسرائيل في الأساس، ولوزير الدفاع تأثير قليل في وجهة وصورة العلاقات هذا الى كون العلاقات بين وزارتي الدفاع عميقتين وراسختين وجيدتين جدا وفي أساسها تقارب وثقة عميقة بين رئيس هيئة الاركان الفريق بني غانتس ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن دامبسي.
إن مجرد فكرة ان لاسرائيل – أو مؤيديها وممثلين من ذوات أنفسهم في واشنطن – اهتماما حقيقيا لتعيين أو عدم تغيين هيغل سخيفة وغير مُحكمة في الحقيقة وتقوي للأسف ايضا الشعور السلبي بأن اسرائيل تتدخل فوق الحاجة – مع عدم النجاح – في السياسة الامريكية هذا الى كون الحملة الدعائية على هيغل كانت فاشلة وغير حكيمة وقذرة جدا من ناس ومنظمات عملوا على مواجهة الرئيس اوباما صدورا عن صعوبة سياسية ونفسية في تقبل نتائج انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني 2012.
قبل أن نكتفي بالخلاصة يحسن ان نتذكر ان هيغل عُين وزير دفاع الولايات المتحدة ولم يُعين وزير دفاع اسرائيل. وفي ضمن مسؤوليته أمن امريكا القومي وادارة أكبر اتحاد في العالم ألا وهو وزارة الدفاع الامريكية، والرقابة والتوجيه المدني لأذرع الجيش الامريكي وقوات البحرية الثلاث، وادارة يومية لحلف شمال الاطلسي من قبل الولايات المتحدة وادارة ميزانية الأمن الامريكية (300 مليار دولار قياسا بنحو من 70 مليارا هي ميزانية دولة اسرائيل العامة) مع نقاش دائم مع الجيش والصناعات الامنية الضخمة. وسيضطر هيغل في اول اسبوع فقط الى مواجهة اقتطاع 45 مليار دولار من الميزانية مع عدم الاتفاق السياسي على الميزانية.
لم يُعين هيغل لصياغة خطط حرب لايران أو لصياغة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، فمن اجل هذه الامور يوجد رئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويوجد من اجل البعد السياسي وزير خارجية.
سيكون هيغل وزير الدفاع الى سنة 2016. ومن الجيد ان تعرف اسرائيل صداقته حتى لو لم تكن تنطف عسلا، وان تعرف كيف تعمل معه وألا تربط مصالحها بمعارضيه السياسيين فقد خسروا مرتين من قبل.