عندما یتفق التكفیري والغربي علی قتل المسیحي!!

عندما یتفق التكفیري والغربي علی قتل المسیحي!!

الشرق الاوسط، مهد الحضارات البشریة وموطن اهم الدیانات السماویة، لوحة فریدة بقیت علی مرّ السنین ولعشرات القرون.. حضارات متعایشة ومتنافسة، تتقاتل احیاناً لكنها لم تحرق مدن بعضها ولم تلغ مدنیة سبقتها.. خلاف سیرة الغرب منذ تاریخه القدیم یحرق الحواضر والمدن التي یهاجمها لیتفرد بكل شیء…

الشرق مهبط ادم ومنشأ نوح ومولد شيخ الانبياء ابراهيم(عليهم السلام) وفيه اوحي لموسی(علیه السلام) وفي الشرق بعث عیسی بن مریم علیه وعلی امه السلام رسولاً ونبیاً وفي الشرق ختم الله شرائعه برسالة الاسلام التي جاء بها محمد بن عبد الله صلی الله علیه وآله…

وفي الشرق دیانات اخری لم یبق من اتباعها الكثیر كالزرادشتیة والصائبة المندائیة والایزدیة… مجتمعات دینیة تعایشت فیما بینها علی مدی قرون من الزمن… فتجد في شارع واحد مآذن واجراس صلبان واهلةّ…

لكن هذا التعایش الدیني الشرق اوسطي كان علی موعد مع المؤامرة التي ارادت ان تأمرك الدنیا تحت عنوان العولمة وصدام الحضارات ومن اجل افراغ الشرق من المسیحیین!

ولكن كیف یفرغ الشرق الاوسط من اهله؟!وكیف یحدث الصدام بین الحضارة الاسلامیة والحضارة الغربیة المسیحیة؟! حیث یحاول الغرب مصادرة المسیحیة لصالح اهدافه السیاسیة بعد ان عجز عن ربط جمیع قیادات المسیحیین الشرقیین بأجنداته خاصة وان اغلب المسیح في الشرق یتبعون الكنیسة الارثوذوكسیة…

هنا، یظهر دور السلفیین التكفیریین الوهابیین الذین نشأوا في حضن المستعمر البریطاني ومن ثم الامیركي…نتصور ان صنیعة امیركا تفقس ارهابیین یهاجمون برجي نیویورك والبنتاغون!

ثم یستكمل الامریكي السیناریو بإعلان الحرب الصلیبیة على العالم الاسلامي ویعممها تحت مظلة الحرب علی الارهاب على العالم كله ولكن لا یهاجم الامیركیون مركز ومفقس الارهاب التكفیري(السعودیة) بل البلدان التي اكتوت بناره كأفغانستان والعراق!!

ویتحول الشرق الاوسط الی ساحة حرب بین جنود الغرب المتسترین بزي عدوه (القاعدة) والقوی الوطنیة التي تقاوم جیوش ومشاریع الغرب من جهة وجنوده المتسترین (القاعدة) من جهة اخری…

لكن الضحیة هم: التنوع الدیني والمذهبي والثقافي في المنطقة،الضحیة هم الشیعة الذین یقتلّون والمسیح والصابئة والايزديين الذین یهجرون والسنة الذین تحولوا بعین ابناء اوطانهم الی حواضن للارهاب!

ولعل ما یحدث الیوم في سوریا والعراق خیر دلیل علی ذلك، والغریب ان الذين یدعون الدفاع عن المسیحیین هم من یمولون الجماعات المسلحة والقتلة بالسلاح..وهم من یمدونهم بالخبرات والاموال وبشكل علني بلا اي خجل.
انظروا المعادلة:

1- قطر والسعودیة وتركیا واسرائیل تدعم المسلحین “الجهادیین”،

2- المسلحون “الجهادیون” یهاجمون الكنائس والبلدات المسیحیة،

3- قطر والسعودیة وتركیا واسرائیل حلفاء لامیركا وبریطانیا وفرنسا،

4- امیركا وبریطانیا وفرنسا تدعي الدفاع عن المسیحیین والاقليات في الشرق الاوسط!!

كل عام ومسیحیونا بخیر.. كل عام وشرقنا الاوسط یحافظ علی تنوعه الدیني والحضاري.

 

موقع قناة العالم – مروة ابو محمد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.