عن الغضب اليمني.. والخزي السعودي

موقع العهد الإخباري-

محمد باقر ياسين:

أشهر قليلة تفصلنا عن الذكرى السابعة للعدوان على اليمن، والذي أطلقت عليه السعودية اسم “عاصفة الحزم”. خلال هذه السنوات أظهرت المملكة – وفق البروباغندا التي تروجها وسائلها الاعلامية – “تسامحها” مع اليمنيين والذي تجلى في مجريات الحرب طيلة هذه السنوات. فالسعودية “ملكة الإنسانية” والداعم الأول في العالم للأعمال “الإغاثية” في هذا البلد العزيز، قدمت لليمنيين من “التسامح”، ما لم يستثنِ منزلًا في صنعاء.

أغدقت السعودية “تسامحًا” لا نظير له على الشعب اليمني، فغاراتها التي قدرت بالآلاف، لم توفر فيها قوى العدوان صالة أفراح ولا عزاء، وكذلك لم توفر امرأة ولا طفلًا. هذه الغارات ارتكبت خلالها السعودية مجازر يندى لها جبين الإنسانية، وقد وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرٍ لها عن حرب اليمن ما لا يقل عن 90 غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية “تبدو غير مشروعة”، لافتةً الى أن بعض الهجمات بدت متعمدة على المدنيين. أما عن “التسامح” السعودي مع الحضارة اليمنية فحدث ولا حرج، استهداف متعمد لآلاف المعالم الأثرية والحضارية التي دمر بعضها وتضرر بعضها الآخر،. حتى وصل بهم الأمر إلى الاعتداء على حرمة القبور ولم يسلم مقام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.

هكذا كان “التسامح” السعودي في اليمن، أما “الغضب” فلم نره لدى السعوديين لأنه ماركة يمنية مسجلة. “الغضب” اليمني مرّغ أنف آل سعود بالتراب منذ السنوات الست الماضية لغاية الآن. اليمني المُعتدى عليه، والذي صبر لأشهر ولم يرد على الغطرسة السعودية إلا بعدما تخطت كل الخطوط الحمر، أخرج غضبه اليمني بشكل تدريجي حتى بات اليوم على أعتاب تحرير مأرب ولم تبقَ إلا بعض المناطق لكي يكتمل النصر اليمني على الآلة الحربية السعودية المدججة بـ”صفقات ملياريه” بلغت حسب أقل تقدير 270 مليار دولار، وبتقدير معارض سعودي وصلت إلى 500 مليار دولار.

ختامًا، وصل تحالف العدوان السعودي في اليمن إلى حائط مسدود لم يعد بالإمكان النفاذ من خلاله. وقد تجلى هذا بتصريح ما يسمى بـالمتحدث الرسمي للتحالف تركي المالكي، الذي قال “نسامح ولا ننسى، وإن غضِبنا أوجعنا”. وعلى ما يبدو أن الغضب السعودي تجلى بعرض “المالكي” لفيديو مفبرك من هواة لا يجيدون عملهم، فيديو -مسرحية- يظهر فيه رجل لا يتحدث باللهجة اللبنانية ولم يمر بأرض لبنان في حياته، يؤدي دور قيادي في حزب الله. المملكة أرادت من خلال هذا الفيديو الممجوج تبرير عجزها في حرب اليمن، وإرسال رسالة مفادها “المملكة لا تقاتل اليمنيين فحسب ولو كان هذا هو الحال لانتصرت من الأيام الأولى، لكنها تقاتل في اليمن إيران وحزب الله لذا لم تنتهِ المعركة بعد مضي ست سنوات”. وهذا إن دل على شيء فيدل على العجز المركب الذي تعاني منه السعودية دون أن تستسلم وتقر بهزيمتها في هذه الحرب العبثية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.