قمة شانغهاي والصمود السوري

putin-shijinping

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

يتفق معظم الخبراء في العالم على حقيقة ان صمود سورية في وجه العدوان الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة بواسطة حلف عالمي إقليمي أفسح في المجال امام صعود القوتين الروسية والصينية وإثبات حضورهما الحاسم على المسرح العالمي ومباشرة تغيير التوازنات الدولية كما وهب القوة الإيرانية مساحة واسعة من التأثير فرضت اعتراف الغرب بها كقوة عظمى إقليمية ودولية تتسابق الدول الأروربية إلى خطب ودها وعرض شراكات تجارية في أسواقها الواعدة.

أولا   شكلت قمة شانغهاي مناسبة لتظهير تحالف القوى الثلاث العظمى المساندة للصمود السوري في وجه الهيمنة الأحادية الأميركية على العالم التي كانت سورية في مقدمة المتصدين لمقاومتها منذ غزو العراق وهي في شراكتها مع المقاومة اللبنانية خلال حرب تموز قدمت البرهان على فرص تعديل التوازنات لحلفائها الكبار وثمة الكثير من المحللين الذين ربطوا سلوك روسيا والصين المتصاعد هجوميا بعد منتصف آب من العام 2006 باختبارات القوة التي قدمها مثلث حزب الله – سورية وإيران في الانتصار على حرب كونية قادتها الولايات المتحدة وشاركت فيها دول الناتو ومجموعة شرم الشيخ العربية إلى جانب إسرائيل وقد استخلصت مراكز الأبحاث العسكرية والإستراتيجية  في الولايات المتحدة دروسا من تلك الحرب تنطلق من الإقرار بتفوق المقاومة اللبنانية وحلفائها أي سورية وإيران .

في ذلك العام أعادت كوريا الشمالية تنشيط برنامجها النووي الذي سبق أن فككته تحت ضغط اختلال التوازن العالمي وما كانت لتفعل بمعزل عن إجازة صينية روسية وبعده كانت حرب جورجيا وسعي روسيا المتواصل لاسترجاع بيئتها الإقليمية التاريخية من قبضة الغرب الذي استفاد من مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهو مسار متواصل يتجلى في القرم وأوكرانيا راهنا .

ثانيا  منذ ذلك الحين شكل العدوان على سورية اختبار القوة الأبرز استراتيجيا وفي رحابه ظهر الفيتو الروسي الصيني المزدوج الذي تكرر أمس لحماية سورية من التآمر الغربي الذي تعبر عنه الصلافة الفرنسية بعدائيتها الزائدة نتيجة الفشل والهزيمة المتكررين امام صمود الدولة السورية.

شكلت قمة شانغهاي مناسبة لتظهير متانة الحلف الروسي الصيني الإيراني في إطار محور التصدي للهيمنة الأحادية في العالم وحظي الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني بموقع النجم المحوري في لقاءات القمة التي وطدت التعاون الثنائي بين طهران وعواصم آسيوية عديدة وبالذات موسكو وبكين .

ومن الواضح لمن يقرأ التحولات ان القمة هي إطار يعبر عن الحراك الدولي المتصاعد في وجه الهيمنة الأميركية بقيادة روسيا والصين وإيران وهذه القوى العظمى الثلاث تستند إلى قلعة صلبة وشامخة اظهرت قدرتها على الصمود وأثبتت جدوى رهان شركائها على شعبها وجيشها وقيادتها وخصوصا على رئيسها الشجاع الذي يقود مقاومة باسلة ضد أعتى عدوان كوني معاصر تتعرض له دولة مستقلة وهو عدوان لم يوفر وسيلة ولا اداة ولا قدرة ولافرصة وقد توسل أخبث الوسائل لتمزيق سورية بواسطة عصابات الإرهاب التكفيرية متعددة الجنسيات وهو في طريقه المحتوم صوب هزيمة مدوية.

ثالثا  وجهت روسيا والصين صفعة للغرب الاستعماري بتوقيع صفقة العصر كما سماها الخبراء الأميركيون والأوروبيون بينما تزايدت مناشدات الاستجداء الأوروبية للرئيس فلاديمير بوتين بعدم قطع إمدادات الغاز الأوروبية عن القارة العجوز وإمبرطورياتها التي شاخت وما تزال متغطرسة تستقوي بالولايات المتحدة التي تخسر شيئا فشيئا قدرتها على التنمر والتحكم بأقدار العالم .

ليس من المصادفة أن تكون تحولات الميدان السوري التي تشهد مزيدا من انتصارات الجيش والدولة مواكبة لهذه المؤشرات العالمية والإقليمية ولا غرابة في أن يواكب ذلك تدشين سورية لمسار الديمقراطية التعددية في أول انتخابات رئاسية تنافسية بوصفها تأكيدا لتصميم  الرئيس بشار الأسد على السير في طريق الحل السياسي الوطني بالترابط مع ملحمة المقاومة والصمود التي تهب شركاء سورية مزيدا من القوة والاندفاع نحو التغيير الشامل لقواعد الصراع والتوازنات في العالم .

على الأرض السورية يسطر ضباط وجنود ومواطنون مقاومون بدمائهم بطولات سيخلدها التاريخ وتندحر قوى العدوان وعصابات التكفير وتتواصل المصالحات الوطنية في دينامية مركبة نحو انتصار وطني عظيم على قوى الاستعمار وادوات العدوان وحكومات الإقليم العميلة التي راهنت على إسقاط القلعة السورية والنيل من القائد الأسد في أيام وأسابيع قبل اكثر من ثلاث سنوات تعيش في خيبة خانقة  ليتحول عرس الانتخابات الرئاسية الذي يطوف المحافظات والمدن السورية إلى منصات إشهار لفصول انتصار شعب تحدى العدوان وقيامة وطن أدهش العالم وهو يشارك في تغيير وجه العالم وكتابة تاريخ جديد من قلعة العروبة والمقاومة في الشرق بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.