كلينتون وحل مجلس اسطنبول

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

القرار الأميركي بحل مجلس اسطنبول وإعادة تشكيل الواجهة السياسية للمعارضة السورية و الإعلان عن شروط و قواعد تضعها الإدارة الأميركية في اختيار الهيئات والشخصيات المكونة للإطار الجديد يعكسان حقيقة ما يسمى بالمعارضة التي هي في الواقع كناية عن جماعات وأطراف ترتبط بالمخطط الأميركي وبالحلف الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم دول الناتو ومجموعة من الحكومات الإقليمية المرتبطة بالغرب.

أولا: بدون شك أن القرار يكشف مجددا بعض وجوه تبعية المعارضة السورية في الخارج وبعض من في الداخل للولايات المتحدة وللغرب و تؤكد أننا لسنا أمام قوى وقيادات وطنية مستقلة كما تزعم ، تحتكم إلى المصلحة السورية والى تطلعات الشعب العربي السوري بل إنها تسعى أولا وأخيرا لنيل رضا الولايات المتحدة والدول الغربية والحكومات الإقليمية التي تقدم لها المال والدعم ، وحاصل القرار السياسي لهذه الأطر هو خدمة المشاريع الاستعماري الصهيونية في المنطقة و الانخراط في فصول استهدافها لسورية أولا وأخيرا ، ومن هنا مجددا يتأكد من واقع الواجهات السياسية للمعارضة وجماعاتها المسلحة أن هذه الأطراف ليست سوى أدوات لعدوان أجنبي وان ما يجري في سورية هو مقاومة للعدوان الأجنبي يقوم بها الشعب والجيش وليس حربا أهلية أو أزمة داخلية كما يحلو القول في خطاب الواجهات المعارضة.

ثانيا: الأساس الذي انطلقت منه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في دعوتها لإعادة تكوين أطر المعارضة هو ما وصفته بالحاجة لمجابهة التطرف الذي يتصاعد ميدانيا داخل سورية والمقصود بذلك جماعات التكفير الإرهابية والفروع القاعدية المرتبطة بها وهو حصيلة الحشد الذي تم بإشراف الولايات المتحدة وحلفائها وبتمويل قطري سعودي لما سمي بفصائل الجهاد العالمي والتجهيز النوعي المالي والعسكري الذي قدمته هذه الدول لتنظيم الأخوان المسلمين وجناحه المقاتل وعلى ما يبدو فإن الحسابات الأميركية في هذا المجال تنطلق من الفشل الكبير لخطة تدمير الدولة السورية ومن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الأرض وحيث تبحث الولايات المتحدة عن خطة الخروج فهي تعمل على ما يبدو لتحضير واجهات سياسية جديدة تحت مسميات المعارضة لإدارة التفاوض مع الدولة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد في إطار أي تفاهم محتمل على خطة الخروج من المأزق مع كل من روسيا والصين ولتكون تلك الواجهات هي القوة السياسية التي يمكن التعويل على إشراكها في الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة في سورية.

ثالثا: بكل وضوح تتكشف حقيقة الأدوات التي استعملها الأميركيون والغرب وأعوانهم في الحرب على سورية و تنكشف حقيقة النزاعات التي اندلعت فور صدور تصريح كلينتون بين الجماعات السورية المعارضة في الخارج والداخل ، وهي جماعات متنافسة ومتناحرة على النفوذ والمال ، كما أنها تعكس صراع النفوذ بين أطراف التحالف الدولي والإقليمي الحاضن لواجهات الحرب ، فكل جهة تسعى للاحتفاظ بحجم أساسي لعملائها ومرتزقتها، تركيا وقطر يريدان حجما أساسيا لتنظيم الأخوان وفي حين تتمسك اسطنبول بمجلس غليون وسيدا تريد قطر إدخال زمرة عزمي بشارة من الشلل اليسارية السورية ، وتسعى السعودية لتتويج خدام ولكن هذه الواجهات ليست جميعا مرشحة لتكون طرفا مقبولا للتفاوض مع الدولة الوطنية السورية التي تحتفظ بزمام المبادرة في الميدان وفي السياسة وسيتوقف على قبولها ورفضها تحديد أسماء الشخصيات والأطراف المقبولة داخل العملية السياسية السورية.

الخلاصة : تجمعات مرتزقة وجواسيس لأميركا والغرب والخليج وتركيا ذلك هو المحتوى الحقيقي لمعظم مكونات الواجهات السياسية المستعملة في العدوان على سورية وتجمعات لصوص وقتلة وإرهابيين ذلك هو محتوى فرق الموت التي تشكل أداة العدوان على سورية ذلك تبرهن عليه وقائع جديدة صادرة من واشنطن وعواصم الغرب والمنطقة عل المخدوعين يعترفون و يبدلون .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.