ماذا يقرأ الصهاينة.. والعرب؟

yasser-rahal-israeli-books

موقع إنباء الإخباري ـ
ياسر رحال:
يُحكى أن قاطع طريق أوقف عالماً في الصحراء، وطلب منه إعطاءه كل ما يملك، فضحك العالم وقال له: “أنا مفلس وليس معي إلا هذه الكتب على ظهر بعيري، وهي لا تفيدك في شيء”.
رد قاطع الطريق قائلاً: “هاتها لا خير في علمٍ يُحمل على ظهر بعير”.
بلاغة رسالة قاطع الطريق إلى العالِم دفعته لتعلم العلم ووضعه في موضعه، أي في عقله وقلبه وليس على ظهر بعير.
مناسبة هذا الحديث هي محاولة فهم المجتمع الصهيوني، وما هي دوافعه للقراءة، فمع مطلع حزيران/ يونيو يحتفل الصهاينة بـ “إسبوع الكتاب العبري”. ويتم إقامة معارض كُتب غالبيتها مطبوعة في الكيان الغاصب.
ورغم التراجع في عدد الكتب المطبوعة التي نُشرت في العام الماضي (2014)، مقارنة بالعام الذي سبقه، وفق مُعطيات ما يعرف بالمكتبة الوطنية في كيان العدو والذي بلغ 7628 كتابًا مقابل 7863 كتابًا في عام 2013، أي بتراجع بحجم 243 كتابًا، إلا أن انتشار الكتب الإلكترونية  زاد بنسبة 17% مقارنة بالعام 2013.
ماذا يقرأ الصهاينة هذه الأيام؟
تتصدر قائمة أكثر مواضيع الكتابة شعبية: القصص الإسرائيلية ـ العامة، روايات تاريخية عن يهود الشتات.
ومن أبرز المواضيع : “سيرة ذاتية”، “أرض إسرائيل، من وجهة نظر تاريخية، أثرية”، “تاريخ شعب إسرائيل”.”الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني”، كُتب تتناول موضوع الطبخ في الأعياد، الطبخ حسب التوراة، كتب حول موضوع الكتابة التوراتية. كُتب التأمل اليهودية وكتب أبحاث في موضوع الكبالاه (علم التصوف اليهودي).
بالمقابل ماذا يقرأ العرب؟
نشرت مُنظمة اليونيسكو، بمناسبة يوم الكتاب العالمي (23 نيسان/ أبريل المنصرم)، مُعطيات تُشير إلى أن المواطن العربي المتوسط يقرأ عددًا قليلاً من الكُتب. في الواقع، يقرأ 80 عربيًا كتابًا واحدًا في العام، كمعدل (إن لم يؤخذ بالحسبان القرآن). كما أظهر تقرير نشرته “مؤسسة الفكر العربي”، مثلاً، أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق في العام، بينما يقرأ الأوروبي بمعدل 200 ساعة. نسب القراءة (العالية جدًا) هذه موجودة في لبنان، مصر والمغرب.
أما أبرز المواضيح التي يقرأها العربي فهي:
الصحف العامة، الكتب الدينية، الروايات المعاصرة، الشعر المعاصر، الصحف السياسية الأسبوعية، كتب مدرسية أو جامعية، ، الكتب التاريخية، الفلسفة وكتب الطبخ.
في مقارنة سريعة نكتشف كيف يركز الصهاينة على أصل روايتهم التاريخية المزعومة، وكيف يعملون على ترسيخ عقائدهم للحفاظ على كيانهم، بينما العرب ـ وبرفع موضوع القرآن الكريم من المقارنة ـ فإنهم توجهوا نحو الكتب الدينية، وهي بين قوسين بمجملها على شاكلة مع تبثه “داعش” سيما على الانترنت، وتسجل بعض الاختراقات في سوريا لكتب الشهيد الشيخ البوطي رحمه الله، وكذلك الشعر والروايات.
بعد هذا الاستعراض لا عجب أن يسجل العرب هزائم مستمرة، فيما الصهاينة يقتحمون عليهم بيوتهم وأرضهم.. ومن اليوم وحتى يعود العرب ليقرأوا تاريخهم وبطولاتهم، سيبقى الصهيوني يسجل اختراقاته في ملعبهم وربما يكسب الجولات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.