مجازر صبرا وشاتيلا في ذاكرة الأيام والمواقف

sabra-shatila2

موقع إنباء الإخباري ـ
إعداد : نسيب شمس ـ إعلامي وباحث لبناني

الضحايا —– والجلاد الرئيسي
في الذكرى الثانية والثلاثين ستبقى مجازر صبرا وشاتيلا وصمة عار كبيرة على جبين إسرائيل ومن تعاون معها، ورغم أن تقرير لجنة كاهانا الاسرائيلية زعم أن مسؤولية إسرائيل “مسؤولية غير مباشرة” فأن التاريخ سيذكر أن اسرائيل تتحمل كامل المسؤولية وستبقى دماء الضحايا تلاحق القتلة المباشرين والغير مباشرين.أن ننسى لن ننسى.

دوى أنفجار كبير عند الساعة الرابعة والدقيقة العاشرة بعد الظهر يوم 14 أيلول/ سبتمبر 1982 في منطقة الأشرفية الواقعة في شرق العاصمة اللبنانية بيروت والتابعة لما يعرف بالقوات اللبنانية،وأستهدف الانفجار بيت الكتائب اللبنانية الذي كان بداخله رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب ” بشير الجميل” فأدى الإنفجار إلى مقتله مع آخرين.

مع طلائع فجر يوم 15 أيلول / سبتمبر 1982 شنت القوات الإسرائيلية هجوماً على بيروت الغربية متقدمة على خمسة محاور، وهي : طريق المطار – ساحة الغبيري ومستديرة شاتيلا – مستديرة الكولا فالفاكهاني، الاوزاعي – الجناح – الرملة البيضاء – سبينس – مار الياس باتجاه كورنيش المزرعة، المتحف – البربير، حيث تمركزت آليات اسرائيلية قرب مستشفى البربير، المرفأ – فتال – ميناء الخشب – الحاج داوود والنورماندي. وقد تصدت القوات الوطنية اللبنانية واشتبكت مع القوات الإسرائيلية على كافة المحاور وصدرت عدة بيانات عسكرية عن القيادة المركزية للقوات الوطنية اللبنانية ( الحركة الوطنية وحركة أمل) اشارت إلى تكبيد العدو خسائر في المعدات والارواح وإيقاف تقدمه في أكثر من محور. وذكر بيان عسكري إسرائيلي أن جنديين قد قتلا في حين أصيب 42 أخرين بجراح خلال الاشتباكات.

ابلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي “مناحيم بيغن ” السيد ” موريس درايبر” المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط بأن دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية يستهدف ” تأمين الهدوء والإستقرار” في أعقاب اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب ” بشير الجميل” ومنع وقوع أحداث خطيرة محتملة. وذكر الناطق الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلي أن المبعوث الأميركي قبل التفسير الأميركي للعملية العسكرية لكنه قال : ” أن عملية اغتيال بشير الجميل عقدت الوضع بالنسبة لنا، إلا أننا سنسير قدما وبتصميم”.

كان المبعوث الأميركي قد اجتمع أيضا بالسيد “اسحاق شامير” وزير خارجية إسرائيل وقال للصحافيين أن بلاده ” تنوي التقدم فعلاً وبذل كل جهد ممكن لحل الأوضاع في لبنان”. وقال لشامير أن المحادثات تناولت ” تقييم ما الذي يمكن أن يحدث في لبنان، في أعقاب اغتيال بشير الجميل” وأضاف ” أن هناك أهمية لمنع حدوث تطورات غير متوقعة ومنع إراقة الدماء في لبنان”.

في اليوم التالي واصلت القوات الإسرائيلية تقدمها نحو عمق بيروت الغربية ووصلت إلى الحمراء والمزرعة والمنارة والمصيطبة والغبيري ومعظم المناطق الاخرى، وفي 17 أيلول أكملت اجتياحها لمنطقة بيروت الغربية، وبدأت القيام بحملة مداهمات واعتقالات واسعة شملت حسب الأنباء المتوفرة آنذاك حوالي 1500 شخص. كما قامت بمصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في عملية تفتيش شاملة للمنازل في المناطق التي احتلتها. وصرح الجنرال ” أرييل شارون” وزير الدفاع الإسرائيلي، بعد لقائه السيد موريس درايبر أن القوات الإسرائيلية ستبقى حتى يرحل الفدائيون الفلسطينيون الباقون في بيروت. وقال شارون أن حوالي ألفي فلسطيني مسلحين تسليحاً كاملاً مازالوا في القطاع المسلم من العصمة اللبنانية.

علماً أن الدفعة الأخيرة من المقاتلين الفلسطينيين قد غادرت بيروت عبر المرفأ اللبناني متوجهة إلى طرطوس في أواخر آب من العام 1982، وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في بيان رسمي لها أن نحو 9300 من أ‘ضاء منظمة التحرير الفلسطينية و2600 من أعضاء جيش التحرير الفلسطيني و3600 جندي سوري غادروا بيروت بين 21 آب/ اغسطس وأول أيلول/ سبتمبر، وأوضحت أن هذه الأرقام لا تشمل 175 شخصاً جرحى نقلوا إلى اليونان وقبرص.

كما كان رحل السيد ” ياسر عرفات” (أبو عمار) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى اثينا.وكان عرفات طالب في 16 أيلول/سبتمبر في مؤتمر صحفي عقده في روما، بعودة القوة المتعددة الجنسيات إلى بيروت لتتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين والنساء والأطفال فيها” وقال رداً على سؤال إذا كان أسف لمغادرة العاصمة اللبنانية ” ” كلا، أنني أسف فقط لشيء واحد هو كلمة الشرف التي أعطيت لي من قبل ثلاث دول كبرى”.

مساء 17 أيلول/سبتمبر 1982 بدأت تتسرب أنباء عن مذبحة في مخيمي صبرا وشاتيلا جرت خلال اليومين الماضيين، مذات الضحايا من شيوخ واطفال ونساء. وأجمعت التقديرات على أن العدد يفوق الـ 1400 شخص من الفلسطينيين واللبنانيين. اشكال القتل كانت متنوعة بين الخناجر والبلطات وإطلاق الرصاص والنسف بالقنابل اليدوية.

فقد بدأت المجزرة بعد ظهر يوم الخميس 16 أيلول/ سبتمبر واستمرت طوال يوم الجمعة، وصباح السبت 18 أيلول/ سبتمبر وقال الشهود الذين استطاعوا الهرب أن القتل كان يشمل كل حي حتى الكلاب والهررة والجياد ألخ… وأفتتح بعد احتلال القوات السرائيلية لمناطق المخيميين.كما أفادت وكالات الانباء آنذاك أن القوات الإسرائيلية قد اعتقلت ما يزيد على ألف شخص من سكان المخيمين.

وكتب آمنون كابليوك : ” بدأت المذبحة في الحال، واستمرت اربعين ساعة، دون انقطاع (…) خلال الساعة الأولى قتل المسلحون مئات الأشخاص. وكانوا يطلقون النار على كل ما يتحرك في الأزقة. وقد حطموا أبواب المنازل وصفّوا أسراً بأكملها كانت تتناول العشاء. وقد قتل بعض الأهالي في اسرتهم في لباس النوم. كما وجد في العديد من المساكن أطفال في الثالثة أو الرابعة من العمر كانواأيضاً في لباس النوس، تغطيهم بطانيات ملطخة بالدماء(…) في حالات عديدة كان المعتدون يبترون أعضاء ضحاياهم قبل القضاء عليهم. وكانوا يسحقون رؤوس الأطفال والرضع على الجدران. نساء وصبايا أغتصبن قبل أن يذبحن بالبلطحات. احياناً، كان الرجال يجرون من بيوتهم ليعدموا جمعياً وعلى عجل في الشارع بالبلطة والسكين، نشر المسلّحون الرعب وأخذوا يبيدون دون تمييز الرجال، والنساء، والأطفال، والشيوخ (…) لقد عثر على ايدي نسائية بترت من المعصم كي يمكن سرقة المجوهرات “.(آمنون كابليوك : ” تحقيق حول مذبحة صبرا وشاتيلا ” ، العربي للنشر والتوزيع، كانون الثاني / يناير 1984 – القاهرة (ص 43-44-45)

sabra-shatila1

وتوالت ردود الفعل،

فقالت إسرائيل في بيان رسمي تلاه المتحدث باسم وزارة الخارجية إن المجزرة ” دليل على ما كان يخشى وقوعه في بيروت لو لم يدخلها الجيش الإسرائيلي” ، ” لقد حاولنا منذ أن اكتشفنا أن هناك مذبحة تنفذ، جميع الوسائل والاجراءات الممكنة لوقفها والحؤول دون استمرارها بما في ذلك استخدام القوة ضد العناصر المتطرفة من الكتائب”.

– السيد ” شمعون بيريز” زعيم المعارضة وقتذاك قال أنه سيطلب عقد اجتماع للكنسيت لبحث مسألة المجزرة. كما ابرق النائب العمالي ” يوسي سارير” إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي “مناحيم بيغن” قائلا أنه كان على الجيش الإسرائيلي الحؤول دون عمليات القتل وأن المسؤولية الرهيبة ستلقى على إسرائيل.

– وطالب حزب “المابام” اليساري باستقالة بيغن ووزير دفاعه شارون ورئيس الاركان رفاييل إيتان. وقال حزب “شينوي” أن الوضع في بيروت يتطلب عودة القوة المتعددة الجنسيات اليها. وقال عضو الكنيست “شفوع فاي” ” أنه يتعين على اسرائيل الخروج من دولة يسودها الجنون”.وطالبت حركة “السلام الأن” باستقالة الحكومة.

– قال الجنرال “ارييل شارون” وزير الدفاع الإسرائيلي أنه يأمل أن تغادر القوات الإسرائيلية بيروت الغربية خلال بضعة اسابيع، واشار أن ” الجنود الاسرائيليين سينسحبون خطوة خطوة حيث يتخلون عن مواقعهم الرئيسية للجيش اللبناني عندما يقترب الجيش منها”. واضاف شارون أنه على رغم وفاة بشير الجميل ” فإن إسرائيل ستنجح في ابرام معاهدة سلام مع لبنان لأن لدينا ما يكفي من القوة المادية لنشتطيع أن نضمن الحصول على السلام الذي نستحقه”.

– اصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا قالت فيه ” لا يمكن اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن مصرع الجميل إلا من قبل شخص في غير حالته الطبيعية أو يحاول بخبث بذر بذور الشقاق”.

– أذاعت قيادة “القوات اللبنانية” بيانا قالت فيه انها ” تنفي نفيا قاطعا وجود قواتها في مخيمي صبرا وشاتيلا ” أو اشتراكها في أية عملية من هذا النوع أو في اية عمليات عسكرية في المنطقة المذكورة”. كما نفى ممثل “القوات اللبنانية ” “نعوم فرح” في باريس أيضا مجمل الانباء عن استراكها في المذبحة.

– نقلت الإذاعة الإسرائيلية نفي “الرائد سعد حداد”، قائد الميليشيات الحدودية، حول ما أذيع بان قواته احتلت مخيمي صبرا وشاتيلا. ,اضاف حداد بأن ” لدى قواته تعليمات مشددة بعدم اجتياز نهر الأولي شمالا متراً واحداً”.

كما احتج السيد “موريس درايبر” المبعوث الاميركي بشدة لدى ممثل وزارة الخارجية الإسرائيلي في بيروت مطالباً بأن تتوقف فوراً عمليات إبادة الفلسطينيين.

السيد ” ياسر عرفات ” (أبو عمار) فوجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي ” فرنسوا ميتران” “يتوسل” إليه فيها ” باسم الدماء الفلسطينية البريئة” التدخل فوراً لوقف المذابح الوحشية التي يرتكبها الإسرائيليون في بيروت ولسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان. وأضاف عرفات أن ” العالم أجمع يتحمل مسؤولية الجرائم التي يقترفها الجيش الاسرائيلي ضد السكان المدنيين في بيروت بالرغم من كل الوعود والضمانات، وانتهاكا لجميع الاتفاقات المبرمة مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي فيليب حبيب”. وقال عرفات في رسالته أن فرنسا بصفتها عضواً في القوة المتعددة الجنسيات تتحمل المسؤولية بشأن ما يجري في بيروت”.كما وجه عرفات رسائل مماثلة الى الرئيس السوفياتي ” ليونيد بريجينف ” وعاهل السعودية ” الملك فهد” وقداسة البابا ” يوحنا بولس الثاني”.كما بعث ” عرفات ” رسالة إلى السيد ” جافييه بيريز دي كويار” الأمين العام للأمم المتحدة طلب منه فيها عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي للبحث في ” الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال”.
وتلقى عرفات رسالة عاجلة من السيد “كلود شيسون” وزير العلاقات الخارجية الفرنسية ابلغه فيها بالاهتمام الذي يوليه الرئيس ميتران شخصياً للموقف في بيروت.
وكان السيد عرفات قد عقد مؤتمراً صحفياً في دمشق حمل فيه الدول المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات في بيروت مسؤولية المذابح التي ارتكبت ضد الفلسطينيين .

وجه الرئيس المصري “حسني مبارك” رسالة عاجلة إلى الرئيس الأميركي “رونالد ريغان” حث فيها الولايات المتحدة على ” التحرك فوراً لوقف المذبحة الدائرة الآن في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت”. وطالبه فيها “بتدخل حازم وقاطع” لأن الولايات المتحدة ” شريك كامل في عملية السلام في الشرق الأوسط ومسؤولة عن ضمان تنفيذ اتفاق بيروت الذي سبق أن قدمه المبعوث الأميركي فيليب حبيب”.

أذاعت ممثلة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة بيانا أميركيا – إيطاليا – فرنسيا مشتركاً دعت فيه الدول الثلاث الأمين العام للامم المتحدة إلى إرسال مراقبين دوليين فوراً إلى بيروت تطبيقا لقرارات مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد. واشار البيان إلى أن الحكومة اللبنانية وافقت على هذا الطلب بعد التشاور مع ممثليها في الأمم المتحدة.

أما في واشنطن فقد ابدى الرئيس الأميركي ” رونالد ريغان ” “هلعه واسمئزازه” تجاه المذبحة التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون ووصفها بأنها ” مأساة رهيبة”. وأعلن أن الولايات المتحدة كررت طلبها لإسرائيل لسحب قواتها فوراً من بيروت الغربية. وقال ” لقد عارضت بشدة تحرك اسرائيل إلأى بيروت في أعقاب اغتيال بشير الجميل” ، لاننا نعتقد أن هذا خطأ من حيث المبدأ، وخوفاً من أن ذلك سوف يثير قتالاً جديداً. واضاف أن اسرائيل أدعت أن ” تحركاتها ستمنع مثل هذه الماساة التي وقعت الآن وهو أمر لم يحدث وقد جرت المذبحة نتيجة لدخول الإسرائيليين لبيروت الغربية”.

الرئيس الفرنسي ” فرنسوا ميتران” فأعرب عن “رعبه ” ازاء الأنباء عن مذابح بيروت. وقال في بيان رسمي صدر عن قصر الإليزيه ” أن المجتمع الدولي يجب أن يقف في وجه مثل هذه المجازر ويتخذ الإجراءات اللازمة لمنعها”. وأضاف البيان ” أن المسؤولين عن هذه التجاوزات يخونون القضايا التي يعتقدون أنهم يخدمونها”.

اصدرت وزارة الخارجية الإيطالية بيانا قالت فيه ” لقد ابلغ وزير الخارجية اميليو كولومبو حكومتي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا عبر سفيرينا في باريس وواشنطن أن الحكومة الإيطالية مستعدة للمشاركة في قوة حفظ سلام دولية لضمان سلامة سكان العاصمة اللبنانية، وفي هذا المعنى تاخذ المبادرة إعادة تشكيل القوة ” المتعددة الجنسيات” بموافقة بيروت “.وذكر البيان أن الاقتراح بإعادة تشكيل القوة ” اتخذ بعد المذبحة في بيروت”.

الأمين العام للأمم المتحدة السيد ” جافييه بيريز دي كويار” فاعرب عن “صدمته وفزعه ” من الانباء عن قتل المدنيين في مخيمات بيروت الغربية.

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات لبحث الموقف في بيروت إثر المذبحة التي تعرض لها المدنيون في المخيمات الفلسطينية .
وكان مجلس الأمن قد اتخذ قبل ذلك بساعات قرارا دعا إلى انسحاب إسرائيل الفوري من بيروت الغربية وتنفيذ القرار رقم 516 الخاص بنشر مراقبي الأمم المتحدة لمراقبة الوضع في بيروت وحولها.

في 19 أيلول/سبتمبر 1982 دخلت وحدات من الجيش اللبناني مخيمي صبرا وشاتيلا فيما غادرتها القوات الإسرائيلية وقد تكشفت تفاصيل جديدة عن المؤامرة وكيفية حدوثها تقول أنه بعد احتلال الجيش الإسرائيلي للمخيمات دخلتها بعد ظهر الخميس عناصر عسكرية مسلحة، اختلف الشهود في تحديد هويتها الحقيقية، وبدأت تطلق النار على كل ما يتحرك في المخيم وعلى ضوء القنابل المضيئة التي أطلقتها القوات الإسرائيلية وحولت ليل المخيمين إلأى نهار كانت هذه العناصر تطارد من منزل إلى منزل من بقي حيا في حين لم تسمح القوات الإسرائيلية التي تطوق المخيمين لأي كان بالخروج منه واستمرت عملية التقتيل أيضاً طوال يوم الجمعة وصباح السبت، مما أعطى القتلة وقتاً كافياً لإبادة كل ما كان موجوداً داخل دائرة الطوق هذه ونسف المنازل على الجثث والقيام بمحاولات دفن جماعي للتخلص من بعض آثار المذبحة.واشارت الاحصاءات الأولية الى أن هناك المئات من اللبنانيين بين ضحايا المجزرة.

اتخذ مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً أدان فيه ” المذبحة الإجرامية للمدنيين الفلسطينيين في بيروت”.

اصدرت الحكومة الاسرائيلية، بعد اجتماع لها، بياناً جاء فيه أن ” أي اتهام مباشر أو غير مباشر” لإسرائيل بالمسؤولية عن مجازر صبرا وشاتيلا هو مجرد “تشهير” بها.
واعربت الحكومة عن “اسفها العميق ” للخسائر البشرية الكبيرة وقالت أن الجيش الإسرائيلي أجبر ” الميليشيات المسيحية على مغادرة المخيمين “فور علمه بوقوع الحادث”.

طلب الرئيس “اسحاق نافون” رئيس دولة إسرائيل من السيد ” مناحيم بيغن” رئيس الوزراء أن يقدم تقريراً عن المجازر التي جرت في مخيمات الفلسطينيين في بيروت.

قال السيد “اسحاق شامير” وزير الخارجية أنه يحمل السلطة اللبنانية مسؤولية رفض الجيش اللبناني التنسيق مع القوات الإسرائيلية في عملياتها ببيروت. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سمح للكتائب بدخول المخيمات ” للبحث عن الإرهابيين”.

قال الجنرال “رفاييل إيتان” رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي عقده قرب المدينة الرياضية في بيروت ، “لم يعد هناك ارهابيون في بيروت الغربية، إلا أنني لا أعرف مع ذلك متى سينسحب الجيش الإسرائيلي فعليا من هذا القطاع اذ نكتشف فيه بصفة مستمرة مخابئ اسلحة وذخيرة”. ونفى ايتان مسؤولية جنوده عن المذبحة وتابع ” نحن لا نأمر الكتائب، ولسنا مسؤولين عنهم، فالكمتائب لبنانيون ولبنان هو لهم، وهم يتصرفون كما يرون”. واشار ان ميليشيات سعد حداد لم يكن لها دخل في المذابح. واتهم المبعوث الأميركي موريس درايبر ورئيس الحكومة اللبنانية شفيق الوزان بعرقلة المساعي لاجراء تنسيق مباشر بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي.

صرح السيد ” شمعون بيريز” زعيم المعارضة الإسرائيلية أنه لا يعتقد أن الجيش الإسرائيلي أو رئيس الوزراء أو وزير الدفاع مسؤولون عن مجزرة بيروت. وقال بعد اجتماع طارئ لحزب العمل أنه يدعو بيغن وشارون إلى الاستقالة ” لانهما يتحملان مسؤولية وزارية عن أمرين الأول هو دخول بيروت، والثاني هو كما قال مسؤول في وزارة الخارجية، لأنهما سمحا للكتائب بدخول المخيمات للبحث عن الإرهابيين”. وختم بيريز بالقول ” أن القوات الإسرائيلية يجب أن تخرج في هذه اللحظة بدون شروط”.

كذلك اصدر حزب العمل الإسرائيلي بيانا طالب فيه شارون وبيغن بالاستقالة، كما طالب عضو الكنيست “ودخاي ديتشوفسكي” من رئيس الوزراء إقالة وزير دفاعه شارون من منصبه. كذلك قام أعضاء حركة ” السلام الآن” بجمع تواقيع عدد من اعضاء الكنيست وعدد كبير من الكتاب ورجال الفكر على عريضة تطالب الحكومة بالاستقالة.

تجمع مئات من المتظاهرين، بينهم ممثلون عن الاحزاب السياسية الرئيسية المعارضة ونواب في الكنيست، أمام مقر “مناحيم بيغن” رئيس الوزراء في القدس احتجاجا على مذابح بيروت. كما قامت تظاهرة في حيفا وأخرى بالقرب من رأس الناقورة.

أصدرت المؤسسات والشخصيات الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بيانا أعلنت فيه الإضراب يوم 20 أيلول / سبتمبر واعتبرته يوم حداد قومي ” تخليداً لذكرى لمذابح التي تعرضت لها مخيمات اللاجئين في بيروت الغربية”.

كذلك قامت تظاهرة في نابلس اطلق عليها الجنود النار بغزازة مما أدى إلى اصابة أحد المتظاهرين.

قال السيد “ياسر عرفات” رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مؤتمر صحفي عقده في دمشق ” أن المذابح التي تشهدها بيروت الغربية خططت لها إسرائيل ونفذتها بينما غطتها الولايات المتحدة الأميركية تماماً”.

بعد اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني، عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا نوقش خلاله الوضع في بيروت الغربية. وقد وجهت اللجنة التنفيذية دعوة للجماهير العربية للقيام باضراب رمزي لمدة نصف ساعة ظهر يوم 20 أيلول/ سبتمبر احتجاجاً على المجازر، كما طالبت بطرد إسرائيل فوراً من الأمم المتحدة، وبسحب القوات الإسرائيلية فوراً من بيروت الغربية وكل لبنان، وقررت دعوة الجمعية العامة للإمم المتحدة للإنعقاد لبحث الوضع كما دعت إلى عودة القوات المتعددة الجنسيات إلى لبنان لضمان إنسحاب إسرائيل.

عقد الرئيس السوري “حافظ الأسد” والسيد “ياسر عرفات” رئيس اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف اجتماعا انضم إليه فيما بعد كبار المسؤولين السوريين والفلسطينيين. وأعلن السيد عرفات أن الرئيس الأسد أبلغه في الاجتماع أن الحكومة السورية ستوافق على كل قرار يتخذه الفلسطينيون.

ودعت الامانة العامة لجامعة الدول العربية الى اجتماع طارئ يوم 20 أيلول/ سبتمبر في تونس لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب منظمة التحرير الفلسطينية للبحث في غزو القوات الإسرائيلية لبيروت والمذابح في المخيمات الفلسطينية، واجتمع الامين العام لجامعة الدول العربية الشاذلي القليبي بسفراء الولايات المتحدة وفرنسا وأيطاليا في تونس، وسلمهم رسائل إلأى رؤساء الدول الثلاث يحثهم فيها على اتخاذ خطوات لارغام إسرائيل على اتخاذ اجراء فوري لانهاء المجازر والانسحاب من بيروت الغربية.

قال رئيس الحكومة اللبنانية ” شفيق الوزان ” أن مجزرة المخيمات أظهرت تقصير العالم، وطالب بعودة القوات المتعددة الجنسيات وقال ” أني أحمل المسؤولية للأميركيين لأنهم أعطوا ضمانات خطية بعدم دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية”.

استنكر المرشح الرئاسي الشيخ “أمين الجميل” المجزرة التي حصلت في مخيمي صبرا وشاتيلا، ونفى نفيا قاطعا أن تكون لحزب الكتائب أية علاقة بها.

عقد اللقاء الوطني الاسلامي اجتماعا في منزل الرئيس صائب سلام، وصدر عن المجتمعين بيان استنكر بشدة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت الغربية والمجازر الوحشية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، وحمل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية المجازر، كما طالب باستقدام فوري لقوات دولية فاعلة، ودعا إلى توجيه طلب رسمي إلى الحكومة الفرنسية للإسراع بغرسال قوات فرنسية إلى لبنان.

أدان الشيخ “حسن خالد” مفتي الجمهورية اللبنانية الجرائم الإسرائيلية في المخيمات وحمل أميركا وفرنسا وإيطاليا مسؤولية ذلك.

حمل الرئيس ” رشيد كرامي” السلطة اللبنانية مسؤولية ما يجري من احتلال ومجازر ” اوضعها أوراقها” في يد أميركا.

أدان قادة احزاب وتنظميات وطنية وحركة “أمل” المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية الغازية وأعوانها في المخيمات الفلسطينية ، وحملوا أميركا مسؤولية ما يجري منتقدين الصمت العربي، داعين إلى جبهة لبنانية وطنية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتأمين جلائه عن لبنان وعاصمته.

وفي بيان سوفياتي رسمي طلب من مجلس الأمن الدولي البحث في فرض عقوبات ضد إسرائيل، وقال أنه من المنطقي السؤال عما إذا كان ينبغي السماح لإسرائيل بالبقاء عضواً في المنظمة الدولية. واتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب المجزرة التي ذهب ضحيتها ما يزيد عن 1500 من المدنيين في مخيمي صبرا وشاتيلا.

جرت في باريس تظاهرة ضخمة شارك فيها فرنسيون وفلسطينيون وعرب للإعراب عن ادانتهم للمجازر في بيروت الغربية.

وصفت السيدة ” مارغريت تاتشر” رئيسة الوزراء، في طوكيو، مذابح المخيمات بأنها ” بربرية ولا يمكن تصديقها”، وقالت أنه ” يتعين تعنيف القتلة بشدة”، واضافت ” أنه ما يزال يتعين توضيح ما حدث على وجه الدقة”.

اصدرت رئاسة الحكومة الإيطالية بيانا أعربت فيه عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ ” للاعمال الدموية التي ارتكبها أو سمح بها الجيش الإسرائيلي ومذابح اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين اللبنانيين خلال الساعات الـ 24 الاخيرة في بيروت”. ووجهت نداء إلى الحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار فوراً وسحب قواتها من بيروت.وأكدت رئاسة الحكومة رغبة إيطاليا بإعادة القوة المتعددة الجنسيات الإيطالية والفرنسية والأميركية إلى بيروت لتوفير أمن السكان المدنيين في العاصمة اللبنانية.

أدانت الحكومة الإسبانية في بيان لها مذابح المخيمات في بيروت وقالت أنها ” عمل بربري” وذكرت أنها تدرس المساهمة في كل الجهود الدولية لتوفير الأمن لسكان بيروت ولإيجاد حل يضمن إقامة دولة لبنانية حرة ومستقلة وموحدة.

اتهم بيان صادر عن الحكومة الصينية إسرائيل بارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين ” بدماء باردة “، وقالت أن المجتمع الدولي لن يتحمل جرائم إسرائيل اللاإنسانية.

قال قداسة البابا “يوحنا بولس الثاني “، في موعظة ألقاها أمام مقره، أن المجازر التي ارتكبت في بيروت ” ألقت بالإنسانية إلى اسفل الحضيض” وقال ” لا توجد كلمات نستطيع فيها التعبير عن إدانتنا لهذه الجرائم التي إرتكبتها قوى الشر”.

في طهران فأعلن رئيس الوزراء الإيراني مير حسين موسوي آنذاك يوم الأثنين في 20 أيلول/سبتمبر 1982 يوم حداد وطني على ضحايا مجازر المخيمات في بيروت.واصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيان ” أدانت ” فيه ” العدوان الصهيوني واحتلال بيروت الغربية والمذبحة الوحشية لسكانها الأبرياء المسلمين الفلسطينيين واللبنانيين”. وحملت المسؤولية للولايات المتحدة وإسرائيل ” بالتعاون مع مرتزقة الكتائب”.

ادان الرئيس الباكستاني ضياء الحق بشدة المذابح التي جرت في بيروت ، وقدم التعازي باسمه وباسم الشعب الباكستاني لعائلات الضحايا.

ناشد ” الملك فهد ” عاهل السعودية، في بيان أصدره الديوان الملكي، دول العالم وقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في بيروت الغربية، ودعاها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه العمل الإجرامي الذي يفضح النوايا الإسرائيلية.وبعث “الملك فهد” برسالة الى السيد “ياسر عرفات” وعد فيها بمواصلة الجهود ” لردع العدو الغاصب وانسحابه الفوري من الأراضي اللبنانية”.
كما وجه أيضاً رسالتين إلى الرئيس اللبناني ” إلياس سركيس” ورئيس الوزراء ” شفيق الوزان” طالب فيهما ببذل ” كل الطاقات الممكنة” من أجل حماية المخيمات الفلسطينية

أعرب الرئيس التونسي ” الحبيب بورقيبه” عن تاثره واستيائه الشديدين حيال ” الجريمة البشعة” التي ارتكبتها قوات الغزو الإسرائيلي وحلفاؤهما.

قال بيان صادر بعد جلسة مجلس الوزراء الأردني أن مجزرة المخيمات الفلسطيني ” نفذت ضمن خطة محسوبة من قبل القوات الغازية وحلفائها من ميليشيات سعد حداد”. وأضاف البيان ” أن مجلس الوزراء لا يجد من العبارات ما يمكن به وصف هذه الجريمة التي حدثت تحت بصر العالم” . ودعا الولايات المتحدة إلى احترام وعودها بحماية الفلسطينيين في بيروت الغربية.

صدر عن وزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة بيان ألقى مسؤولية مجازر المخيمات على الولايات المتحدة الأميركية. وناشد المجتمع الدولي وخاصة الدول العظمى إلأى القيام ” بعمل جاد لوقف الإعتداءات الإسرائيلية واسنحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان.

صدر عن وزارة الخارجية في اليمن الشمالية بيان ألقى مسؤولية المذابح في بيروت على الولايات المتحدة الأميركية.

دعت اليمن الديمقراطية الأمم المتحدة لإرسال وفد بصورة عاجلة لإجراء تحقيق في المذابح التي ارتكبت داخل مخيمات الفلسطينيين في بيروت الغربية.

جرت تظاهرة نسائية ضخمة في الكويت إحتجاجاً على المجازر التي جرت في بيروت. وسارت المتظاهرات في الشوراع وهن يهتفن بشعارات معادية للولايات المتحدة الأميركية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.