مخيم اليرموك والبحث عن مبررات التدخل

Syria-Palestinian-Refugees

صحيفة الوطن العمانية ـ
رأي الوطن:

كلما احترقت ورقة أرادت من خلالها الأطراف الساعية إلى تدمير سوريا عبر عملائها المحاربين بالوكالة في الداخل السوري من المعارضة السورية، اختلقوا ورقة أخرى وهكذا بحثًا عن السبل والمبررات التي تسمح لهم بالقيام بتدخل عسكري مباشر خاصة وأن كل الترتيبات لهذا التدخل جاهزة تقريبًا، من نشر منظومة صواريخ باتريوت على الحدود التركية ـ السورية حيث باشر أمس الجنود الألمان والهولنديون المكلفون بنشر المنظومة أعمالهم، إلى جانب قوات خاصة أميركية ـ بريطانية ـ فرنسية ـ تركية، على الحدود مع سوريا، وكذلك عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية وبعض الدول العربية، بالإضافة إلى وجود ضباط عسكريين على الأرض السورية تابعين لتلك الدول يخططون ويوجهون المحاربين بالوكالة.
وبعد أن احترقت ورقة المجازر المرتكبة بحق الأطفال والنساء لإثارة الرأي العام ومحاولة إلصاقها بقوات حفظ النظام السورية والتي كانت تتزامن مع انعقاد كل مؤتمر يتعلق بالأزمة السورية، وورقة الأسلحة الكيماوية المزعومة والنفي الرسمي السوري بشأنها ونفي مزاعم استخدامها إن وجدت والتطمينات الروسية أيضًا، وورقة صواريخ سكود التي من الناحية العسكرية تحتاج إلى مديات طويلة ومساحة التدمير تعد أقل عن مساحة تدمير الطائرات الحربية، ها هم الساعون إلى تدمير سوريا يلعبون على ورقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وهي ورقة إنسانية بحتة، وتعد عنوانًا ضخمًا لسوريا وشعبها وحكومتها على ما قدموه من كرم الضيافة ونصرة للأشقاء الفلسطينيين، واحتضانهم واعتبارهم مواطنين سوريين لا لاجئين فلسطينيين لهم حق المواطنة وكل ما يترتب عليها من حقوق وواجبات، بل إنهم أصبحوا مكونًا مهمًّا من مكونات المجتمع السوري، منذ النكبة وحتى اليوم، ونالت سوريا شرف الذود وتخفيف آلام الشعب الفلسطيني المكلوم الذي تتكالب عليه الأمم كما تتكالب على سوريا اليوم لما يجمعهما من أخوة وهمٍّ مشترك وقضية عادلة يجاهدون من أجلها.

ولهذا لم يطق الساعون إلى تصفية القضية الفلسطينية التي يتصدرها اللاجئون، والساعون إلى تدمير سوريا أن تبقى الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على الحياد، بل يجب عليها أن تعلن تمردها ورفس كل ما أسبلته عليها سوريا شعبًا وحكومةً وتتنكر لما قدمته سوريا من أدوار وتضحيات، وتحملها الحصار والمقاطعات الاقتصادية والدبلوماسية وغيرها من الضغوط والاتهامات الغربية في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني.

ولذلك يرى هؤلاء الساعون إلى تدمير سوريا وعملاؤهم من العصابات الإرهابية أنه حان الوقت ليؤدب الفلسطينيون والسوريون الذين ناضلوا من أجل شرف الأمة وقضيتها العادلة القضية الفلسطينية، أولًا بقتل وتهجير كل فلسطيني يرفض التنكر لوطنه الثاني سوريا، وثانيًا استخدامهم ورقة توظف سواء في التدخل العسكري الأجنبي المباشر أو في أي اتجاه آخر يؤدي إلى زعزعة سوريا وتفتيتها، وكذلك لفك أي ارتباط بين سوريا والقضية الفلسطينية من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة تشويه الصورة الناصعة للدور القومي والعروبي والأخوي في نصرة الأشقاء الفلسطينيين واحتضانهم، بأن هؤلاء السوريين الذي يتشدقون بنصرتهم الشعب الفلسطيني هم من يقتله ويهجره وغير ذلك من صور التشويه التي يلعب فيها الإعلام العربي الموالي للساعين لتدمير سوريا وعملائهم وعصاباتهم الإرهابية والتكفيرية.
ولكن على الرغم من كل ما يحاك ضد سوريا، في تقديرنا، أن سوريا قادرة على صد العدوان الذي يستهدفها وحرق ورقة مخيم اليرموك كما حرقت من قبل ورقة مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية، وورقة المجازر المفضوحة، وورقة الأسلحة الكيماوية وكذلك صواريخ سكود، مع قناعتنا بأن محاولات الافتراء والكذب لن تتوقف ضد سوريا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.