من الصحافة الايرانية: الغرب وهزيمته في حربه الثقافية

iranian-newspapers02102012

قضايا عديدة تناولتها الصحف الإيرانية على صفحاتها يوم أمس، فيما يلي جولة أعدتها صحيفة الوفاق افيرانية على أبرز هذه الموضوعات:

*الغرب وهزيمته في حربه الثقافية

في مستهل مقالته الافتتاحية بصحيفة حمايت، يقول الكاتب “قاسم غفوري” إلى جانب الصراعات الداخلية والعرقية والقبلية، فإن غزو الجيوش الغربية للقارة السمراء افريقيا يشكل المشكلة الكبيرة في هذه القارة.
ويمكن مشاهدة المثال الواقعي لهذا الموضوع في التواجد العسكري الفرنسي في افريقيا الوسطى ومالي وكذلك التحركات الأميركية لتعزيز وجودها العسكري في النيجر وشمال أفريقيا. إن أسباب الغزو الغربي لافريقيا متعددة ولكن بشكل عام يمكن الإشارة إلى أن المحور الرئيسي لهذا الغزو هو من أجل تحقيق مصالحه الاقتصادية، وفي ظل هذه الظروف يمكن ملاحظة نقطة مهمة تتعلق بالتحركات الغربية في أفريقيا وهي الإخفاقات الغربية في هذا المجال.
ونوهت الافتتاحية إلى أن أهم دوافع الاستعمار الغربي، هو فرض الثقافة الغربية على الدول الأخرى، وأن التاريخ الاستعماري يوضح لنا بأن المستعمرين حاولوا بعد دخول واحتلال البلدان، مسخ الهوية الثقافية لشعوب تلك البلدان وإيجاد هوية جديدة محلها، ولهذا قامت الدول الغربية منذ بداية احتلالها لهذه الدول ببناء الكنائس والمراكز الغربية من أجل سوق الجيل الشبابي نحو أهدافهم وبالتالي القضاء على روحهم القومية وثقافتهم الأصيلة.
وعلى الرغم من التكاليف الباهظة التي تحملتها الدول الغربية على هذا الطريق فإن الشواهد تؤكد هزيمتهم في هذا المجال وخير دليل على ذلك اندلاع الصحوة الإسلامية في شمال افريقيا، كما حدث في ليبيا ومصر وتونس والمغرب.
إن أهم عنصر في هذه التحركات الشعبية، كان من أجل محاربة الاستبداد الداخلي والتصدي للاستعمار الأجنبي، بحيث أن إحراق العلم الأميركي في هذه الاحتجاجات الشعبية كانت ظاهرة مشتركة وطبيعية.
وختاماً فإن الغرب يسعى إلى تلميع صورته في هذه الدول والتحرك بوجه جديد من أجل الإيحاء بفشل وعجز الحكومات الوطنية وضرورة الاقتداء بالدول الغربية، والتي تعتبر في الواقع تصدياً لتيار الصحوة الإسلامية في افريقيا والشرق الأوسط، لأن أساس وهدف الصحوة الإسلامية هو محاربة الظلم والاستبداد والاستعمار، بينما يحاول الغرب تشويه مفهوم التصدي للاستعمار في مواجهة الطغيان الغربي.

* أردوغان وأزمة الفضائح المالية

صحيفة (طهران إمروز) علقت على الفضائح المالية التي تلحق بحزب أردوغان فقالت: أثارت فضيحة الرشوة والفساد الكبرى، في تركيا جدلاً واسعاً، بحيث طالبت قوى المعارضة الرئيسة “أردوغان” وحكومته بالإستقالة. وقد اعتقلت الشرطة التركية أبناء وزراء «الاقتصاد»، و«الداخلية» و«البيئة والتخطيط العمراني» ورجال اعمال لتورطهم في قضايا الفساد المالي الذي قدر بـ(87) مليار يورو، مما شكّل تحديات سياسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم خصوصاً في هذه المرحلة التي يستعد البلد لإجراء الانتخابات البلدية والتشريعية.
وتتابع الصحيفة تقول: مما لاشك فيه أن مثل هذه الأزمات تترك آثاراً بالغة على مستقبل حزب العدالة والتنمية السياسي، خصوصاً في هذه المرحلة التي فقد فيها أردوغان شعبيته بسبب الخطأ الكبير الذي ارتكبه، بدعمه للعصابات الإرهابية في سوريا، وتحالفه مع قطر والسعودية لإسقاط الحكومة في سوريا. كما أن سقوط حكومة الإخوان المسلمين في مصر والتي كانت بمثابة الحليف الأكبر لأردوغان شكل ضربة قاصمة لحزب العدالة والتنمية، فضلاً عن قضايا أخرى داخلية لا تقل أهمية عن قضية سوريا كالأزمة والتظاهرات الشعبية في مدينة اسطنبول، والتي استغلتها الأحزاب المعارضة ضد حزب العدالة ومستقبل أردوغان السياسي.
وأخيراً، قالت (طهران إمروز): إن اردوغان يقف أمام امتحان بالغ الصعوبة، فاذا لم يتمكن من تغيير الأوضاع لصالحه، سيخسر الإنتخابات القادمة أمام الأحزاب العلمانية وباقي الأحزاب المنافسة ولن يتمكن من الحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان القادم.

* أسباب الهجوم العسكري الغربي على أفريقيا

تحت عنوان “أسباب الهجوم العسكري الغربي على أفريقيا” قالت (سياست روز): تشهد غالبية بلدان القارة الافريقية حروباً ونزاعات أوجدت ظروفاً استثنائية. فإلى جانب أزماتها الإقتصادية، تواجه أزمات كبرى كالحروب الأهلية التي افتعلها الغرب لتنفيذ مؤامراته ونهب ثروات هذه القارة، وفي هذا السياق كان الغرب ولايزال يعتمد على عنصر الهجوم الثقافي لاقتحام أفريقيا وإيجاد ثقافات جديدة، كشروعه في بناء الكنائس لنشر الدين المسيحي، والمراكز الثقافية الغربية، لاستمالة جيل الشباب وغسل أدمغتهم ومحو الروح الوطنية لديهم، ودفعهم للإنخراط في متاهات الإغراءات الغربية. ولفتت الصحيفة الى أنه ورغم كل ما فعله الغرب، نشاهد أن الامور كانت على العكس تماماً، فالصحوة الاسلامية انطلقت من تلك القارة ومن شمالها كتونس وليبيا ومصر والمغرب، وتمحورت حول مقارعة الاستعمار، بدليل أن التظاهرات تخللها إحراق الجماهير للإعلام الأمريكية. ما يعني أن قضية إرسال الغرب لقواته الى أفريقيا بذريعة بسط الأمن وانهاء الحروب الأهلية في هذه القارة هو في الحقيقة لمواجهة الصحوة الإسلامية والحيلولة دون اتساع رقعتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.