نواف الموسوي: إسرائيل تحاول الاعتداء على لبنان من خاصرته سوريا

 

رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، ان “إسرائيل ومعه حلفاءه من أنظمة عربية وقوى دولية، تلجأ إلى محاولة الاعتداء على لبنان من خاصرته سوريا، وهذه المعركة تخاض وفق عناوين واضحة، وهي أن هناك من يريد اسقاط هذه الدولة ليتخذ من بعد سقوطها منصة للاجهاز على لبنان”، قائلاً: “فإننا نواجه عدوا لا لبس في عدائه للبنان بأسره، بل لا لبس لعدائه للانسانية كلها، فما نراه من أفعال يعكس ما نعلمه من أفكار أحالت هذه المجموعات التي تقاتل في سوريا إلى خطر يهدد كل إنسان، ولو كتب لهذه المجموعات المسلحة أن تنتصر في سوريا، لكنا قرأنا السلام على لبنان وطنا وشعبا، ولذلك نقول مجددا إن الحريص على لبنان من المخاطر التي تتهدده لا يلجأ إلى إعلان موقف التحييد والحياد، لأننا لسنا في ترف اختيار العدو، بل أن العدو يفرض نفسه فرضا علينا”.

وخلال إحتفال تكريمي أقامه حزب الله في حسينية بلدة بافليه، أضاف ان “ما ندعو إليه في لبنان هو إستئصال المجموعات التي تبث الفكر التكفيري في لبنان، وإن بث هذا الفكر فضلا عن الاعتقاد به هو جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني، لأن هذا الفكر معاد لصيغة التنوع والتعدد والقبول بالآخر والاعتراف به واحترامه والعيش معه عيشا واحدا، وحتى الآن لم نر من السلطات القضائية أو الأمنية جهدا منصبا على ملاحقة أصحاب الفكر التكفيري الذين يعتلون المنابر أو يعقدون الحلقات هنا وهناك، وإن الفكر التكفيري هو المصنع الذي يتم فيه تصنيع الانتحاريين المتفجرين، ولذلك كما نلاحق السيارة المتفجرة وأدوات التفجير، علينا أن نلاحق الفكر الذي يحرض على القتل وعلى الانتحار من باب تكفير الآخر”.

كما شدد على “وجوب إعتماد طريق الحوار الوطني لتضييق شقة الخلاف، بحيث لا ينفذ المتآمرون على لبنان من الشكوك والصدوع لكي يطوروا الصيغة اللبنانية أو يهددوا وطننا، وعلى الرغم من رفعنا المتكرر لشعار الحوار واتخاذ الخطوات الجادة في سبيله، إلا أننا لا زلنا نواجه صدودا من الفريق الآخر”، معتبراً ان “ما يحول دون إطلاق الحوار في لبنان هو إصرار دولة إقليمية على التعامل مع لبنان كساحة للتعويض عن خسارة في سوريا أو ساحة للثأر من هزيمة فيها، وهذه الدولة الإقليمية بمواقفها وبسياستها هي التي تهدد لبنان، ولذلك من كان حريصا على لبنان لاسيما إذا كان في المناصب العليا عليه أن لا يتصرف وفق ما تمليه عليه رغبات هذه الدولة الإقليمية، لأن تنفيذ رغبات هذه الدولة سوف يؤدي إلى ضرب الإستقرار في لبنان”، مشدداً على ان “إعتماد سياسة الدولة الإقليمية الناقمة سيؤدي إلى المساس بالسلم الأهلي في لبنان، ولذلك لا يمكن لأحد أن ينزل عند رغبة هذه الدولة الإقليمية لتقرر شكل الحكم في لبنان، لأن قرارها يصدر عن روحية الثأر أو روحية محاولة الإستعاضة عما فقدته، ومن يريد أن يعمد إلى خطوات لاسترضاء هذه الدولة الإقليمية يكون قد أدخل لبنان في نفق الفوضى والخراب، لأن سياسات هذه الدولة الإقليمية لا تريد حوارا في لبنان ولا تريد تفاهما فيه، بل هي لا تمانع في دفع هذا البلد إلى أقصى أنواع الإضطراب والمواجهة”.

وأضاف ان “حكومة المرسوم غير المتوافق عليها هي حكومة كأنها غير قائمة أصلا، ولذلك هي لا تستطيع أن تزاول أي عمل من الأنواع العمل الحكومي، لأن حكومة تصريف الأعمال ما زالت تحظى بالشرعية الدستورية لكونها حكومة تصريف أعمال، وتحظى بالشرعية الوطنية لأنها لم تسقط أو تستقل لأنها سقطت في امتحان الثقة في المجلس النيابي، بل استقالت لأن رئيسها استقال، وأما النصاب الذي حصلت عليه في الثقة في المجلس النيابي فلا يزال كما هو، وبالتالي هي لم تفقد شرعيتها الوطنية والدستورية والميثاقية، وبالتالي هي الحكومة القائمة، ولا حكومة أخرى إلا الحكومة المتوافق عليها”، قائلاً: “إذا أردنا حكومة جديدة فعلينا تأليفها على أساس التوافق على صيغة التسوية ونقاش حول توزيع الحقائب، وبهذا نكون جعلنا لبنان في منأى عن سياسات خطرة سببها الحقد والثأر، ونعمل على تحييده، ونحن غير مقتنعين بنوع التحييد الذي يدعونا إليه الفريق الآخر، ولكن على الاقل عليهم أن يلتزموا بنهجهم الذي يدعون فيه إلى التحييد، وأن يحيدوا لبنان عن سياسات الحقد والثأر الإقليمية، وتحييد لبنان يكون عبر التوصل إلى هذه الحكومة عبر صيغة التسوية التي يجب التوافق عليها بحيث تنال الثقة في البرلمان وتكون مقدمة للدخول الى الإستحقاق الرئاسي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.