نيويورك تايمز: أزمة غذائية هائلة تلوح في الأفق قد تضيف مأساة جديدة في جنوب السودان

sudan-southsudan-flags

حذرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الامريكية من ازمة غذائية خطيرة تلوح في الافق في جنوب السودان قد تضيف مأساة جديدة ومزيدا من التعقيد على الازمة المتفاقمة منذ اشهر في هذا البلد الافريقي الاحدث نشأة في العالم.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، انه بعد مرور خمسة اشهر على اندلاع الحرب التي راح ضحيتها الاف الاشخاص وادت الى تشريد اكثر من مليون شخص في جنوب السودان ، قد لا تكون هذه المأساة سوى مجرد البداية ، فأزمة غذائية حادة تقف على الاعتاب ستكون عواقبها وخيمة للغاية اذا لم يتم اتخاذ اجراء فوري لمعالجتها.
ونقلت الصحيفة عن هيلدي جونسون، رئيسة بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان، قولها ان “كل المعطيات تشير الى احتمالية نشوب اسوأ ازمة غذائية في تاريخ جنوب السودان ، وقد ينطوي ذلك على حدوث مجاعة بنسب هائلة”.
ونشبت الحرب الاهلية في جنوب السودان في شهر ديسمبر الماضي ، حين اندلعت اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس سيلفا كير والقوات الموالية لنائبه السابق رياك مشار.. وخلال وقت قصير اتخذ الصراع بعدا عرقيا انغمس فيه اكبر قبيلتين في البلاد ، وهما قبيلة /الدينكا/ التي ينتمي اليها كير و /النوير/ التي ينتمي اليها مشار.
وتسببت اعمال القتال والعنف الضارية في تشريد مئات الالاف من الاشخاص وأدت الى تعطيل موسم الزراعة وخلقت مشاكل كبيرة لموسم الحصاد القادم وعرقلت اعمال الصيد وفقدت بسببها الماشية ، كما تفشى مرض الكوليرا في العاصمة /جوبا/ وهناك تهديدات بانتشاره في اجزاء اخرى من البلاد.
ويوم امس /الاثنين/، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وفاة تسعة أشخاص بسبب مرض الكوليرا بعاصمة جنوب السودان، جوبا.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جاساريفيك ان “تسعة أشخاص لقوا حتفهم بعد تفشي مرض الكوليرا بجوبا”.. مضيفا ان 138 حالة إصابة سجلت حتى الان في جوبا والمناطق المحيطة بها.
وفي اجزاء اخري من البلاد، بدا واضحا انتشار سوء التغذية وبالتالي تفشي بعض الامراض الناتجة عن نقص الغذاء والمياه النظيفة.
وقال عمال مساعدات اجانب ومواطنين مهاجرين “ان بعض المشردين كانوا جائعين للغاية ، لدرجة جعلتهم يلجؤون الى أكل الاعشاب واوراق النباتات”.
وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر في وقت سابق من الشهر الجاري من انه “اذا استمر الصراع في جنوب السودان، فقد يتعرض قرابة نصف مواطني هذا البلد الذي يقدر تعداد سكانه بنحو 12 مليون شخصا الى التشرد داخليا وخارجيا ويواجهون الجوع او الموت بحلول نهاية العام الجاري”.
وكان طرفا الصراع قد وافقا، تحت الضغط الدولي والاقليمي، على السماح بفتح محاور المساعدات الانسانية ، وتم توقيع اتفاق سلام “هش” في 9 مايو في العاصمة الاثيوبية /أديس أبابا/ لتشكيل حكومة انتقالية ، الا ان القتال استؤنف عقب ذلك بعدة ايام ، كما حدث حين تم توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في يناير الماضي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.