أخطاء طبية بالجملة.. والحرب إحدى أهم مسبباتها

وكالة أنباء آسيا-

يانا العلي:

تأثرت البُنيةُ التحتيةُ الصحيةُ في سورية بشكلٍ كبير جراء الحرب المستمرة في البلاد منذ عام 2011، وهو ما أدى بشكلٍ غير مباشر إلى سوء استجابة وتصرف في الحالات الإسعافية والجراحية وبالتالي زادت الأخطاء الطبية. حيث تعاني المستشفيات والمراكز الطبية من نقصٍ حاد في المواردِ والأدوية والمعدات الطبية الحديثة،وازداد الوضع سوءاً بعد قانون قيصر الذي فرضته أمريكا على سورية، فأصبحَ من الصعبِ على المستشفيات والمراكز الطبية الحصول على الأدويةِ والمُعدات الضرورية لتَقديمِ الرعايةِ الصحيةِ اللازمة للمرضى. كما أن القيود المفروضة على الشركات الأجنبية تجعل من الصعب على الممولين الدوليين تقديم الدعم المالي لتحسين البنية التحتية الصحية .بالإضافةِ إلى نقصٍ في عداد الأطباء والممرضين،حيث بات السفر ضرورة مُلحة لشريحةِ الأطباء وانعكس ذلك نقصًا في اختصاصات معينة ومنهم أطباء التخدير على سبيل المثال لا الحصر.

كما أن الظروف الصعبة التي يعيشها الناس قد أثرت على قدرتهم في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، مما زاد من خطر وقوع الأخطاء الطبية. منها وفاة فتاة من حمص بسبب خطأ طبي قام به ممرض لعدم قيامه باختبار تحسس لها قبل إعطائه لها حقنة روس للالتهاب.

كما توفيت مؤخراً الشابة شيريهان قيموز نتيجة خطأ طبي في مشفى خاص في دمشق، وهي الحالة الثانية في ذات الشهر التي تتوفى نتيجة خطأ طبي في ذات المشفى خلال أقل من شهر..حيث توفي قبلها بفترة قريبة الطفل جود سكر ، وأثارت وفاتـه ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن رفعت والدته دعوى على المشفى ومديرها، تطالب فيها بحق ابنها الذي توفي نتيجة الإهمال والخطأ الطبي.

وقد أكد المحامي العام الأول في دمشق الأستاذ محمد أديب المهايني وجود خطأ طبي في قضية وفاة الطفل جود بناءً على قرار اللجنة الطبية.وتم توقيف فني التخدير الذي خدر بشكل غير أصولي، وأضاف المحامي العام أنه ومنذ اللحظات الأولى لوقوع الحادثة تقدم ذوي الفقيد بالشكوى، وتابعها القضاء.لافتاً إلى أن القضاء يستمرُ بمتابعةِ تفاصيل القضية حتى صدور الحكم”.

وللحديث عن أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً وطرق تفاديها كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع الدكتور رامي محمد الأخصائي في أمراض وجراحة تجميل الأنف حيث قال:” لكل اختصاص و نوع من العمليات الجراحية اختلاطاته و أخطاؤه. الاختلاط يختلف عن الخطأ الطبي، الاختلاط يُعبر عن نتيجة غير جيدة أو غير مرغوبة دون وجود خطأ طبي، وعندما نقول خطأ طبي فعملياً نحن نتكلم عن طريقة علاجية خاطئة أو غير معتمدة علميًا. كأن نقول في الجراحة القيام بمدخل جراحي غير مُقر طبياً. ”

وفي حديثه عن الأسباب قال د.رامي:”ومن الأسباب الواردة للخطأ الطبي النقص في دراسة و تقييم الحالة المرضية قبل الإجراء العلاجي، كأن عند المريض مرض آخر غير مستقصى بشكل جيد و غير مأخوذ بعين الاعتبار كالسكري أو الأمراض المناعية أو التحسس بشكل عام او تجاه مواد محددة سواء عامة أو طبية دوائية. الأخطاء الطبية تحدث في أي مشفى لا على التعيين. والذي يُقلل من حدوثها وجود منظومة طبية ذات تراتبية علمية واضحة تعمل وفق منهجية علمية واضحة كالمتبع في المشافي الجامعية.

و أفضل طريقة للتقليل من الأخطاء الطبية و الاختلاطات على حد سواء هو العمل ضمن فرق علمية طبية مما يقلل من احتمالية الخطأ البشري. بالإضافة إلى اتباع منهجية علمية واضحة في مقاربة أي حالة طبية و التأكد من توافر كافة الوسائل الاستقصائية و وسائل المتابعة و في الجراحة التأكد من جميع مصادر المواد المستخدمة كالخيوط و الزرعات الصنعية”

خطأ طبي بسيط قد يودي بحياة إنسان. وبالتالي لا علاج ولا استطباب سيرجعه على قيد الحياة. رحم الله من قال درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، أي لابد من الاهتمام بالتفاصيل و التدقيق فيها حتى لو بات الأمر روتينًا شبه يومي. بالإضافة إلى أهمية تحمل كل شخص مسؤولية مهنته وتخصصه في العملية العلاجية سواء كانت بسيطة او معقّدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.