أربع سيناريوهات في إطار انتخاب رئيس جديد للجمهورية

michel-sleiman(2)

استنادا إلى المواقف الداخلية والخارجية الرسمية والمعلنة، فإن احتمال انتخاب رئيس جديد وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها هو الاحتمال الأول، وفي نطاق هذا الاحتمال أو الخيار، أي عملية انتخاب رئيس جديد، تبرز أربعة سيناريوهات:

٭ السيناريو الأول: دور فرنسي بتكليف أميركي ـ روسي: يتحدث عن وجود اتفاق أميركي روسي على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وعلى توكيل فرنسا مهمة إخراج هذه الانتخابات بشكل يفضي إلى انتخاب رئيس جديد.

اللافت في هذا السيناريو هو وجود التزام روسي بالضغط على إيران وسورية وحزب الله من أجل تسهيل الدور الفرنسي بإدارة الشأن الانتخابي الرئاسي، وهذا الالتزام نابع من الشعار الذي تطرحه موسكو حاليا حول ضرورة حماية المسيحيين في منطقة الشرق.

وتشير المصادر إلى أن الدور الفرنسي وإن كان محصورا في أداء دور المخرج ولن يرتقي إلى مستوى اختيار الرئيس المقبل سيعمل على مسألتين: الأولى تتعلق بموعد الانتخابات، والثانية تتعلق بمعايير ستسهم في إبعاد أسماء مطروحة من بين أسماء المرشحين، وهذه المعايير ترفض بشكل حاسم وقاطع تعديل الدستور، وهو ما ينعكس سلبا على إمكانية التمديد للرئيس سليمان وترشيح موظفين للرئاسة بعد تعديل الدستور وعلى رأسهم قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، كما أن من المستبعد اختيار شخصية من قوى 14 آذار أو من قوى 8 آذار خاصة أنه يراد للنموذج الذي يجري العمل على بلورته أن يكون مقنعا وقادرا على الاضطلاع بمسؤوليات جسيمة في المرحلة المقبلة وأهمها ضخ ما يحتاجه منطق التسويات في لبنان من جرعات ومناخابات ومبادرات.

٭ السيناريو الثاني: تفاهم أميركي ـ إيراني: تستند فكرته الأساسية إلى الاتفاق الأميركي الإيراني ومن ضمنه كما تخشى قيادات معارضة ومتوجسة منه إطلاق يد طهران في لبنان. ومن خلال التفويض الأميركي لإيران، يكون لواشنطن حق النقض أو الفيتو في تسمية المرشحين أو المرشح المختار من قبل الإيرانيين، ولكن الخيار يكون بالأساس للإيراني وحلفائه في لبنان، علما أن هذه المعادلة لا تتعارض مع احتمال أن تقوم طهران في لحظة رئاسية دقيقة في لبنان تتصل بالانتخابات بمفاجأة الكل بالقول إنها لن تتدخل وإنها تترك أمر اختيار الرئيس الجديد لحليفها بشار الأسد وفق قاعدة تتوخى حسم مسألة بقاء الأخير في السلطة وتعزيز أوراقه.

وضمن هذا السيناريو يتصدر اسم النائب سليمان فرنجية أسماء المرشحين الذين يمكن أن يطرحوا في حال صح الحديث عن توافر التفويض الأميركي لإيران بفرض وصاية جديدة على لبنان.

٭ السيناريو الثالث: معركة داخلية والرئيس من 8 أو 14: يقول بأن واشنطن اتخذت قرارا بإجراء الانتخابات في لبنان في موعدها مهما كانت الظروف والعوائق والصعوبات، وإنها أبلغت البطريرك الراعي وقيادات لبنانية أخرى بهذا القرار وبدأت تحضير المسرح في لبنان من أجل إنفاذه.

ويتحدث هذا السيناريو عن أن القرار الأميركي بإجراء الانتخابات الرئاسية يقف عند هذه الحدود ليترك للعبة الداخلية أن تأخذ مداها، بشكل ستفرض معه هذه اللعبة الداخلية اللبنانية قواعد ومعايير ونتائج الانتخابات.

في هذه الانتخابات لن يكون للخارج «كلمة السر» الذائعة الصيت التي كانت على الدوام من أبرز سمات الانتخابات الرئاسية في لبنان، وتجعل خيارات النائب اللبناني من دون قيمة أو أي اعتبار، سواء كانت كلمة السر هذه معلنة أو مكتومة، ولهذه الأسباب يجب الأخذ بالحسبان هذه المرة مرشحي 14 و8 آذار الجديين، وهم بالنسبة للفريق الأول سمير جعجع وأمين الجميل وبطرس حرب وللفريق الثاني ميشال عون وسليمان فرنجية.

وضمن هذا السيناريو لا مكان للمرشحين الوسطيين أو التوافقيين أو لكبار الموظفين، بل لواحد من اثنين إما رئيس من 8 أو من 14 آذار.

٭ السيناريو الرابع: توافق داخلي ورئيس توافقي: يتوخى بقوة دفع من إرادات لبنانية فاعلة تأمين توافق لبناني ـ لبناني على الرئيس الجديد، على أن يكون هذا الأخير من خارج 8 و14 آذار، والعاملون على إنفاذ هذا السيناريو يأملون ويطمحون للوصول إلى توافق إقليمي، وتحديدا بين إيران والسعودية، وبما يضمن انتخاب شخصية توافقية من لائحة مرشحين يتصدرها الوزير السابق جان عبيد.

 

المصدر: صحيفة الأنباء الكويتية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.