أسود لـ “الأنباء”: على جنبلاط ان يكون مصدر ثقة ومصداقية لدى جمهور المقاومة وقيادتها!

 

رأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب زياد أسود أن دعوة البطريرك الراعي لانتخاب رئيس من خارج المنظومة السياسية وتحديدا من خارج 8 و14 آذار، وممارسته في الوقت عينه الضغوط على النواب للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس، لا تندرج الا في إطار التسويق الإعلامي، خصوصا انه ليس هناك حتى تاريخه مرشحون غير حزبيين أو غير مرتبطين بتحالفات سياسية ضمن المعادلة النيابية القائمة، معتبرا بالتالي ان هذه الدعوة البطريركية إن أكدت شيئا فهي تؤكد عدم وجود رغبة في انتخاب رئيس قوي يُخرج المسيحيين من عقدة العشق لجلادهم (متلازمة ستوكهولم)، ويعيدهم الى موقعهم الطبيعي والتاريخي في إدارة البلاد ورسم سياستها.

ولفت النائب أسود في تصريح لـ «الأنباء» الى وجود عدة عوامل تعطل عملية انتخاب الرئيس، وأهمها ثلاثة: 1 – الحالة الإقليمية التي يعرفها البطريرك الراعي جيدا ويدرك مدى خطورتها وانعكاسها على الداخل اللبناني، 2 – عدم وجود إرادة وطنية لرفع الغبن الذي ألحقه اتفاق الطائف بالمسيحيين، 3 – عدم وجود وعي لدى الكثير من المسيحيين بأن المسألة ليست مجرد إسقاط ورقة في صندوق الاقتراع لملء الفراغ في موقع الرئاسة، بقدر ما هي مسألة تصحيح خلل وعيوب في النظام اللبناني، بمعنى آخر يعتبر النائب أسود ان موقف البطريرك الراعي من الحركة التصحيحية التي يقودها العماد عون لإعادة وضع القطار المسيحي على سكته الصحيحة تتناقض بالصميم مع نداء بكركي الشهير الذي أطلقه مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000 والذي طالب فيه بعودة المسيحيين الى السلطة من خلال انتخابات تحقق التمثيل الفعلي والمناصفة الحقيقية وتضع حدا لاستلحاقهم بركب الآخرين.

وعليه، يعتبر النائب أسود ان الدعوة لانتخاب رئيس دون إعادة النظر في الخلل الحاصل على مستوى الدور المسيحي، هي دعوة لاستمرار سرقة حقوق المسيحيين بفعل اتفاق الطائف الذي ما كان ليقر لولا خيانة بعض المسيحيين للمسيحيين لأنفسهم، مستدركا بالقول ان الخيانة المشار إليها تتكرر اليوم من خلال منع الرئيس القوي من الوصول الى سدة الرئاسة، ومنع السلطة التشريعية من إقرار قانون انتخاب يصحح التمثيل المسيحي ويعيد إنتاج المناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، وتكرر أيضا أيضا بعدم الاعتراف بأحقية تمثيل العماد عون للمسيحيين كونه رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية، مشيرا بالتالي الى ان المطلوب من بكركي هو العودة الى ندائها في العام 2000 كحجر زاوية في إعادة بناء الدولة على قاعدة إصلاح النظام السياسي، ومكافحة الاعتداء على حقوق المسيحيين ودورهم والانتقاص من وجودهم على الخارطة السياسية وفي الوظيفة العامة، بدءا من رتبة مدير عام وصولا الى كاتب في قلم، والأهم هو الوقوف على مسافة واحدة من الفرقاء المسيحيين، وعدم البحث عن الضعفاء لإسناد المواقع السياسية الرئيسية إليهم، وعدم مناكفة الرئيس القوي بمثل ما ناكفت الرؤساء السابقين بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاد وسليمان فرنجية، وتناكف اليوم العماد عون قبل وصوله الى موقع الرئاسة.

وردا على سؤال حول ما قد تؤول إليه هذه المعمعة الرئاسية، لفت النائب أسود الى وجود محاولة مدروسة ومبرمجة للضغط على نواب تكتل التغيير والإصلاح لإجبارهم على انتخاب رئيس صوري، وذلك بالتزامن مع حملة مماثلة يقودها النائب وليد جنبلاط وكل من يدور في فلكه كباحث عن رئيس ماروني ضعيف وعن تمديد الأزمة 6 سنوات جديدة يبقى فيها الدور المسيحي مكبلا ومرهونا لسياسة ورؤية وتطلعات الآخرين، خصوصا ان الزعيم الاشتراكي يستميت لإيصال رئيس لا حول ولا قوة له انطلاقا من تصنيفه الموارنة بـ «الجنس العاطل» وتعاطيه معهم على انهم أتباع وليسوا أصحاب قرار، لافتا الى ان على وليد جنبلاط ان يكون مصدر ثقة ومصداقية لدى جمهور المقاومة وقيادتها، وان يكون ثابتا في مواقفه السيادية والوطنية كي يستطيع إقناع السيد نصرالله بإنهاء حزب الله للعماد عون كمرشح رئاسي، معتبرا بالتالي ان ما يتطلع إليه جنبلاط أصغر بكثير مما تتطلع إليه المقاومة في لبنان والمنطقة، متمنيا عليه بالتالي إنزال حمل الانتخابات الرئاسية عن كتفيه وتركها لأهلها وناسها وللغيارى الحقيقيين على دور المسيحيين في لبنان والمشرق العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.