أصبحنا نحن الصحراء ولو كانت أرضنا خضراء يا سادة!

ola-fahes-desert

موقع إنباء الإخباري ـ
علا فحص:

مشروع الشرق الأوسط الجديد أدى إلى تغيير كلّي في معالم المنطقة وانتقال الأهمية حول المقومات من سياحة وموارد طبيعية التي تغنى بها لبنان وسوريا والعراق وغيرها من الدول إلى بقعة محددة جغرافياً كانت عبارة عن صحراء وجمل.

هذا المشروع هو نفسه السبب في إشغال هذه الدول المذكورة بتصدير أزمات لها، أزمات كانت بحاجة لوعي أكبر للتصدي لها، أزمات مصدرة تلقفها الداخل بقلة وعي وعدم توسيع أفق التفكير وعدم تحصين اقتصادي ولا وطني!

عندما بدأت الأحزاب في لبنان بالتخلي عن ما يعنيه مبدأ الانضمام لحزب على أساس وطني، وتغيبت الأحزاب العلمانية وتم تفريغها ونكران دورها وعدم توحيد وجهة النظر حول أي لبنان نريد، بات لبنان وغيره من الدول عبارة عن مناطق مذهبية لا تقبل الآخر داخل الحي الواحد، وانعكست هذة الممارسة على وظائف الدولة وحتى القطاع الخاص.

وأهم ظاهرة للشرق الأوسط الجديد التغيير الكلي في مبادئ العروبة وما تعنيه الكلمة على مختلف الصعد.

فلا القضية هي فلسطين ولا الإجماع العربي يعني عدم التقاتل مع بلد شقيق، بل هو إجماع على تشكيل حلف لضرب هذا الشقيق، سواء من خلال السياسة أو الاقتصاد أو الحرب!

يضاف إلى ذلك عجز إعلامي كلي، حيث يعاني مفهوم الإعلام من أزمة وظيفية وهوية، فهو تارة يحاول النهوض من تأثير الممول عليه وتارة يكرس قلمه لتمجيد سياسة المموّل.

الرهان على المقوّمات اللبنانية أو العربية التاريخية “الهشة” من ثقافة ومجد علمي تم تجييره وعبر سنين إلى بلدان أخرى تعزف اليوم وتر الاستقرار والعيش المترف والباذخ.

*باحثة وأكاديمية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.