أمين الجميل: إيران دولة كبيرة ومؤثرة وأتشرف بزيارتها

 

أعرب رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، عن تشوقه لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي وصفها بأنها «دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة»، وتمنّي لسياستها «كلّ التّوفيق والنّجاح في سبيل تحقيّق الأمن والاستقرار في المنطقة».

وفي حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للإنباء-«إرنا» لفت إلي أن لعائلة الجميل علاقات قديمة بإيران، وله فيها أنسباء وأقارب يتشوق لزيارة التي اعتبرها شرف له بقوله: «أنا أتشرف بدعوة إيران لزيارتها في كل لحظة بالطبع عندما تكون الظروف مناسبة ولا شك بأننا نتشرف بزيارة إيران ولدينا أنسباء في إيران وهم من المميزين في إيران وعلاقتنا بإيران علاقات قديمة، وآمل أن نتمكن من زيارة إيران في الوقت المناسب، لكن حتي اليوم لم يتسن لي أن ازور إيران».

ويضيف الجميل: «نحن علي تواصل دائم مع أنسبائنا في إيران من سكان طهران وهم أصلاً من بلدتنا بكفيا ولديهم هنا منازل وأملاك ويزوروننا باستمرار (كل صيف) وهم يقومون بمشاريع إنسانية وخيرية كبيرة في لبنان من بناء دور للمسنين والأيتام. أنسبائي يعملون في حقل الصناعة في إيران».

ويري الرئيس اللبناني السابق أن انتخاب الرّئيس الشيخ حسن روحاني وتشكيل حكومته «أعطي دفعًا للدبلوماسية الإيرانية الانفتاحيّة» وقال: «نحن نشجّع إيران للسير في هذا الخط وجعله أكثر ديناميكية وأكثر حركة لأنّ منطقة الشّرق الأوسط تعيش الآن فراغًا خطيرًا لا سيما بعد الثّورات التي أطلقت أمالًا كبيرة إنما لم تتحقّق كل هذه الأماني، المنطقة هي الآن في مخاض كبير، ما يحصل في ليبيا، سوريا، مصر، اليمن، ومناطق أخري تجعل من المنطقة بأسرها في اضطراب ولذلك التّطوّر الايجابي في إيران وانفتاحه علي الدّول الأخري من شأنه أن يكون نقطة ارتكاز ايجابية ويشجّع علي الاستقرار في المنطقة».

وعليه يري الجميل أن شعوب المنطقة «تنظر لدور إيجابي ومؤثر لإيران التي تحمل علي عاتقها مسؤوليات كبيرة من أجل الخير والسّلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة».

ويعتبر الجميل أن كل التحرّك الدبلوماسي الذي قامت به الدبلوماسية الإيرانية تجاه بعض دول الخليج الفارسي وزيارة معالي وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف المرتقبة للبنان «هو بداية مهمة تقتضي استكمال هذه الخطوة بتحقيق تواصل، كذلك مع الدّول العربية الأخري الفاعلة وأن تبذل كل الجهود من أجل إنجاح هذا التّحرّك وأن لا نتوقّف علي تفاصيل ضيّقة بل أن يكون هناك شعور بالمسؤولية تجاه الجميع كي يتحقق هذا التواصل مع الجميع وعندئذ تنعم المنطقة بأسرها بمرحلة جديدة من الانفتاح والتواصل بين كل شعوب وحكومات المنطقة ونحن بأمس الحاجة إلي ذلك، وبحاجة لهذا المناخ الجديد وشعوب المنطقة بحاجة إلي مرحلة من السلام وطواقة لهذا التّوجّه».

ويلفت الجميل إلي «الروابط العريقة والمتعدّدة الأوجه الدينية والثقافية والقوميّة بين شعوب المنطقة والأسباب التّي يجب أن توحّد شعوب وحكومات المنطقة هي أكبر بكثير من الأسباب التي تفرق فيما بينها منذ فترة توقفنا عند التفاصيل التي تباعد بين بعضنا البعض، لم نتوقّف عند الأمور الجوهرية التي تجمع فيما بيننا والمنطقة بمواجهة مع استحقاقات كبيرة منها الصراع الدّائر العربي – الإسرائيلي وهو القضية المركزية عندنا. كما أن الصراع بين العلاقات بين الشرق والغرب وللشرق مميزات ودور مهم وبسبب الصراعات الداخلية لم يتمكن الشرق من أن يلعبه ويظهر للعالم وكأنه الأضعف والغير قادر وهذا غير طبيعي وشيء لا يجب أن نقبل به عندنا دور متميز متقدم أكان علي الصعيد الحضاري أم الاقتصادي وخبرات المنطقة لا تحصي إن كان علي صعيد النخب، في المنطقة وهي تميزت ولمعت في كل المحافل الدولية، أم أكان في السياسة أو التكنولوجيا أو إدارة الأعمال إلي ما هنالك».

ويري الجميل أنه «آن الأوان لا سيما علي ضوء هذا الأمل والتفاؤل بإجراء مصالحات مما تجعل من هذه المنطقة أقوي وأفعل علي الصعيد الدولي ونتجاوز منطق الاستضعاف لتفعيل الدور من خلال إيجاد آلية للتعاون علي كل الصعد للتعاون الاستراتيجي في المنطقة لضم كل هذه القدرات السياسية والاقتصادية وكل الأوجه وهذا يخدم مصلحة الجميع وبادئ ذي بدء يرفع من شأن الإنسان في منطقة الشرق الأوسط إذا كان عربيًا أم فارسيًا، فما يجمعنا هو أهم بكثير مما يباعد عن بعضنا البعض».
ويسجل الجميل في هذا السياق لإيران «انفتاحها من جديد علي صعيد السياسة الإيرانية تلك الدولة التي لأسباب لا مجال للدخول فيها انعزلت نسبيًا عن المنطقة وعن بعض دول العالم.. الآن هناك أمل كبير بأن هذه الخطوة الأولي تحقق انجازًا ليس فقط لإيران إنما هذا انجاز إنساني وحضاري وسياسي علي صعيد المنطقة ككل وتمكين هذا الإنسان المشرقي أن كان في العالم العربي أو في إيران وهناك صلة القربي والمصلحة المشتركة والتواصل الدائم»، ويقول: «هذه الفرصة يجب أن نوظفها وأن نعززها ونطورها من أجل أن تخدم هذا التوجه الذي تعبر عنه زيارة الوزير الظريف».

ولا يفوته أن ينوه بسياسة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والتي رأي فيها «توجهًا جديدًا لإيران» معربًا عن إعجابه ودعمه لما تضمنه خطاب الرئيس روحاني الذي القاه في الأمم المتحدة «والذي لاقي استحسان الجميع، وكذلك الاتصالات التي قام بها وآخرها الاتصال الهاتفي الذي جري بينه وبين الرئيس الأميركي».

ويقول الجميل إنه من هذه الزاوية العامة ينظر إلي الزيارات التي يقوم بها وزير الخارجية محمد جواد الظريف ومنها زيارته للبنان علي أنها «تجسيد لكل هذا التوجه الجديد لأن هذا التوجه ليس توجه نظري إنما هذا يترجم عمليًا وعملانيًا علي الأرض من خلال هكذا تحرك»، ويري أنه «بعد زيارة الرئيس روحاني إلي نيويورك كان من الضروري تحرك وزير الخارجية الإيراني بكل الاتجاهات».

يغدق الجميل بالمديح علي الوزير ظريف فيصفه بـأنه «معروف عنه رجل ذكي ومبدع وعنده تصور واضح لمجريات الأمور ولمستقبل المنطقة وكذلك الأمر رجل مثقف وعنده إلمام كامل بما يدور في هذا العالم لا سيما قدرات المنطقة ولذلك لا شك بأن زيارته إلي لبنان تتويجا لهذا التحرك العربي ونأمل أن يستمر هذا التحرك باتجاه دول عربية أخري وبل من الضروري أن يستمر باتجاه دول أخري وكل ذلك يبعث بالأمل والتفاؤل لدي اللبنانيين ولدي العرب. واعتقد انه كذلك الأمر الشعب الإيراني مدرك أن هذا التحرك الجديد يعول عليه ويبني عليه الآمال الكبيرة».

وفي الملف النووي الإيراني يسجل الجميل علي الغرب تعاطيه السلبي والمغاير للواقع مع هذا الملف السلمي، ويقول: «منذ البدء كانت إيران تقول بأنّ نّشاطها النّووي هو لأغراض سليمة غير حربيّة وهذا ما كنّا نسمعه من القيادات الإيرانية الّتي نجتمع بها. وبالتّالي لا أفهم لماذا أخذ هذا الموضوع هذا الطّريق الخطير وأثار هذا الجدل علي الصّعيد الدبلوماسي»، ويضيف: «أما الآن وقد تمّ التّفاهم حول المستقبل النّووي الإيراني هذا الشيء مطمئن ونحن نعوّل عليه كثيرًا لأنّه من شأن هذا التّفاهم أن يعيد وصل ما انقطع من علاقات ويكون عنصر مطمئن للجميع ومن شأن ذلك أن تعود إيران لتلعب دبلوماسيًا الدّور الذّي تستحقّ نظرًا لقدراتها ولموقعها ولحجمها ومنطقة الشرق الأوسط بحاجة إلي دولة مثل إيران تعمل من أجل السّلام في المنطقة والاستقرار». ويري أن «هذا التّفاهم هو انجاز ليس فقط لإيران إنّما إنجاز يهمّ الجميع ويطمئن الجميع وأنني ملأ الثّقة بانّ هذا ما هو إلا خطوة أولي، لأنّه ما كان لإيران أن تقدم علي هذه المبادرة لولا نواياها الطّيبة واستعدادها الكامل لطيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة».

ويعول الجميل علي التفاهمات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعرب في معالجة الإرهاب الدولي وما تعانيه المنطقة من نزاعات داخلية تفرق بين الناس وصراعات سياسية تؤثر علي علاقات الناس. ويقول: إن «من شان ذلك أن يحد كثيرًا من العمليات الإرهابية والمناخات السائدة في المنطقة والصراعات بين الأنظمة وبين الجماعات».

ويري الجميل أن «بداية الطريق لوضع حد للحركات الإرهابية هو العمل علي إعادة التفاهم علي الصعيد العربي- الإيراني»، مؤكدا أن من شان هذا التفاهم أن يضع حدًا لبعض العمليات الإرهابية ويعزز الاستقرار والتعاون ويكون كذلك الأمر لمواجهة هذه الحركات الإرهابية». مشيرًا إلي «أن العلاقات الدولية والتعاون بين الدول أساسي للاستقرار».

ويقول: «هذه الحركات الإرهابية تجاوزت حدود الدول وأصبحت حركات دولية إرهابية والإرهابيون في الوقت الحاضر ينتمون إلي جبهة واحدة والي فصيل واحد نكتشف أنهم من جنسيات متعددة والآن نري مواطنين من الغرب، فرنسا وغيرها، يحاربون مع حركات متطرفة في العالم العربي وهذا يدل علي أن الإرهاب أخذ طابعًا دوليًا، وإن لم تتفهم الدول المعنية هذا البعد لا يمكنها أن تحارب هذا الإرهاب الدولي، نحن نتسلي بين بعضنا البعض كدولة وكأنظمة بالقشور ونفتح المجال لهذه الحركات الإرهابية من جنسيات متعددة أن تتدول أكثر وأكثر وأن تتفاعل مع بعضها البعض وتجد الأرضية الصالحة والمناخات المؤاتية للقيام بنشاطاتها الإرهابية بدون رادع ورقيب».

ويسأل الجميل: «ما هو الرادع الآن في سوريا مثلاً أمام هذه الحركات وكذلك في ليبيا وفي العديد من الدول؟ هذا الحراك الذي تقوم به إيران الآن هو لربما يكون بداية الطريق من أجل إيجاد تعاون شامل لمواجهة هذا الإرهاب وجمع الشمل في المنطقة وتعزيز التعاون بين كل هذه المؤسسات والأجهزة لمواجهة هذا الموضوع».

ويؤكد الجميل بأن «هذا التعاون من شأنه أولاً أن يقفل النوافذ التي يدخل من خلالها الإرهاب علي بعض الدول من خلال البيئة المؤاتية، ومن جهة ثانية بتعزيز الأجهزة المشتركة يفتح المجال للتعاون بين الأجهزة بصدق وتكاملية أفضل بين تلك الأنظمة والأجهزة للتصدي لهذه الحركات الإرهابية».

ويخلص الجميل إلي أن «التعاون يُفقد هذه الحركات البيئة المؤاتية والحاضنة، وثانيا يعزز قدرات الأجهزة الكفيلة بالتصدي لهذه الحركات الإرهابية». مؤكدًا أنه يدعم كل تعاون من أجل مكافحة الإرهاب والعنف، معتبرًا أن لبنان هو «أول دولة لها مصلحة في مواجهة هذه الحركات من خلال التعاون الدولي الأممي».

 

المصدر: وكالة الجمهورية الإسلامية للإنباء-«إرنا»

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.