أهالي البحرين يفترشون الطرقات ليل نهار تنديدًا بالمساس بآية الله قاسم

 



ما هي إلا ساعات عقب إسقاط السلطة الخليفية الجنسية عن أكبر مرجع في البحرين آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم وأمره بمغادرة البلاد، حتى سرت بين أهالي البحرين موجةٌ من السخط، مصحوبةٌ بغضبٍ عارم غطى الجزيرة الصغيرة، في احتجاجٍ على السياسات الرسمية القمعية ضد المعارضين السلميين للحكومة، والتي تمثل آخر خطواتها بالمساس بآية الله قاسم. لم يردع تحذير الشعب والقيادات السياسية المُعارِضة السلطة من القيام بهكذا خطوةٍ مجنونة. فانتفض البحرينيون، وجددوا شعارات التلبية لسماحة الأب الروحي والشيخ الجليل الذي طالما كان صوتهم وفكرهم ومنطقهم مقابل القبضة الأمنية الرسمية على المعارضين.

ومنذ إصدار الحكم الجائر بحق سماحته وحتى اللحظة، لا يزال البحرينيون يفترشون الشوارع في تظاهرات عمت مختلف المناطق، كان أبرزها استمرار تدفُق آلاف الغاضبين إلى الدُراز، حيث غصت الساحات والطرقات المحيطة بمنزل سماحة آية الله الشيخ قاسم بحي الحيدرية في منطقة الدراز بعشرات الآلاف من الغاضبين لاستهداف سماحته، وذلك للمشاركة في الاعتصام المفتوح الذي دعت إليه قوى دينية وسياسية فور الإعلان عن إسقاط الجنسية عنه. وصل المحتجون الليل بالنهار، غير آبهين بحرارة الشمس المرتفعة أو بمشقة الصيام، ولا حتى بالإجراءات الأمنية التي اتخذتها الداخلية في إغلاق الطرق المؤدية إلى منزل الشيخ قاسم، والتحليق المروحي على علو منخفض في سماء المنطقة.

الدراز

الآلاف يفترشون الأرض في الدُراز مسقط رأس الشيخ قاسم

وعلى وقع نداءات التلبية والفداء للشيخ قاسم، والمناوئة لحكم آل خليفة وجورهم للسواد الأعظم من الشعب، شهدت مناطق واسعة من البحرين تظاهرات حاشدة، اتسمت بالغضب والتنديد باستهداف السلطة لسماحته والذي يعتبر رمزًا للمسلمين الشيعة في البحرين، حيث شارك في هذه التظاهرات الجماهيرية كل من أهالي العاصمة المنامة، النويدرات، أبوقوة، المصلى، العكر والجفير وغيرها من المناطق. رفع المتظاهرون صور سماحته عاليًا ولسانهم يلهج “هل من ناصر مقاوم لبيك عيسى قاسم”، كما رددوا هتافات حملوا عبرها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والعائلة الحاكمة المسؤولية الكاملة عن المساس بالشيخ قاسم.

صلاة الفجر

المحتشدون في الاعتصام المفتوح يؤدون صلاة الفجر

في المقابل، استنفرت الداخلية البحرينية عناصرها في مختلف مناطق التظاهرات، حيث انتشرت الآليات بشكل مكثف على مداخل البلدات وقامت بإغلاقها، مع تحليق مروحي منخفض، في حين أشعل شبان غاضبون الإطارات في عددٍ من المناطق تعبيرًا عن رفضهم القرار الجائر.

النساء في الدراز

جانب من الحضور النسوي في اعتصام الدُراز

وكانت الحشود الغفيرة لبت دعوة القيادات السياسية إلى اعتصام مفتوح في الدُراز تنديدًا بقرار السلطة إسقاط الجنسية عن المقام الديني الأول في البلاد بتهمٍ باطلة، وذلك بعد أيام من حملة شرسة شنتها السلطات البحرينية ضد المعارضة والطائفة الشيعية حيث قامت بإغلاق جمعية الوفاق، وحل جمعيتي التوعية والرسالة الإسلاميتين، واستدعاء عدد واسع من رجال الدين، كما قامت صحف النظام خلال الفترة الماضية بشن هجمة شرسة ضد آية الله الشيخ قاسم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.