إعلان لحرب عالمية نووية ثالثة

صحيفة الوفاق الإيرانية:

عندما يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الغرب يريد اضعاف روسيا وتدميرها واللجوء الى الإبتزاز النووي، وسنستخدم كل الوسائل المتاحة للدفاع عن النفس، ويعلن التعبئة العامة، وإستدعاء الاحتياط، ويلمح الى استعداده لإستخدام السلاح النووي بكلمات واضحة، فهذا إعلان صريح لحرب عالمية نووية ثالثة، ومن يقول بغير ذلك لا يعرف الرئيس بوتين، ولا روسيا الجديدة التي بناها عسكريا واقتصاديا، وإصراره بالتالي على الانتقام لتدمير الاتحاد السوفييتي الذي كان وما زال من أبرز خريجي مدرسته، فبوتين ليس غورباتشوف الذي باع الاتحاد السوفيتي مجانا للغرب ورفع الرايات البيضاء مسلما بالهزيمة، ولن يكون.

أخطر ما جاء في خطاب الرئيس بوتين الذي القاه اليوم بعد عودته من قمة شنغهاي في سمرقند، ولقائه مع حليفه الصيني شي جيبنيغ على هامشها، تأكيده على إجراء استفتاء سريع لضم أربعة أقاليم اوكرانية الى الاتحاد الروسي هي دونيتسك، ولوغانسك، خيرسون، زابوريجا (توجد فيها مفاعلات نووية)، وتسريع الجدول الزمني للهجوم الروسي المضاد على أوكرانيا، بعد انتكاسة خاركيف العسكرية وانسحاب القوات الروسية المفاجئ منها.

الرئيس بوتين بدأ يدرك جيدا انه لا يحارب زيلينسكي وقواته في أوكرانيا وانما الولايات المتحدة الامريكية والغرب، لان (هزيمة) قواته في خاركيف جاءت نتيجة تدفق ما قيمته عشرات المليارات من صفقات الأسلحة الحديثة والمتطورة، وتوظيف أقمار صناعية، وأكثر من 29 جهاز استخبارات عسكرية وأمنية في جميع دول حلف الناتو في خدمة الهجوم المضاد الذي استخدم في حرب إعلامية دعائية ضخمة لزعزعة أمن واستقرار روسيا الداخلي وخلق بلبلة في أوساط الرأي العام الروسي وهز ثقته برئيسه وقواته المسلحة، وانقلاب الجيش ضده، ولكن يبدو ان هذه الخطة جاءت بنتائج عكسية جدا، لقراءتها الخاطئة، وقصيرة النظر لرد فعل الرئيس الروسي.

ما لا تفهمه الولايات المتحدة وقيادتها ان الرئيس بوتين ليس معمر القذافي (ليبيا)، ولا صدام حسين (العراق)، ولا الملا عمر (أفغانستان)، وان روسيا اليوم ليست روسيا المهزومة على أيدي حرب المجاهدين الأفغان بالإنابة في أفغانستان، ومن الصعب ان تنتصر في حرب في أوكرانيا التي تبعد عنها أكثر من 5000 كم.

العالم كله يقف الآن على حافة الدمار الشامل بسبب رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في (تركيع) روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية وحرب الاستنزاف، وناسيا او متناسيا ان هذه العقوبات التي فشلت في ايران والصين وفنزويلا لا يمكن ان تنجح في روسيا.

لا بديل عن المفاوضات، وتخلي أمريكا عن غطرستها وغرورها، وتحرك الحكماء في أوروبا لنزع فتيل الحرب النووية وبأسرع وقت ممكن، لأنهم وبلادهم وشعوبهم سيكونون ابرز ضحايا أي حرب نووية قادمة، وتبدو شبه مؤكدة بالنظر الى التطورات المتسارعة على الأرض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.