إلى الأشقاء في قطر

qatar-egypt

صحيفة الخليج الإماراتية ـ
كلمة الخليج:

يقلقنا تفاقم الأزمة بين مصر وقطر، وانفجار المكبوت، على شاشات الفضائيات والإعلام المقروء والرقمي .
يحزننا أن تواصل الشقيقة قطر احتضانها عناصر التأزيم، وأدوات التأزيم، وفائضاً من الكراهية والفوضى الموجهة إلى إرادة المصريين وعرقلة نهوضهم من كبوة، سقط فيها جواد “ربيعهم” الأصيل .
يؤسفنا تدهور العلاقات بين الأشقاء، وانقطاع الحوار والتفاهم، وغياب التفكير العقلاني، وحضور التفكير الانفعالي .
وفي الحالة المصرية – القطرية، فإن تداعيات الأزمة ستصيب منظومة مجلس التعاون الخليجي، لذلك فإنه من المصلحة الوطنية الخليجية والقومية في آن، محاصرة هذه الأزمة، والتعامل معها .
حسناً ما فعلته دول خليجية مؤثرة، حينما رأت ضرورة إعطاء الشقيقة قطر، الوقت الكافي لاستقرار رؤيتها الجديدة للأحداث، وتوفير “هبوط ناعم” لها، على أرض ملائمة، ومن غير ضجيج .
أشقاء وأصدقاء كثر للشقيقة قطر، استجابوا لتلميحات من العهد الجديد، حول نيته تعديل المسار، ولملمة “أوراق” تناثرت على مساحات كثيرة بأكثر مما تحتمل قطر، وعقلنة سياسات انزلقت وراء سراب “ربيع” ملتبس، وانخرطت فيه أكثر مما يجب .
لكن، من أسف، يبدو أن هناك مَن يراهن على تغذية “فوضى” الإخوان، ودعم عنف الشارع المناصر لهذا التنظيم الإرهابي، وهناك مَن يصر على التجديف ضد إرادة شعبية عارمة، ويحلم واهماً بإعادتها إلى القمقم “الإخواني” .
الشعب المصري العظيم هو الذي أخرج تنظيم الإخوان من القصر – السلطة، وعنف الإخوان هو الذي أخرج هذا التنظيم من السياسة . ولا تستطيع أية قوة إعلامية أو مالية أن تعيد هذه الجماعة، لا إلى القصر، ولا إلى السياسة .
كان من المأمول، ومن المصلحة العربية الخليجية والقومية، حماية الحلم المصري الذي لاح قبل ثلاث سنوات، وهو الحلم الذي سطا عليه تنظيم الإخوان، ومسخه تشويهاً وتصغيراً .
يستطيع الأشقاء في قطر، والقيادات في منظومة مجلس التعاون، امتصاص هذه الأزمة المصرية القطرية، قبل أن تتحول إلى مرارات تصعب مداواتها، إنْ على مستوى التفاعلات بين دول مجلس التعاون، أو على مستوى تداعيات الاستخدام المتبادل بين الشقيقة قطر وتنظيم جماعة الإخوان .
القلق كبير، والاستدراك ممكن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.