إنتهاء اليوم الأول من محادثات أستانة حول سوريا دون تحقيق اختراق

نقلت وكالة “أ ف ب” عن مصادر مشاركة في مباحثات أستانة حول سوريا انتهاء اليوم الأول من المباحثات دون تحقيق خرق يذكر، علماً أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قال إنه “ينتظرنا عمل كثير هذه الليلة”.
وكان أفاد موفد الميادين بانتهاء الجلسة الأولى غير المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والجماعات المسلّحة في إطار المفاوضات التي إنطلقت الإثنين في العاصمة الكازاخية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وتفاوض الوفدان اللذان تواجدا في غرفتين منفصلتين من خلال وسيط، حيث أوكل دور الوساطة للمبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وممثلي الوفدين الروسي والتركي. كما شهد اليوم الأول محادثات ثلاثية عقدت بين الوفد التركي والروسي والإيراني.

وبدأت المباحثات في كازاخستان بجلسة افتتاحية عامّة استهلت بكلمة للرئيس الكازاخي ألقاها وزير خارجيته خيرات عبد الرحمنوف الذي أمل أن تحقّق المباحثات خرقاً في الأزمة السورية مشيراً إلى “أن بلاده تعمل كوسيط محايد في مختلف اللقاءات”. وقال عبد الرحمنوف “إن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية”.

وفي كلمته شدّد رئيس الوفد السوري بشار الجعفري على ضرورة أن يكون الاجتماع سورياً سورياً بامتياز قائلاً “إن الهدف من الاجتماع تثبيت وقف الأعمال القتالية في كامل سوريا باستثناء داعش والنصرة” وأشار إلى أن “التثبيت يتمّ من خلال الفصل بين التنظيمات الموقّعة والراغبة بالتوجه إلى المصالحة”.

ورأى الجعفري أن محاربة الإرهاب في سوريا تتطلب إغلاق الحدود مع تركيا، معتبراً أن اجتماع أستانة هو ثمرة لجهود مشتركة من قبل أطراف عدّة لا سيما الأصدقاء في سوريا وإيران، على حدّ قوله.

من جهته إشترط رئيس وفد الجماعات المسلّحة محمد علوش وقف العمليات العسكرية في كامل سوريا وإيصال المساعدات والدفع بالانتقال السياسي، مضيفاً إنه “لم تكن هناك مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية حتى الآن”.
رئيس الوفد الروسي شدّد على ضرورة أن تكون حماية وحدة الأراضي السورية وعدم التحول إلى دولة عقائدية من أولى الأولويات، آملاً التوصل إلى أجواء مناسبة تمهّد لاستئناف مفاوضات جنيف. وأضاف ألكسندر لافرينتيف “تمكنا من إحداث تغييرات في سوريا بعد هزيمة داعش والنصرة في مناطق عدة” ومن خلال “إقرار الهدنة وتوقيع ثلاث اتفاقيات”.

من جهته قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري الذي يمثّل وفد بلاده في المحادثات “إن استراتيجية العواصم الثلاث طهران وموسكو وأنقرة لتسوية سياسية للأزمة السورية ستستمر لحين التوصل إلى نتيجة”.

الموقف الأميركي عبّر عنه سفير الولايات المتحدة في أستانة جورج كرول الذي قال “إن أميركا متمسكة بالتوصل إلى حلّ سياسي للأزمة السورية يجمع أكبر قدر من السوريين” مشيراً إلى أنه “سيكون هناك لقاء سوري في جنيف الشهر المقبل”، في إشارة إلى المحادثات المرتقبة.
بدوره رأى المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أن نجاح مفاوضات أستانة يفتح الطريق أمام استئناف محادثات جنيف، داعياً الدول الضامنة للقاء أستانة إلى إيجاد آلية لمراقبة نظام وقف إطلاق النار. وأكد دي ميستورا على ضرورة حلّ المسائل الإنسانية في سوريا قائلاً إن “الأمم المتحدة لا تريد ليبيا أخرى”.

وبعد انتهاء الجلسة الأولى  قال رئيس الوفد الروسي “إن موسكو راضية بصورة عامة عن نتائجها”.


40 دقيقة تأخير اعتراضاً على الطاولة المستديرة

وتأخر انطلاق الجلسة الافتتاحية 40 دقيقة بسبب خلافات كبيرة على الكلمات وفق موفدة الميادين التي نقلت عن مصادر قريبة من وفد المجموعات المسلحة اعتراضه على شكل الجلوس الى طاولة واحدة مستديرة، وعلى وجود كلمة للمندوب الإيراني.

من جهته قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في أستانة يحيى العريضي إن المعارضة لن تقدّم أي تنازلات خلال المباحثات برغم سعيها إلى وقف ما وصفه بـ “جرائم النظام السوري وإيران”.

وأوضح العريضي لوكالة رويترز أن “المعارضة تركز على وقف إطلاق النار في عموم سوريا وعلى البعد الإنساني من خلال إنهاء الحصار وايقاف التطهير العرقيّ الذي يمارسه النظام السوري”.

وأشار إلى أن الاتفاق على هاتين النقطتين سيفسح المجال لحل سياسي للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف، قائلاً إنه “إذا ظن النظام أن وجودنا في أستانة هو استسلام من قبلنا فهو واهم”.

وأعلن التلفزيون الكازاخي الرسمي أن وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التقيا وزير الخارجية الكازاخي في أستانة حيث ستجري المحادثات وراء الأبواب المغلقة ليومين.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن نائب وزير خارجية كازاخستان أنه “لا يوجد ممثل لجميع وفود المعارضة وهم لا يمتلكون استراتيجية منسقة موحدة”، موضحاً أن “لدينا 15 فصيلاً مشاركاً ولا يحق لأحد أن يتحدث نيابة عن المعارضة كلها”. وأضاف، “نأمل أن نتمكن من مساعدة الأطراف على إيجاد أرضية مشتركة وتعزيز وقف إطلاق النار” مشيراً إلى أن “الغرض الرئيسي من المحادثات في أستانة هو تشكيل أساس متين لاستئناف المفاوضات على نطاق كامل في جنيف، والذي سيعقد في مطلع شباط/ فبراير المقبل تحت رعاية الأمم المتحدة”.


اجتماعات للتنسيق سبقت انطلاق المحادثات

وقبيل انطلاق المحادثات اجتمع وفد الحكومة السورية مع الوفدين الإيراني والروسي، كل على حدى. كما التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا وانتهى الاجتماع بالتأكيد على “ضرورة الإعداد الجيد والترتيبات النهائية قبل افتتاح اجتماع أستانة”.
وسبق ذلك اجتماع عقده وفد الحكومة السورية الأحد مع الوفد الروسي بعد لقاء ثلاثي روسي إيراني تركي في العاصمة الكازاخية. وبحسب مصادر إعلامية فإنّ الاجتماع الثلاثي استمر لخمس ساعات.كما عقد وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري لقاءً دام ساعتين مع الوفد الروسي.
وكان رئيس الوفد الروسي للمفاوضات ألكسندر لافرينتيف أكد أنّ روسيا ستعقد محادثات مع وفدي الحكومة السورية والمجموعات المسلحة. وأشار إلى أنّ الاتفاق على المحاور المختلفة وعلى الوثيقة الختامية للمحادثات ما زال مستمراً.

 

وشدّد على أن روسيا مستعدة ٌلتقديم الدعم اللازم للتوصل إلى نتائج جيدة للحل في سوريا، وأنها تفضّل الحديث عن نقاط اللقاء في المحادثات وليس عن العوائق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.