إنهم يدافعون عن .. «جبهة النصرة»!

nosrafront-syria

صحيفة الرأي الأردنية ـ
محمد خروب:
لم يكد احمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف الدوحة، ينتهي من خطبته امام مؤتمر اصدقاء سوريا بنسخته الرابعة في مراكش المغربية هذه المرة، التي دافع فيها عن «جبهة النصرة» التي يراها كثيرون داخل سوريا وخارجها انها الذراع السورية لتنظيم القاعدة، داعياً (الخطيب) واشنطن الى اعادة النظر (..) في وضع احدى «الجهات» التي تقاتل النظام، جهة ارهابية، معتبراً في الآن نفسه ان «كل بنادق الثوار هدفها اسقاط نظام طاغوتي مجرم».. حتى خرج جورج صبرا (المعيّن نائباً ثالثاً للخطيب في ائتلاف الدوحة ورئيس مجلس اسطنبول الاخير) على شاشة شبكة سي ان ان الاميركية، «معترفاً» انه «لا يفهم سبب ادراج اميركا جبهة النصرة على لائحة الارهاب» ثم لم يلبث ان ادعى بأن «الشعب السوري يعتبر النصرة جزءاً من الثورة»..
نحن اذاً امام مفارقة لافتة، يجب عدم التقليل من اهميتها وما تنطوي عليه من دلالات واشارات في شأن طبيعة موازين القوى الحقيقية على الارض، وما اذا كانت معارضة الخارج من حملة الجنسيات الاجنبية واولئك الباحثين عن ادوار واموال وامتيازات واضواء، يعرفون من يُمسك بالقرار، ويملك التأثير في مجريات الامور، بين تلك الجماعات والتشكيلات والجبهات «والجيوش» المتمردة التي تحمل السلاح، ولا أحد يعرف بِمَنْ تأتمر وكيف تُمول او تُسلّح ومَنْ تُمَثّلُ فعلاً..
الخطيب (الاسلامي التوجه الموصوف بالاعتدال) قال في معرض تبريره لإبقاء جبهة النصرة جزءاً من الثورة «قد نختلف مع بعض الجهات في افكارها ورؤيتها السياسية والفكرية، لكن لا يعيب احداً ان يكون دافعه لتحرير بلاده هو الدين، وكون الحراك العسكري (اسلامي) اللون بمعظمه، هو شيء ايجابي، فالشهادة – يضيف الشيخ الخطيب – في سبيل الله طالما كانت هي المحرك الرئيس لحرية الانسان».. أما العلماني او الشيوعي التائب جورج صبرا، فذهب في الاتجاه ذاته ولكن في قراءة اخرى عبر التقليل من شأن جبهة النصرة واعتبارها «ليست اساسية» بالنسبة الى المعارضة وانما مجرد عنصر في عدة مجموعات تشكل الجيش السوري الحر (كذا).
الأمور … والحال هذه، لا تبدو مسربلة بالغموض، فمعارضة الخارج مجرد منصات وميكروفونات واضواء، وجبهة النصرة كما لواء التوحيد، هما اول من اصدرا بياناً رفضا فيه الاعتراف بالائتلاف وانهما لا يلتقيان مع توجهاته السياسية وانهما يريدان اقامة «دولة اسلامية» في سوريا، لهذا جاءت اقوال «المناضلان» اقرب الى الاستجداء والتقرب من جبهة النصرة ولواء التوحيد، وبالتالي باقي التشكيلات ذات اللون الاسلامي (باعتراف الخطيب) وبمثابة اوراق اعتماد لدى هذين التشكيليين تحديداً الذي تقول الانباء انهما اكثر جماعات المتمردين تنظيما وتمويلا وتسليحا وقدرة على القيام بعمليات «نوعية» ناهيك عما يمارسانه من اعمال قتل وتصفيات جسدية وتعذيب لمؤيدي النظام او حتى من يختار الحياد او يجاهر برفض العنف وتدمير البلاد.
ليس غير إفلاس ائتلاف الدوحة وغياب تأثيره على مجريات الامور في الداخل، هو من يقف خلف هذا «الدفاع» عن الجهاديين والتكفيريين خصوصا الذين تمثلهم جبهة النصرة ولواء التوحيد، وان سعي «اصدقاء سوريا» الى ايقاف هذا الائتلاف (الذي تم استيلاده قصرا)، على رجليه وسلسلة الاعترافات به كممثل «شرعي» للشعب السوري وهذا الكرم الحاتمي في التبرع له بمئات ملايين الدولارات ودعوته الى واشنطن في زيارة رسمية ومقابلة اوباما، ليست سوى عملية علاقات عامة وبروباغندا لن تحمي ائتلاف الدوحة من التفكك والانهيار على النحو الذي آل اليه مصير مجلس اسطنبول، الذي يقول رئيسه جورج صبرا «إن ما تريده المعارضة السورية هو اسلحة اميركية (كذا) في حين يدرك هو انه وائتلافه ومجلسه، لن يكونوا في كل الاحوال، وحيثما اتجهت مسارات الازمة السورية، جزءا من المشهد المقبل، فالتكفيريون والجهاديون هم الذين سيُحكمون قبضتهم على المعارضات، ولنا في «طالبان» الافغانية مسارا ومصيرا… النموذج والمثال!. وليس صدفة ان يقول ميشيل كيلو الان بعد ان راودته احلام التقرب من المعارضة المسلحة وكيل المدائح لها، ولكن دون جدوى: «البديل الاسلامي في سوريا لن يكون ديمقراطيا» داعيا الى ضرورة انقاذ الثورة واستعادة هويتها الاصلية (..).
.. على مَنْ يقرأون مزاميرهم؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.