احتجاجات الخليج والتشويه الرسمي

bahrain-revolution1

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
ثورة أهل البحرين على ظلم النظام قديمة، عمرها أكثر بكثير مما سّمّيَ  بثورات الربيع العربي. هي ثورةُ نصفِ أهل هذا البلد، على الأقل، على نظام مستبد لا يعطي شعبه حقوقه التي تنص عليها الأعراف والقوانين الإنسانية. ثورة تواجه ليس قوات النظام فقط، وإنما أيضاً قوات سعودية وخليجية أخرى دخلت إلى البحرين للتصدي لشعب أعزل يواجه ظالميه بالأجساد العارية غير مستعين بسلاح سوى سلاح الإيمان بأحقية ما خرج لأجله.

وعلى حدود البحرين، داخل الأراضي السعودية، يخرج أبناء منطقة القطيف في مظاهرات سلمية مطالبين، كأهل البحرين، بحقوقهم كمواطنين سعوديين أسوةً بباقي المواطنين في المناطق السعودية الأخرى، فتواجههم قوات النظام بالحديد والنار.

لو سألنا أي متابع محايد لما يحصل في المنطقة من تحركات احتجاجية شعبية عن الفارق بين هذه التحركات وبين التحركات التي حصلت في مصر وتونس وليبيا وسوريا لأجاب فوراً ودون حاجة للتفكير أن هذه التحركات سلمية خالصة، وشرعية بنظر القوانين الدولية، والأهم من ذلك أنها وطنية خالصة لا وجود لمحركين أو مشاركين فيها من بلاد أخرى.

حسناً، طالما أن هذه التحركات سلمية وشرعية ووطنية، كيف يمكن للنظامين في البحرين والسعودية أن يشوهاها ويثيرا الرأي العام الخليجي عليها؟ لا بد إذاً من ربطها بالجهات الخارجية التي ينتمي أغلب المحتجين في البلدين إلى نفس مذهبها الديني، فهذه نقط ضعفها الوحيدة، في رأي النظامين، فليتم ربط المحتجين إذاً بإيران وحزب الله.

إيران ترسل عناصر من الحرس الثوري لتدريب مخلين بالأمن في البحرين، لقاءات في إيران بين مسؤولين في المخابرات الإيرانية وقياديين في حركات حزبية بحرينية شيعية، حزب الله يدرب في البقاع اللبناني أفراداً بحرينيين للقيام بتفجيرات في أماكن حيوية في البلاد، مسلحون في القطيف يطلقون النار على قوى الأمن بعد تزويدهم بالسلاح من قبَل إيران.

هذه بعض الادعاءات التي لجأ ويلجأ إليها النظامان البحريني والسعودي لتشويه صورة التحركات الاحتجاجية في البلدين. لكن أين الأدلة على هذه الادعاءات؟ أين الاعترافات؟ أين الوثائق المؤكِّدة؟ لم يقدم النظامان شيئاً من هذه، يكفيهما أن يصدقهما بعض معظم الإعلام العربي والغربي وأن ينقل عنهما ما يدّعيان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.