اعتَقِلوا «أبو طاقية»!

hojeiry-mostafa

صحيفة البناء اللبنانية ـ
حسين حمّود:

ما يثير الاستغراب هو استعصاء «أبو طاقية» على الدولة اللبنانية بأجهزتها وقواها الأمنية وسياسييها، على رغم مذكرات التوقيف الصادرة في حقه، إضافة إلى الدور المشبوه الذي يمارسه في قضية العسكريين المخطوفين.

فلا يكاد يمر يوم من دون أن يمارس «أبو طاقية» الإرهاب النفسي على أهل العسكريين المحتجزين لدى التنظيمين الارهابيين، ليسرع الأهالي إلى الضغط على أعصاب الحكومة بمعظم مكوناتها لا سيما جماعة 14 آذار ومن يميل رغم وسطيته إليهم لحسابات سياسية صرفة لا علاقة لها بالنواحي الانسانية لا من قريب أو بعيد. وفي هذا السياق ينطبق على هؤلاء المثل الانكليزي القائل: «ليس مهماً ما يقال الأهم هو من يقول».

أما «أبو طاقية» فقد اعتمد أسلوباً مزدوجاً في غسل الأدمغة على طريقة الاستخبارات. فهو تارة يقدم نفسه وسيطاً يسعى إلى تأجيل أحكام الإعدام التي يصدرها الذبّاحون على أحد العسكريين أو أكثر، وذلك «لوجه الله» لا غير، وأطواراً يعلن انسحابه من الوساطة حرداً وانزعاجاً من لا شيء.

هل كلفت الدولة «أبو طاقية» تأدية هذا الدور لدى الخاطفين؟ أم هو مستخدم لدى الارهابيين من أجل هذه الغاية أي اللعب بأعصاب الدولة وأهالي المخطوفين؟ ولماذ تغفل الدولة ان المذكور مطلوب بمذكرات توقيف بتهمة الإرهاب وانتمائه إلى جبهة النصرة؟ ولماذا لا تسعى إلى اعتقاله كما تفعل بالنسبة إلى شادي المولوي وهما لا يقلان خطورة عن بعضهما بعضاً؟

وإذا كان المولوي ذاب كالملح في عين الحلوة، فإن «ابو طاقية» يتنقل بين عرسال وجرودها يتنزه بين الارهاب والتهويل والتخويف واللعب بأعصاب الأمهات والأخوات والآباء والإخوة، وهؤلاء لا حيلة لهم في خضم مأساتهم سوى الإصغاء لهذا الشيخ العجوز على طريقة الغريق يتمسك بقشة، ولو كان ظهر رياؤه منذ زمن بعيد حين كان العسكريون محتجزين في منزله، وقال آنذاك انهم ضيوف ولن يتعرضوا لمكروه ثم ظهر العكس.

اعتَقِلوا «أبو طاقية» يتراجع التوتر في قضية المخطوفين وتستكمل المفاوضات لإطلاق العسكريين بهدوء، لكن بقوة ومن دون تهويل وتهبيط حيطان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.