الأسد: نريدا رئيساً “ممانعاً” في لبنان ونحن مع “حزب الله” في قارب واحد

Bashar-al-Assad12

صحيفة السفير اللبنانية –

عماد مرمل :

برغم مشاركة دمشق في مؤتمري «جنيف 1 و2»، وإعلانها المستمر عن الانفتاح على الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة، إلا أن الرئيس بشار الأسد يعتقد أن مؤتمر جنيف «لا يشكل أرضية صالحة لإنتاج حل سياسي».

ويؤكد الأسد، وفق زواره، ثقته في «تحقيق الانتصار»، مشيرا إلى أن «تحديات ما بعد الأزمة لن تكون أقل وطأة من أعباء الأزمة، وسوريا لن تكون في مرحلة الإعمار شركة مساهمة يستفيد منها أولئك الذين دمروها، بل سيعاد بناؤها بسواعد أبنائها وعرقهم، والكلمة الأولى والأخيرة ستكون لهم».

ويعوّل الأسد على المصالحات الشعبية التي تجري تباعا في المناطق السورية الساخنة لإعادة مد الجسور بين السوريين وترميم نسيجهم الاجتماعي، معتبرا أن «المجتمع المدني هو صاحب مبادرة محورية على هذا الصعيد».

ويشدد على أن «دمشق تقف إلى جانب أي دولة تحارب الإرهاب، حتى لو أساءت تلك الدولة التعاطي معنا، ونحن ندرك انه إذا أصيبت سوريا بالتفكك ستنتقل العدوى إلى كل الوطن العربي»، مؤكدا أن «مصر تهمنا كما سوريا، والشعب الأردني لن يسمح للمؤامرة ضدنا أن تمر عبر أراضيه لأنه يدرك أنها سترتد عليه».

ويؤكد أن «سوريا كانت وستبقى وسطية»، محذرا من أن «المشرق العربي الذي يتميز بتنوع مكوناته لا يحتمل التطرف الديني والتعصب المذهبي، وبالتالي فان الهوية القومية العربية هي وحدها القادرة على احتضان هذا التنوع».

ويرى الأسد أن «مؤتمر جنيف لا يشكل أرضية صالحة لإنتاج حل سياسي»، مشيرا إلى أن «الوفد المقابل مرتهن للخارج». ويقول إن «دمشق شاركت في حوار جنيف بالتنسيق والتشاور مع موسكو التي تتعامل معنا من دولة إلى دولة على قاعدة خدمة مصالح البلدين».

ويؤكد أن «سوريا لن تكون ورقة في يد أحد، ونحن سنحرر التراب السوري بكامله من الإرهاب، وهذا تصميم نهائي لا عودة عنه»، مشيرا إلى أن «هناك إصرارا على استعادة المناطق التي اختطفها الإرهاب في يبرود وحلب وحمص والرقة وغيرها، مهما كلف الأمر، ولن نرضخ لأي ضغوط أو مساومات».

ويبدي الأسد مرارته وألمه لكون العداء الذي ظهر من بعض الدول العربية حيال سوريا يفوق العداء الأميركي لها، «علما أننا نبهنا إلى أن الإرهاب سيهدد عاجلا أم آجلا تلك الدول، وهذا ما بدأ يحصل فعلا، وكل من أخطأ بحق سوريا وتآمر عليها سيدفع الثمن».

ويوضح أن «دولا خليجية عدة تتواصل مع دمشق سرا، ونتلقى منها رسائل في الكواليس»، كما يكشف عن «طلبات أوروبية لتعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي في مواجهة خطر الإرهاب التكفيري». ويضيف مبتسما: «اللواء علي المملوك يجد صعوبة أحيانا في تنسيق المواعيد».

وحين يسأل زوار الأسد عن توقعاته بالنسبة إلى هوية رئيس الجمهورية اللبنانية ربطا بالاستحقاق الرئاسي، يقول «نحن لا ننظر إلى الشخص بحد ذاته بل إلى خياره، وما يستطيع أن يمنحه لخط الممانعة الذي هو المعيار الأساسي بالنسبة إلينا، وبعد ذلك ليأتِ من يأتي، فهذا شأن داخلي لبناني».

ويعطي الأسد إشارات إيجابية حيال رئيس الحكومة تمام سلام «الذي هو ابن بيت سياسي عريق ويتحلى بالأخلاق»، داعيا إلى مساعدته.

ويصف الأسد وقفة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنها «تدل على الوفاء، ونحن في قارب واحد»، مشيرا إلى أن «في لبنان رجالا ثبتوا على مواقفهم وخياراتهم خلافا للبعض من المتقلبين والمنقلبين».

ويدعو الأسد اللبنانيين للتكاتف لمواجهة المخاطر الداهمة، محذرا من أن «الانقسام الحاد يسمح للتطرف التكفيري بالتمدد في بلدهم»، مشددا على أن «أمن سوريا من أمن لبنان والعكس صحيح».

ويشدد على أن «القضية الفلسطينية ما زالت في لائحة أولوياتنا»، معربا عن «معارضته الشديدة لمشروع (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري الذي يرمي إلى تفتيت فلسطين»، ومؤكدا التمسك بخيار المقاومة للتحرير.

وعندما يُسأل عن تفسيره للعلاقة بين إيران وتركيا، يجيب «تركيا تدفع أثمانا بسبب سياسات (رئيس الحكومة رجب طيب) أردوغان، وهي بحاجة إلى إيران، لا العكس».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.