الاجواء حربية.. فهل اقترب تهور واشنطن؟؟

usa-middleeast

 

موقع إنباء الاخباري –

أحمد شعيتو:

المراقب لمعمعة التهويل بالقوة ضد سوريا يرى ان من المنطقي القول ان هذه “الهمروجة” حول مزاعم استخدام “الكيميائي” تبدو للمراقب غير مقتصرة على تهويل اعلامي وضغط سياسي، فالغبار الحربي الذي يثيره الغرب اعلاميا وجملة -بل حملة- المواقف الاميركية والاوروربية على السواء جاءت متدرجة بشكل متصاعد وصولا الى اثارة اجواء حربية جدية. وقد لاحظنا ان وزير “الدفاع” الاميركي كان يقول قبل ايام ان واشنطن تدرس كل الخيارات على خلفية احتمال استخدام الكيميائي ثم انبرى للقول ان الجيش جاهز للخيار العسكري حال تلقيه الامر… ثم تحدث بالامس ان لدينا ادلة ثابتة على استخدام هذا السلاح وعلى المجتمع الدولي “دعم معاقبة الفاعلين”. كل ذلك يشير الى ان هناك نية بتنفيذ “عقاب ما” للنظام السوري على”فعلته”.

فالاميركي هو حامي حقوق الانسان ولا يمكن ان يسكت على هكذا مجزرة ولذلك نراه ايضا الداعم الاول للجماعات المسلحة التي تتجنب اي مس بحقوق الانسان واي شناعة في التصرفات كتلك الموثقة على “يوتيوب” واخواته، ولذلك هو قبل انتهاء مهمة لجنة التحقيق الاممية سارع لاعلان النتائج سلفا وحتى لو جاءت اللجنة بنتائج دامغة معاكسة فلن يقتنع الاميركي او الفرنسي وإلا لَما كانت فبركة الاتهامات جاهزة من الاساس، ولَما كان استخدام اسلحة محظورة ضد مدنيين من اجل اتهام النظام بها بتهم معلبة جاهزة للاستهلاك العالمي.

المعارضون متضايقون ميدانيا والجيش يمسك الزمام لذا يمكن التساؤل هل ان فشل الخيارات القائمة في سوريا غربيا واقليميا وصمود وتقدم النظام دفع الى ابتكار شيء ما شبيه باكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية مع اختلاف ان من المستحيل ان تدخل اميركا بريا الى سوريا؟ اميركا تعرف ايضا ان اي ضربات صاروخية او جوية لن تكون بمنأى عن رد وان اي عمل عسكري مهما كان حجمه ونوعه يمكن جدا ان يشعل المنطقة وتصيب نيرانه القواعد الاميركية وقد تصيب اسرائيل وان ايران قد تتدخل وان جبهة لبنان يمكن ان تشتعل. وقد كانت اخر المواقف الروسية محذرة من عواقب كارثية وكذلك حذرت طهران من ان استخدام الوسيلة العسكرية سيكون له تداعيا وخيمة وفي ذلك تهديد مبطن بالرد.

من المنطقي القول ان سوريا ليست هي من استخدم الكيميائي فيما هي في حال جيدة على الارض ضد المسلحين المدعومين من نصف الكرة الارضية، فمن يمكن ان يرتكب حماقة يعرف انها ترتد عليه قرارات عدوانية بينما هو مشغول بمجابهة في الداخل؟ هذا الامر يعيدنا بالذاكرة الى فبركة اتهام سوريا باغتيال رفيق الحريري والعقل كان يقول ان دمشق لا مصلحة لها بهذا الاغتيال فكيف ترتكبه بل هي اكثر العارفين ان عيون الغرب عليها فكيف يمكن ان تقدم على امر يؤلب العالم الغربي ضدها اكثر؟

مع معرفة اميركا بامكانية الرد الموجع عليها وعلى حليفتها فهل وصلت الى حد من اليأس في الخيارات داخل سوريا الى درجة تجاوز مسالة وقوع ردود قاسية؟ وهل تتحرك الصواريخ الاميركية المباشرة كبديل على فشل الوكيل في الداخل السوري بحيث يتم قصف مواقع استراتيجية سورية مشخّصة لدى المخابرات الاميركية او قصف مخازن سلاح كيميائي محتملة؟ السماء تتلبد بغيوم تنذر بعاصفة قريبة والايام المقابلة كفيلة بكشف ما اذا كانت الضربات العسكرية ستصبح بالفعل واقعا وستكشف تداعيات هذا العدوان المحتمل وردود الفعل في الاقليم عليه.

اشارة هنا الى انه قد يكون احد اهداف العدوان المحتمل احراج ايران بحيث انها اذا تدخلت في الرد تتعرض لعدوان واذا لم ترد تكون كمن تخلى عن حليفه وقت الشدة، ونشير الى ان الاعلام الاسرائيلي عكَس مثل هذه الاجواء عندما تحدثت يديعوت احرونوت عن الغاء الاتفاق (الحلف)السوري الايراني وثم من بعده برأيها يمكن “الاستفراد” بحزب الله، وتحدث هذا الاعلام عن ساعات قليلة حاسمة في القرار الاميركي النهائي.. من الجدير ان نذكر عبارة هنا هي “انقلاب السحر على الساحر” ، فالاماني الاميركية الاسرائيلية ستتبخر عند اول صاروخ يسقط على سوريا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.