الاعتراف مسألة وقت

caricature-syria-victory-issamhanafy

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

استهلك المعسكر الغربي وعملاؤه في المنطقة العديد من الرهانات على إنقاذ الحرب ضد سوريا من مأزقها المبرم ،عبر خطوات متلاحقة اتخذت لتنشيط العدوان ولمد عصابات الإرهاب والتكفير والجماعات المتمردة بقدرات عسكرية ومالية ولوجستية وعبر تطوير أشكال متعددة  من التدخل الدولي والإقليمي ، ويتبدى من الوقائع أن كل تلك المحاولات تبلغ الطريق المسدود وبينما شرعت تخرج اعترافات بالفشل من عواصم الناتو جهارا ،تتسارع الاتصالات السرية بدمشق لاستكشاف فرص التوبة والمصالحة وسط تشدد سوري صريح يوحي بقوة الدولة الوطنية وقواتها المسلحة.

أولا:  إن درجة الكذب و النفاق الدولية التي تبدت في سياق العدوان على سوريا قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الأزمات و الصراعات الدولية بالنظر للفشل والعجز عن زحزحة الدولة الوطنية السورية بعدما تورط زعيم الإمبراطورية الأميركية باراك اوباما في رفع السقف السياسي للعدوان الاستعماري عندما تبنى شعار التنحي المستحيل ، بسبب تمسك الشعب السوري بزعامة الرئيس بشار الأسد وولاء الجيش العربي السوري لقيادته ، وذلك ما تعترف به جميع التقارير التي رفعتها إلى البيت الأبيض وكالة الاستخابارات المركزية الأميركة خلال الشهر القليلة الماضية وكان الإيعاز بنشرها و تسريبها تعبيرا عن الحاجة لتحضير الرأي العام الأميركي والعالمي للاعتراف الأميركي بالهزيمة امام سوريا .

التقديرات الأميركية التي تعترف بأن الرئيس الأسد يحظى بدعم غير مشروط من ثلاثة أرباع السوريين تلاقيها تقديرات المخابرات الألمانية المشابهة في الرقم و التفاصيل التي عرضها رئيس الجهاز خلال تقدير موقف قدمة لزعماء الأحزاب و الكتل النيابية الألمانية وقد أضيفت امس مؤشرات جديدة بريطانية المصدر هذه المرة من خلال تقرير نشرته وكالتا رويترز والصحافة الفرنسية نقلا عن مصادر حكومية هي على الأرجح مصادر رئاسة الوزراء البريطانية ومضمون ما نقل عنها هو ملخص تقدير موقف يقول إن الرئيس الأسد باق لسنوات زعيما لسوريا ورئيسا للدولة وهذه حقيقة ينبغي التعود عليها بينما أكدت كل من لندن وباريس التراجع عن برامج التسليح التي كانت انخرطتا فيها بصورة محمومة مؤخرا.

ثانيا:  يكذب الغرب حين يسعى لتغطية هزيمته في سوريا بلغوه الفارغ عن خطر الإرهاب التكفيري وكأنه اكتشفه للتو والعالم كله يعرف ان حلف الناتو هو الذي دفع الإرهابيين  إلى سوريا وسلحهم حتى الأسنان وأغدق عليهم أموال الخزائن القطرية والسعودية وجميع القادة الغربيين  و الخليجيين والأتراك راهنوا على استعمال التكفير و الإرهاب في العدوان على هذا البلد وفي تمزيق المجتمع السوري وتدمير الدولة الوطنية المقاومة التي يحملونها مسؤولية هزائم إسرائيل و اندحار الغزوة الاستعمارية التي اطلقتها إدارة دبليو بوش تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد في مطلع الألفية الثالثة.

يكذب الغرب حين يحرك اتصالات سرية بالدولة الوطنية السورية طالبا مباحثات على مستوى خبراء مكافحة الإرهاب وحسنا تفعل الدولة السورية حين تشترط لقاءات سياسية وأمنية علنية وعلى مستوى رفيع وبعد اتخاذ مواقف معلنة وصريحة بالانسحاب من حلف العدوان الاستعماري الذي يستهدفها .

باتت لدى سوريا خبرة واسعة في منوعات الدجل و النفاق الغربي والخليجي والتركي الموظف دوما لمصلحة إسرائيل فحكومات اللوبيات و الجواسيس تتوسل اللين مهزومة لتحاول اختراق الصفوف و لتحضر خطط الانقضاض من جديد لمصلحة الصهاينة ما لم تتمكن بالحيلة و الغواية من نقل سوريا إلى موقع آخر وهذا ما أكدته السنوات الثلاثة عشر التي انقضت منذ انتصار المقاومة في لبنان وانتخاب الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى حتى اليوم .

ثالثا:   يتضح من الارتباك الغربي والأميركي خصوصا أننا امام حالة من التلعثم المرافق للفشل و العجز ويبدو ان الأشهر القليلة المقبلة التي ستحمل معها مزيدا من التحولات الميدانية لصالح الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني سوف تشهد أيضا مزيدا من التبدل في المناخ الدولي الإقليمي وإذا كان القرار الأميركي قد سحب قطر من اللعبة وبدل قناعها  وموقعها بسبب تحميلها مسؤولية الفشل فالرهان على التنظيم العالمي للأخوان المسلمين تدحرج نحو الهاوية بسقوط مرسي و بعجز واشنطن المفجوعة عن إسعافه واضطرارها للتكيف مع الوضع الجديد بتزحلق الدجل السياسي من التحفظ على ثورة 30 يونيو ورفض نتائجها وإدانة تجاوب الجيش مع الإرادة الشعبية إلى التبشير بالتحول الديمقراطي الذي تعيشه مصر وذلك كله حصل خلال أسبوعين تحت ضغط الرعب من تكرار تجربة جمال عبد الناصر مع نشاط القنوات الروسية والإيرانية والصينية المفتوحة مع قادة الجيش المصري الذين يمسكون الدفة اما حكومة الوهم العثماني فهي في حال يرثى لها عاجزة ومهزومة وخائبة داخليا وإقليميا ولا حبل نجاة لها على سطح الأحداث.

أما تلزيم السعودية فهو بمثابة الوكالة على تفليسة منتهية والهدف منه إمساك الرياض بمرتزقة الناتو السوريين من ميشال كيلو اليساري المرتد في شيخوخته كالتافه صادق العظم والأتفه منهما عزمي بشارة وصولا  إلى فاروق طيفور المجرم الأخواني الدموي الذي يرعى جبهة النصرة القاعدية والهدف من هذا التجيير احتفاظ السعودية بدور لها وإبقاؤها طرفا في التوازنات السورية الداخلية مستقبلا بعدما خسرت اوراقها الثمينة بتساقط مواقع أذنابها وعملاء الغرب في الدولة وآخرهم عبد الحليم خدام وغازي كنعان .

أشهر قليلة تنبيء بانتصارات آتية وبحبال نجاة روسية سيشد عليها الأميركي يديه ليخرج من وحل هزيمته امام شعب وجيش وقائد سيسجل التاريخ انهم سحقوا حربا كونية ليس لها مثيل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.