البديل عن قناة السويس!

موقع الخنادق:

افتتحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية طريقاً تجارياً جديداً، يربط بينها وبين الإمارات وتركيا. وكشفت منذ أيام عن عبور أول حمولة تجارية من الإمارات باتجاه تركيا عبر أراضيها، مع الإشارة إلى أن هذا الطريق البري سيسرع عملية نقل البضائع من 6 الى 8 أيام، بعد أن كان يستغرق نقلها عبر البحر 20 يوماً، انطلاقاً من ميناء الشارقة بالإمارات إلى ميناء مرسين التركي، مروراً عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس.

وفي هذا السياق، تحدثت وسائل إعلام تركية، عن زيارة مرتقبة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى تركيا للمرة الأولى منذ 10 سنوات – إثر الخلاف ما بين الدولتين- وسيلتقي خلالها بن زايد الرئيس التركي “رجب طيب أرودغان”. ويعد هذا المشروع من أهم المواضيع التي ستكون في جعبة بن زايد لمناقشتها، بالإضافة الى باقي الاستثمارات الإماراتية في تركيا.

تأثيرات اقتصادية كبيرة على البلدان والخاسر الأكبر مصر

لهذا المشروع تأثيرات اقتصادية كبيرة، خاصة على صعيد حركة التبادل التجاري، بين هذه الدول فيما بينها، كما أنها ستؤثر بشكل سلبي أيضاً على قناة السويس. وأهم هذه التأثيرات:

_ نمو حركة التبادل التجاري بين هذه الدول، دون الحاجة الى المواصلات البحرية، خصوصاً لناحية تكاليفها المادية (تكاليف استئجار السفن والناقلات والتأمين…).

يبلغ متوسط حجم التبادل التجاري السنوي بين الإمارات وتركيا قرابة 8 مليار دولار، كما تحل الإمارات بالمرتبة الأولى عربياً من حيث قيمة وتنوع استثماراتها في تركيا.

أما بالنسبة لإيران، فإن الإمارات تعد المصدرة الأولى إليها، بقيمة تخطت مؤخراً الـ 7 مليار دولار. بينما تحتل تركيا المرتبة الثانية بمليارين و435 مليوناً.

وعلى صعيد الصادرات الايرانية، فإن تركيا في طليعة المستوردين منها بعد العراق بـ 2 مليار و308 مليون دولار، ومن بعدها الإمارات بـ2 مليار و243 مليوناً دولار امريكي.

_ اختصار الوقت بشكل مضاعف، فالمسافة من خلال الطريق البحري تقارب الـ 6400 كم، بينما في المسار البري تقدر بحوالي 2400 كم.

_ قد تصبح إيران مساراً بديلاً يوفر التكاليف المادية، على التجار من البلدان الأخرى، وبالتالي يؤمن فرص استثمارية وتطويرية جديدة لقطاع النقل والمواصلات الإيراني.

_ التقليل من الواردات المالية لقناة السويس وبالتالي مصر، حيث تقدر عائداتها على الدولة المصرية بأكثر من 5 مليار سنوياً.

أبعاد جيوبولتيكية

_ يشكل هذا المشروع وسيلة للتقارب أكثر فأكثر بين هذه الدول، خاصة بين الإمارات وتركيا، اللذين أعادا مؤخراً العلاقات الثنائية بينهما، من خلال الاتصال بن زايد بأردوغان مطلع شهر آب الماضين والذي تبعه زيارة طحنون بن زايد لأنقرة بعد أيام.

_ يساعد نجاح هذا المشروع في فتح المجال ايضاَ، أمام فتح مسار جديد بحري بري مشترك يكون جزءاً من المشروع الصيني القومي “حزام وطريق”.

_ يؤسس لتفاهمات سياسية بين هذه الدول، يمكن أن تشكل بوابة لإيجاد الحلول في أزمات دول عديدة مثل إعادة اعمار سوريا وحل المشاكل الاقتصادية والسياسية في لبنان وإيقاف الحرب العبثية على اليمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.