الحاج رالف والحاج براين لم يدخلا لبنان

bulgaria-explosion1

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
حسن عليق:
لم يحمل أعضاء الخلية التي اتهمتها السلطات البلغارية بتفجير بورغاس في تموز 2012 الأسماء المتوقعة لأفراد من حزب الله. ورغم أنهم ينتمون إلى الجناح العسكري للحزب، بحسب زعم وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف، فإن أسماءهم ليست محمد ولا علي ولا حسن ولا حسين ولا جعفر… إنهم جاك فيليب مارتن، ورالف ويليام ريكو، وبراين جايمسون. وهؤلاء، على ذمة ما نقلته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن مصادر التحقيق البلغاري، هم كنديان وأسترالي. الأول، كادت الصحيفة تصفه بـ«الاستشهادي»، حين أوردت أنه مفجر العبوة الناسفة بسياح إسرائيليين في بورغاس البلغارية. أما الثاني والثالث، فأحدهما هو الرأس المدبر للخلية. وبعد التفجير، عادا إلى لبنان، عبر بلد اوروبي، بحسب الصحيفة الفرنسية، التي لفتت إلى أن ريكو وجايمسون من أصول لبنانية. الأجهزة الأمنية اللبنانية شُغلت أمس بالتدقيق في هذه المعلومات. وسريعاً، تبين أن الأسماء الثلاثة لم تظهر على شاشة الحاسوب في المديرية العامة للأمن العام. وبحسب مصادر أمنية لبنانية، فإن الأمن العام استخدم للبحث، الأسماءَ الثلاثة كما وردت في «لو فيغارو». ولفتت المصادر إلى أنه من الممكن أن تكون طريقة كتابة الأسماء في جوازات السفر مختلفة عن طريقة كتابتها في تقرير الصحيفة الفرنسية. ببساطة، نتيجة التدقيق تُظهر أن من وردت أسماؤهم في الصحيفة الفرنسية لم يدخلوا لبنان أبداً، لا قبل انفجار بورغاس ولا بعده. وأكّد أكثر من مرجع أمني لـ«الأخبار» أن السلطات البلغارية لم تسأل الأجهزة الأمنية اللبنانية يوماً عما إذا كان جاك فيليب مارتن ورالف ويليام ريكو وبراين جايمسون قد دخلوا لبنان قبلاً.
ليست قضية دخول الأعضاء المفترضين لـ«الجناح العسكري لحزب الله» أو عدمه هي الدافع الوحيد لتشكيك مراجع أمنية لبنانية في الرواية البلغارية. للبعض أسباب أخرى. يقول مرجع لبناني عمل طويلاً في مجال مكافحة التجسس، إن الأجهزة الأمنية البلغارية من أكثر الأجهزة الأوروبية تعاوناً مع الاستخبارات الإسرائيلية، وخاصة خلال العقدين الأخيرين. دليله على ذلك ما ظهر في التحقيقات مع عدد من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية، من الذين جرى توقيفهم في لبنان خلال السنوات الماضية. فبعض هؤلاء أدلى بإفادات توضح أن السفارة البلغارية في لبنان تساعد عملاء إسرائيل وتسهل لهم الانتقال إلى بلغاريا، حيث يلتقيهم مشغلوهم. وسبق أن اكد عدد من العملاء أنهم كانوا يتقدمون من السفارة البلغارية في بيروت للحصول على تأشيرات دخول، لكن طلباتهم كانت تُرفض. ولما كانوا يبلغون مشغليهم بالنتيجة، كان هؤلاء يقولون لعميلهم أن يقصد السفارة ذاتها في اليوم التالي. والمفاجأة أن السفارة ذاتها تعود لتمنحه تأشيرة دخول إلى بلغاريا، من دون أن يتغير شيء في ملفه أو مستنداته. وهذا النوع من الخدمات التي تؤديها السفارة البلغارية في بيروت ليست وقفاً عليها، إذ تشاركها فيه السفارتان المجرية والتشيكية. وبالتأكيد، من دون أن يصدر عن السلطات اللبنانية أي اعتراض أو تنبيه، لا في العلن ولا في الخفاء.
يُضاف إلى ما تقدم أن أحد الموقوفين أخيراً بتهمة التجسس للاستخبارات الإسرائيلية، ويُدعى ط. خ. كان يعيش في بلغاريا. وأقر خلال التحقيق معه بأن الاستخبارات البلغارية هي التي جندته قبل نحو عشرين عاماً، وأنها كانت تطلب منه الحصول على معلومات مطابقة لما يطلبه الإسرائيليون من عملائهم الآخرين. تطابقٌ مع الاستخبارات الإسرائيلية في الأهداف وفي برامج العمل المعلوماتية، وتسهيلات من السفارة في ببروت لعملاء إسرائيل.
وكانت الصحيفة الفرنسية قد نشرت أول من أمس تقريراً نقلت فيه عن مصادر التحقيق البلغاري أن «جاك فيليب مارتن ورالف ويليام ريكو وبراين جايمسون، وهم كنديان وأسترالي، هم المسؤولون عن الاعتداء الذي أوقع ستة قتلى وعشرات الجرحى». وبحسب الصحيفة « فقد مات الأول، أي مارتن، خلال تفجير العبوة التي بلغت زنتها ثلاثة كيلوغرامات، وكان يحملها في حقيبة على ظهره، فيما عاد شريكاه عن طريق بلد أوروبي، إلى لبنان، وهما من أصول لبنانية».
وفي المعلومات التي نقلتها الصحيفة عن أعضاء في المجلس الاستشاري للأمن القومي «أن حزب الله أمن التمويل لشخصين من المذكورين». كما تمكّن المحققون من «معرفة أوقات تنقّل المتهمين الثلاثة»، وعلموا أن «هؤلاء وصلوا إلى بلغاريا بجوازات سفر صحيحة، بعد عبورهم 3 دول أوروبية، وهم كانوا قد انطلقوا من بيروت، حيث يختبىء الاثنان الباقيان».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.