الحريري «يفرمل» الجيش؟

saad-hariri1

صحيفة الأخبار اللبنانية:

هل فرمل حديث الرئيس سعد الحريري عن حصار عرسال خطة وضعها الجيش لاستكمال فصل عرسال عن جرودها المحتلة، بطريقة تُدخل كافة مخيمات النازحين السوريين ضمن دائرة إجراءاته؟ في اجتماعها عقب قتل الإرهابيين للجندي علي البزال اطّلعت خلية الأزمة الوزارية على الواقع الميداني في جرود عرسال. تبيّن، بحسب ما كشفته المعلومات الامنية والعسكرية، ان الإرهابيين الذين يحتلون الجرود لا يزالون يستخدمون ثغرة رئيسية في الجرود، وهي وجود مخيم للنازحين بين بلدة عرسال والحدود السورية، خارج المنطقة الخاضعة لإجراءات عسكرية.

ويسمح الجيش بإيصال مواد غذائية وتموينية ومحروقات وأدوية من عرسال إلى المخيم المذكور. وأكّدت معلومات أمنية أن الإرهابيين يستغلون هذه الثغرة، كونهم قادرين على تهريب ما يحتاجون إليه من المخيم إلى المناطق التي يحتلونها في الجرود. وتقرر في اجتماع خلية الأزمة أن يعدّل الجيش من طبيعة انتشاره، ليصبح المخيم المذكور داخل دائرة الإجراءات، وللفصل بين المخيم والجرود المحتلة، وإبقاء الطريق بينه وبين عرسال مفتوحة. وبحسب أعضاء في اللجنة، فإن هذا الإجراء سيحرم الإرهابيين من طريق رئيسي لإمدادهم بالغذاء والسلاح والمحروقات. وقبل أن يبدأ الجيش بتنفيذ ما تقرر القيام به، فوجئت القوى السياسية والعسكرية والأمنية بكلام الرئيس سعد الحريري أول من أمس عن رفضه «حصار عرسال».

مصادر قريبة من رئيس تيار المستقبل أكّدت أن «الحريري ووزراء «المستقبل» لم يتعرضوا مطلقاً للجيش في انتقادهم حصار عرسال، لا بل إننا جميعاً مع حصار الجيش للمسلحين في جرود عرسال». لكن الاعتراض، بحسب المصادر نفسها، كان على «الحواجز التي أقيمت بين عرسال واللبوة، الأمر الذي أدى الى احتجاز أهل عرسال في بلدتهم ومنعهم من الخروج منها». وتضيف المصادر أن «دوريات الجيش كانت تمر قرب هذه الحواجز التي يقف عليها مقنعون يفتشون المارة ويدققون في هوياتهم، من دون أن تتعرض لهم أو توقفهم». وتشير الى أن «مثل هذه الحوادت ستزيد من التعبئة الداخلية في عرسال ضد الجيش وضد الجوار، وهذا ما نرفضه ولا يجب الوقوع فيه». لكن مصادر وزارية من 8 آذار وأخرى أمنية أكّدت أن طريق عرسال لم تكن مقطوعة عندما اعترض الحريري على «حصار عرسال»، وأن الطريق قُطِعَت كرد فعل على قتل البزال، ثم عملت استخبارات الجيش على فتحها.
وأكدت مصادر وزارية من قوى 8 آذار أن فريق الحريري بات، ولأسباب غير واضحة تماماً، يضع العراقيل التي تحول دون المساس بصورة جدية بمحتلي الجرود ودون سحب بعض الامتيازات من موقوفي ملفات الإرهاب في سجن رومية. ولأن توقيت كلام الحريري كان مريباً، توقفت المؤسسة العسكرية عنده، وأجرت قيادتها اتصالات للتدقيق فيه. لكن مصادر أمنية أكّدت أن الجيش ماضٍ في تنفيذ ما تقرر القيام به، وتخطّي الإرباك الذي سبّبه كلام الرئيس السابق للحكومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.